الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

حكومة اليمن ترضخ لضغط «الحوثيين» وتعرض الاستقالة

حكومة اليمن ترضخ لضغط «الحوثيين» وتعرض الاستقالة
24 أغسطس 2014 01:21
عرضت الحكومة اليمنية الانتقالية أمس الاستقالة في غضون شهر واحد مع إعادة النظر في قرار خفض الدعم عن أسعار الوقود الساري تنفيذه منذ أواخر شهر يوليو الماضي لإنهاء الحراك الشعبي السلمي والمسلح لجماعة «الحوثيين» الشيعية المتمردة في شمال اليمن، الذي تشهده العاصمة صنعاء منذ أسبوع. وأسفر اشتباك بين مسلحين «حوثيين» وآخرين تابعين لحزب «التجمع اليمني للإصلاح» السني في صنعاء عن سقوط قتيل وجريحين، فيما اغتيل قائد عسكري و3 جنود بتفجير في الجنوب. ومنذ يوم الخميس الماضي، يجري وسطاء للرئاسة اليمنية مفاوضات مكثفة مع زعيم التمرد عبدالملك الحوثي في معقله بمدينة صعدة شمال اليمن لإنهاء احتجاجات أتباعه الذين يحاصر آلاف المسلحين منهم صنعاء من ثلاث جهات، بينما بدأ مئات آخرون غير مسلحين يوم الجمعة الماضي الاعتصام قرب منشآت سيادية داخل المدينة. وقال الناطق الرسمي باسم لجنة الوساطة الرئاسية عبدالملك المخلافي، في تصريح لقناة «سكاي نيوز عربية»، إن اللجنة سلمت الحوثي مساء الخميس «مسودة اتفاق شامل» لإنهاء التوتر في صنعاء، حيث تسود حالة من الهلع والذعر خشية اندلاع صراع مسلح داخل المدينة، التي يقطنها أكثر من مليوني شخص. وأضاف أن المسودة تنص على تشكيل حكومة جديدة في غضون شهر واحد، وتأسيس لجنة اقتصادية لتعيد النظر في قرار زيادة أسعار الوقود بنسبة تتراوح بين 70% و100%، ما أثار استياء واسعاً في البلاد إلا أن الحكومة اعتبرته «إجراء ضرورياً» لخفض العجز المالي وتفادي انهيار وشيك للاقتصاد الوطني. وقال مصدر آخر في اللجنة لوكالة «رويترز» إن الاتفاق المقترح سيطبق مقابل إنها اعتصام «الحوثيين» داخل خيام في صنعاء. ومن المتوقع أن تعلن الجماعة خلال ساعات ردها على الاقتراح القاضي بأن تشارك في الحكومة المقبلة إلى جانب قوى سياسية موالية ومعارضة أُخرى منها حزب «المؤتمر الشعبي العام» بزعامة الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح وتكتل «اللقاء المشترك» و«الحراك الجنوبي»، الذي يقود الاحتجاجات الانفصالية في جنوب اليمن. ويعد نائب رئيس الوزراء وزير الاتصالات وتقنية المعلومات، أحمد عبيد بن دغر (جنوبي)، وهو رئيس لجنة الوساطة وقيادي كبير في المؤتنمر الشعبي العام» السابق، أحد أبزر المرشحين لتولي منصب رئيس الحكومة المرتقبة. وذكرت مصادر سياسية في صنعاء أن الجماعة تطالبون بعشر وزارات في التشكيل الحكومي الجديد بينما تصر الرئاسة اليمنية على منحهم حصة أقل، ما يهدد بانهيار جهود المصالح ودفع الطرفين إلى الخيار العسكري لحسم خلافاتهما. في غضون ذلك، أبلغت مصادر محلية متعددة «الاتحاد» في صنعاء بأن شخصاً واحداً قُتل شخص، وأصيب آخران بجروح خلال اشتباكاً قصير وقع مساء أمس في حي «مسيك» وسط صنعاء بسبب نزاع مذهبي بين مجموعة مسلحة مؤيد لجماعة «الحوثيين» وأخرى مناصرة لحزب «التجمع اليمني للإصلاح». وأوضحت أن مسؤولين «حوثيين» اتهموا مسلحين«إصلاحيين» باقتحام مقر تابع للجماعة وإطلاق الرصاص الحي. واعتقلت السلطات الأمنية عددا من المتهمين بالتورط في الاشتباك، وسط مخاوف حقيقية من تفجر الوضع في صنعاء المحاصرة منذ الاثنين الماضي بآلاف المقاتلين الشيعة. وحمًلت اللجنة الأمنية والعسكرية في اليمن «الحوثيين» مسؤولية تداعيات «التصعيد الخطير» في الجزء الشمالي من صنعاء. وقالت، في بيان رسمي إن تجمعهم ، يشكل «تهديدا للأمن وإقلاقاً للسكينة العامة». وأضافت أن تصرفاتهم في صنعاء المتزامنة مع استمرار المفاوضات في صعدة «تجاوزت حق التعبير السلمي وحق التظاهر والاعتصام». وتابعت قائلة «إزاء هذا التصعيد الخطير، فإن اللجنة ملزمة بالقيام بواجباتها الوطنية لحماية أمن واستقرار الوطن وحماية السكينة العامة والممتلكات العامة والخاصة، لأن استمرار الحوثيين في محاصرة صنعاء من خلال المخيمات المسلحة على مداخلها واستحداث مخيما داخلها يزيد من تأزيم وتعقيد الموقف». ونصب محتجون «حوثيون» أمس خياما جديدة في مخيمهم القريب من ثلاث وزارات، بينها وزارة الداخلية، ومبنى التليفزيون الحكومي في شارع رئيسي يؤدي إلى مطار صنعاء الدولي. وفرضت الجماعة إجراءات تفتيش دقيق قبل الدخول إلى المخيم. وتوعد عدد من المحتجين، وبعضهم قالوا إنهم ينتمون إلى الجيش اليمني، بتوسيع المخيم وإغلاق طريق المطار إذا لم تستجب الحكومة لمطالبهم في غضون بضعة أيام. واتهم محتح يُدعى معصار أحمد صالح، أبلغ «الاتحاد» بأنه عقيد متقاعد في القوات الجوية، الحكومة الانتقالية بأنها «أذلت الشعب» منذ توليها إدارة شؤون البلاد في ديسمبر عام 2011 مناصفة بين «اللقاء المشترك» و«المؤتمر الشعبي العام». وقال: «جئنا لانتشال اليمن من الهوان والذلة إلى العزة والكرامة، ولن نبرح مكاننا هذا حتى تتحقق مطالبنا، ونحذر، كما قال السيد عبدالملك الحوثي، من الاعتداء علينا. لكل فعل ردة فعل». وتظاهر آلاف اليمنيين أمس في مدينة ذمار وسط اليمن تأييداً لدعوة الرئيس اليمني الانتقالي عبدربه هادي منصور إلى «الاصطفاف الوطني» بعد تصعيد الحوثيين احتجاجاتهم في صنعاء. وشدد المتظاهرون على ضرورة الحفاظ على النظام الجمهوري والوحدة الوطنية، مطالبين بالإسراع في تنفيذ مقررات مؤتمر الحوار الوطني اليمني المختتم في شهر يناير الماضي باتفاق على التحول إلى «النظام الاتحادي الفيدرالي» بعد عقود من هيمنة الدولة المركزية. ودعت «هيئة رئاسة الاصطفاف الشعبي لحماية المكتسبات الوطنية»، في بيان أصدرته أمس، إلى المشاركة في تظاهرة جماهيرية مساء اليوم الأحد في صنعاء لاستنكار «محاولات التمرد على مخرجات الحوار الوطني وجر البلاد الى أُتون الفوضى والصراع الدموي». واستنكرت «تطويق العاصمة صنعاء وإغلاق مداخلها بمخيمات للمسلحين تحت مبررات واهية». وأكدت مشددة ضرورة تحقيق «اصطفاف وطني واسع ضد دعوات الانقسام والفتنة والاقتتال». كما أطلق ناشطون في مواقع التواصل الاجتماعي الإلكترونية «حملة نازلين لأجل الوطن» من أجل «التنديد بالتصعيد الحوثي الذي يستهدف الجمهورية وأمن الوطن ومكتسباته». وأكد صالح ضرورة توحيد الجهود وحشد الطاقات لخدمة اليمن. وقال، لدى استقباله بمنزله في صنعاء وفداً قبيلتي «همدان» و«صعفان» القاطنتين شمال وغرب صنعاء، «لا قلق على اليمن من كل محاولات التآمر والتحديات التي ستتحطم على صخرة وعي أبناء الشعب». ودعا أعضاء حزبه إلى أن يكونوا في مقدمة الصفوف لبناء «اليمن الجديد». من جانب آخر، ذكرت وزارة الداخلية اليمنية، في بيان رسمي أن رئيس دائرة الإمداد والتموين في المنطقة العسكرية الثالثة شرق اليمن العميد أحمد محمد العمري قُتل بتفجير عبوة ناسفة تم زرعها داخل سيارته في حي «المنصورة» وسط مدينة عدن. وقال مصدر عسكري لوكالة «فرانس برس» إن عبوة ناسفة مزروعة في الطريق الرابط بين سيؤون وشبام بمحافظة حضرموت جنوب شرق اليمن انفجرت أثناء مرور مركبة عسكرية فقتل 3 جنود وأصيب6 آخرون بجروح. وأصاف أنه تم توقيف شخصين يشتبه بانتمائهما إلى تنظيم «القاعدة» عند حاجز على مدخل سيؤون بعد بضع ساعات من الهجوم. صنعاء وموسكو تبحثان تعزيز التعاون العسكري بحث وزير الدفاع اليمني اللواء محمد ناصر أحمد مع مسؤولين عسكريين ودبلوماسيين روس في صنعاء أمس إمكانية إجراء تدريبات عسكرية بحرية وجوية مشتركة بين جيشي اليمن وروسيا. وذكر موقع وزارة الدفاع اليمنية الإلكتروني أن أحمد ناقش أيضاً مع السفير الروسي، فلاديمير ديدوشكن، وكبير الخبراء العسكريين الروس الجنرال خارجشنكو إيجور، والملحق العسكري الروسي العقيد الكسندر كيب، سبل تعزيز التعاون العسكري بين البلدين، خاصة في مجال التأهيل والتسليح وتعزيز القدرة الدفاعية الجوية لليمن. ونقل عن إيجور قوله إن بلاده ستضاعف ابتداء من العام المقبل عدد المنح الدراسية للعسكريين اليمنيين، فيما تواصل تقديم المساعدة المطلوبة للقوات المسلحة اليمنية. (صنعاء - الاتحاد)
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©