الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«طالبان» وحدود الضربات الجوية

24 يناير 2014 23:12
تُعتبر الضربات التي نفذتها القوات الجوية الباكستانية ضد معاقل طالبان بالقرب من الحدود الأفغانية هذا الأسبوع الأولى من نوعها منذ 2007. فهل يعني ذلك أنها تؤشر إلى تحول في الاستراتيجية؟ ليس تماماً، فصحيح أن الغارات الجوية التي نُفذت الاثنين الماضي شكّلت مفاجأة لأن الحكومة لم تأمر بضربات مماثلة في شمال وزيرستان منذ أن وقعت اتفاق سلام مع فصيل من «طالبان» يقوده قائد محلي من المنطقة؛ بيد أن الهجوم الأخير لا يؤشر إلى تحول كامل في الاستراتيجية حتى الآن؛ حيث نفت الحكومة الباكستانية أن يكون الهجوم عملية عسكرية كاملة. وعلاوة على ذلك، فإن الحكومة لطالما عجزت عن التوصل لإجماع حول أفضل طريقة للتعاطي مع «طالبان» باكستان بسبب المعارضة القوية من الأحزاب الرئيسية والمجموعات الإسلامية، وهو ما يشكل عقبة في طريق أي مراجعة للاستراتيجية. على أن التأويل الأكثر ترجيحاً هو أن الضربات تُظهر أنه عندما يتعرض الجيش الباكستاني لضربة مباشرة، مثلما حدث خلال عطلة نهاية الأسبوع، تقرر الحكومة والجيش تنفيذ ضربات انتقامية لمرة واحدة. وفي هذه الحالة، فإن الضربات لم تُنفذ إلا بعد أن شنت «طالبان» هجومين أسفرا عن مقتل 35 جندياً على الأقل. وتعليقا على هذا الموضوع، يقول «سيريل ألميدا»، المحرر بصحيفة «ذا دون» الصادرة باللغة الانجليزية إن الحكومة ليست مستعدة للتخلي عن الدعوات إلى محادثات السلام حتى الآن، مضيفاً «إن الحكومة مازالت تتمسك بسياستها المتمثلة في «المفاوضات أول» لأنها ترغب في استنفاد كل الخيارات في التعاطي مع أي مجموعة من «طالبان» قد تكون مازالت ترغب في التفاوض». وتقول الحكومة إن ثمة أكثر من ثلاثين مجموعة صغيرة من «طالبان» تنشط في باكستان وإن بعضها يفضل التفاوض؛ ولكنها لم توضح الكيفية التي تنوي التعامل بها مع تلك المجموعات المعارضة للمفاوضات. والجدير بالذكر أن الحكومة الفيدرالية تدعو إلى الحوار مع «طالبان» منذ أن وصلت إلى السلطة في مايو الماضي. وكان مؤتمر شاركت فيه كل الأحزاب ودعا إليه رئيس الوزراء نواز شريف قد كلف الحكومة بالشروع في محادثات السلام. ويرى آخرون إن الضربات الجوية التي نفذها الجيش هذا الأسبوع لم يكن مخططا لها بشكل جيد. وفي هذا السياق، يشير «نظام دوار»، مدير شبكة التنمية القبلية، وهي منظمة غير حكومية يوجد مقرها في وزيرستان، إلى أن آلاف المدنيين فروا من منازلهم خشية مزيد من الضربات الجوية أو هجوم بري من قبل الجيش الباكستاني. ويقول دوار: «وفق التقديرات التي نتوصل بها، فإن أكثر من 30 ألف شخص باتوا مشردين في الوقت الراهن بعد هذه الضربات الجوية». وقد سعت منظمته للحصول على المساعدة من إسلام آباد. وقد قُتل 40 مقاتلاً على الأقل في الضربات التي نفذتها الحكومة يوم الاثنين الماضي، وفق الجيش الذي أعلن يوم الأربعاء أن من بين المقاتلين الذين لقوا حتفهم 33 أوزبكيا و3 ألمان. ويذكر هنا أن المنطقة تحتضن عدداً من المجموعات الإرهابية المحلية والعالمية مثل القاعدة و«طالبان أفغانستان» و«طالبان باكستان». وينفذ الجيش الأميركي هجمات دورية في المنطقـة باستعمال طائرات من دون طيار منذ 2004 ضد ما يسميه أهدافا إرهابية عالية القيمة. طه صديقي إسلام آباد ينشر بترتيب خاص مع خدمة كريستيان ساينس مونيتور
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©