الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الحدوة سوالف الحدّاء للإبل

الحدوة سوالف الحدّاء للإبل
25 فبراير 2009 00:51
يتقدم فن ''الحدوة'' قائمة أشهر وأقدم الفنون الشعبية في الإمارات والخليج ككل، وقوامه أغان شعرية متعددة يطلقها القوم وهم مرتحلون على ظهور الركائب، فيردد ''الحدّاء'' للإبل أبيات وأغاني خلال دفعه لها على المسير· ولهذا الفن طريقة أداء يشير إليها الشاعر عبدالله الشامسي، عضو مركز ''ملتقى شعراء العين'' ويقول: ''تصاغ أبيات الحدوة بما يناسب البيئة من بادية وبر وارتحال، تبعاً للظروف التي تقال فيها، فمنها في الشوق والفراق والحزن والشجن والترحال والحنين للمنازل، ومنها في الشجاعة والإقدام، ومنها في السعي والعمل والحمد والشكر· بحيث تأتي الحدوة على شكل مقطوعات قصيرة، تتألف كل منها من عدة أبيات، وتلتزم كل قطعة قافية ثم تتغير بتغير المقاطع· وتنساب موسيقاها بلحن حزين يتناغم مع الترحال والتنقل، إلاّ حين غناء الحدّاء لغرض حماسي تشجيعي، حينها تختلف نغمات الحدوة''· ويشير الشامسي إلى توفر كتب تعنى بفن الحدوة، رصدت مجموعة كبيرة منه، من ضمنها حدوة لشاعر قديم، تقول: ''هب ولفح من بره·· ياني مبرد هواه·· بو قصة مسمره·· ومن الطيب امحشاه·· سرت انشد عن مقره·· قالوا الرمل مرباه''· وكان سكان البر، يتنقلون على إبلهم، عبر ''الهودج'' وهو مركب النساء على الإبل، حيث توضع حجرة صغيرة فوق ظهر الجمل تصنع من الخشب أو سعف النخل، وتغطى بقطعة من القماش كستارة لتستر النساء· فيما اندثر استخدامه في المنطقة، وبات ركوب الإبل لا يحتاج إلى هودج· وفي بحث له عن ''الإبل والهوادج'' يشير الكاتب الباحث هشام عدرة، إلى تلازم الحداء والإبل، يقول: ''عرفت البادية ركوب الإبل واستخدمتها كوسيلة تنقل على مدى مئات السنين، لكن مع دخول السيارات والشاحنات واستقرار معظم سكان البادية في مناطق وبيوت حديثة، انتهى دور الإبل في مجال التنقل وبالتالي انخفض الطلب على مستلزماتها خاصة الهوادج التي كانت توضع على ظهر الجمل ليجلس فيها المرتحل· حيث كان العديد من الحرفيين في الشام والعراق يبرعون في تصنيعها وزخرفتها بشكل فني وبيعها إلى الأسواق الخليجية، لكن هذه المهنة وصلت اليوم إلى مرحلة الانقراض تقريباً، مثلما أوشكت الفنون المصاحبة لها على الانقراض كفن الحدوة الشهير''· من هنا، وانطلاقاً من الحرص الشديد على إحياء تراث الأجداد والمحافظة عليه ونشره، يقيم ''نادي تراث الإمارات'' خلال فعالياته المتنوعة، عروض مسير الركائب، يصاحبها الحدّاء مردداً حدوته، بينما نسوة يتربعن فوق متاعهن من ملبوسات ومستلزمات، في رحلة تنقل وترحال تُذكر بماضي الأجداد·
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©