الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

فنساي مونتاى أعلن إسلامه بعد 30 سنة من البحث

فنساي مونتاى أعلن إسلامه بعد 30 سنة من البحث
5 أغسطس 2013 12:05
القاهرة (الاتحاد) - فنساي مونتاي، مستشرق ورحالة فرنسي، شغف بدراسة القضايا الإسلامية والغربية، وقضى سنوات عديدة في دول المغرب والمشرق العربي والإسلامي، وانتهى به الأمر إلى إعلان إسلامه عام 1977، ولقب نفسه باسم «المنصور بالله الشافعي». نشأ مونتاي في وسط كاثوليكي، وتخلى في وقت مبكر عن كافة الشعائر الدينية، فالمعتقدات المسيحية كانت غامضة بالنسبة له، والطقوس كانت تبدو له بلا جدوى، واكتشف القرآن الكريم لأول مرة من خلال قراءة ترجمة له للفرنسية، وكان ذلك في مدرسة «سان سير» خلال الفترة بين عامي 1934 و 1936، وهي مدرسة عسكرية لتخريج الضباط في ضواحي باريس، وكان من طلابها. ترجمة وكان كل أسبوع ينسخ بضع آيات اختارها للترجمة، ولم تكن هذه الترجمة تخلو من تشويه أو تحريف، وفيما بعد شعر بوجود حجر عثرة بين ديانته والإسلام يتمثل في مسألة ألوهية غير الله رب العالمين التي يرفضها الإسلام ويفندها ويدحضها، ومن جهة أخرى رسالة محمد صلى الله عليه وسلم ونبوته التي يعتبرها آخرون مجرد ادعاء لا يؤمنون به، ومن هنا كانت كل محاولة للتوفيق بين الديانتين تبدو له مصدر اضطراب وبلبلة، لذلك تحتم عليه الاختيار بينهما أما أن يؤمن بدينه أو بالإسلام. بلاد الشرق وفي تلك الأثناء تجول مونتاي في بلاد الشرق الإسلامي، حيث قام برحلات إلى مختلف الدول العربية، والسنغال، وأندونيسيا، ومالي، وغانا، وساحل العاج، والنيجر، وموريتانيا، وسيراليون، وفي هذه الدول تعرف على الإسلام والمسلمين عن قرب، وعرف حقائق عديدة كان يجهلها من قبل عن الإسلام والقرآن والسنة النبوية وعادات وتقاليد المسلمين الرفيعة، ومن ثم كانت نهاية هذه الرحلة الميدانية والفكرية الطويلة، الإعلان عن إسلامه في مدينة «نواكشوط» بموريتانيا في صيف عام 1977، وغير اسمه إلى «المنصور بالله الشافعي»، وعن سر اختياره لهذا الاسم قال: «اسم منصور في العربية يوازي اسم فنساي، ولا منصور إلا بالله، أما الشافعي، فذلك لأني اتخذت المذهب الشافعي مذهباً لي لأنه الأكثر انتشاراً في العالم الإسلامي. أسباب دينية وعن أسباب اعتناقه للإسلام يقول مونتاي: إن اعتناقي للإسلام يرجع لأسباب دينية وخلقية واجتماعية، ودوافع ثقافية ومقتضيات تضامن دائم، أما الأسباب الدينية، فقد جاء في صحيح البخاري حديث نبوي شريف يذكرنا بحقيقة لا جدال فيها، وهي قول الرسول صلى الله عليه وسلم: «ما من مولود إلا يولد على الفطرة، فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه». أما الأسباب الخلقية فتتمثل في أن الإسلام لم يناد بالخطيئة الأولى، فالقرآن الكريم يقول: (وعصى آدم ربه فغوى، ثم اجتباه ربه فتاب عليه وهدى)، وبناء عليه، فإننا لا نجد في الإسلام أي شعور بالذنب في مفهومه «الانجكلوسكسوني». ومن جهة أخرى فإن العفة والزهد في نظر الإسلام ليسا بعيدي المنال بالنسبة للبشر، فالله تبارك وتعالى يقول: (وكذلك جعلناكم أمة وسطا) ويقول سبحانه: (ما يريد الله ليجعل عليكم من حرج ولكن يريد ليطهركم وليتم نعمته عليكم لعلكم تشكرون). أما الأسباب الاجتماعية فتتمثل في أن انتمائي إلى الإسلام يعني التحاقي بأمة تضم ملايين البشر دون أن اقطع صلتي بوطني ومسقط رأسي، فقد عشت أكثر من 30 سنة في أفريقيا الشمالية وإيران ولبنان وأندونيسيا فوجدت نفس المنهج في الحياة ونفس المنهج في العقيدة. اعتناق الإسلام ويتابع المنصور بالله الشافعي حديثه عن الإسلام قائلاً: إذا اعتنق الإنسان الإسلام، فإنه يكون قد اختار طريقاً فيه تجاوز للذات، أي أنه اتخذ لنفسه تصوراً للكون ومنهجاً للحياة، والتحق بصفة واضحة بأمة توحدها عقيدة، ويعني ذلك بالنسبة لي، وأنا في خريف العمر، أن القي بنفسي، في صف الفقراء أو معسكر الفقراء، بمنطقة العواصف، وإلى جانب الفلسطينيين، ويعني ذلك أيضاً أن أبعد نفسي عن القوى العظمى وأن أضع المال جانباً من دون إفراط فيه ولا زهد، أي أن أكون في جانب العدل والحق. وعبر رحلته الإيمانية مع الإسلام نشر مونتاي ما يقرب من مئة بحث ومقال وعشرين كتاباً عن الإسلام والحضارة الإسلامية وعن المسلمين واللغة العربية. القرآن والإنجيل قال المستشرق والرحالة الفرنسي فنساي مونتاي،: إنني لا أشك لحظة في رسالة محمد صلى الله عليه وسلم، واعتقد أنه خاتم الأنبياء والمرسلين، وأنه بعث للناس كافة، وأن رسالته جاءت لختم الوحي الذي نزل في التوراة والإنجيل، وأحسن دليل على ذلك هو القرآن المعجزة، فأنا أرفض خواطر «بسكال» العالم الأوروبي الحاقد على الإسلام والمسلمين إلا خاطرة واحدة وهي قوله: ليس القرآن من تأليف محمد، كما أن الإنجيل ليس من تأليف متى.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©