الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«حماس»... وتحديات ما بعد فقدان الحلفاء

24 يناير 2014 23:11
أمضى «عدنان أبو دلال»، وهو أب لسبعة أبناء، أعواماً معتمداً على المساعدات بعد أن فقد عمله في إسرائيل عندما اندلعت الانتفاضة الثانية. وأخيراً وجد أبو دلال عملاً في شركة بناء محلية، لكنه ترك العمل مرة أخرى، هذا الصيف عند قيام مصر بمداهمة أنفاق التهريب الممتدة على الحدود الجنوبية لغزة. وكانت هذه الأنفاق تمد سكان غزة بـ 70 بالمئة من احتياجاتهم التجارية، بما في ذلك مواد البناء وكذلك الوقود المصري. وبينما اتسمت الحياة في غزة بالصعوبة لسنوات، إلا أن هناك تدهوراً واضحاً خلال الأشهر الأخيرة. فقد تم تخفيض إمدادات الكهرباء لثمان ساعات يوميا أو أقل. وارتفعت الأسعار؛ وغمرت مياه الصرف الصحي الشوارع في مناسبات عديدة. وارتفعت نسبة البطالة إلى 43 بالمئة، مقابل 23 بالمئة في النصف الأول من عام 2013. يقول أبو دلال «أعتقد أن الحيوانات الأليفة بالخارج تحيا حياة أفضل. لا أبالي بمن يحكم، سواء حركة فتح أو حركة حماس، كل ما أنشده هو تأمين مستقبل مشرق لأبنائي». وأضاف «إن الحكومة لا تبالي والدول العربية والأجنبية الأخرى لا تفعل شيئاً لوضح حد لمعاناتنا». ويأتي هذا التدهور في وقت تجد فيه «حماس» نفسها مضغوطة على نحو متزايد بين إسرائيل ومصر، وكلاهما أصيب بالضرر جراء العمليات التي تقوم بها الجماعات الإرهابية الموجودة بشبه جزيرة سيناء، وفي الأشهر الأخيرة أبدا الطرفان عزمهما العسكري التعامل مع التهديد المشترك. وبينما تتخذ الدولتان إجراءات صارمة ضد الصلات الإرهابية بين غزة، التي تديرها «حماس»، و ما يجري في سيناء، قد يتصاعد الإحباط بسبب الأوضاع التي تزداد سوءاً، في هذه المنطقة الساحلية المزدحمة، الأمر الذي يشكل تهديداً إضافياً لكل من «حماس» وجيرانها. «ربما يلقى باللوم على المصريين، لكن إسرائيل لا يمكنها دفن رأسها في الرمال لأن الأمر له عواقب بالنسبة لها كذلك - فربما يكون هناك تأثير جانبي من الإحباط المتزايد للفلسطينيين». وخلال الأسبوع الماضي، كان هناك تصعيد لإطلاق الصواريخ من غزة مع هجوم بالكاتيوشا على مدينة عسقلان جنوب إسرائيل مما دفع القيام بغارة إسرائيلية على أحمد سعد، الناشط بحركة «الجهاد الإسلامي». ويُقال إن «حماس» تقوم بنشر قوات على الحدود بين غزة وإسرائيل لمنع الهجمات الصاروخية، التي تقوم بها فصائل في قطاع غزة. وقد حذر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو «حماس» بأن إسرائيل سترد بقوة إذا لم تتوقف موجة الهجمات الصاروخية. ورغم ذلك، فان الأمر لا يقتصر فقط على التسبب في حدوث توتر مع إسرائيل. إنه أيضاً يشكل ضغطاً كبيراً على حكومة «حماس»، فبعد مضي سبع سنوات من الإطاحة بمنافسيها العلمانيين من «فتح» من قطاع غزة، تجد «حماس» نفسها في موقف أضعف بكثير في محادثات المصالحة. يقول مخيمر أبو سعدة، أستاذ العلوم السياسية بجامعة الأزهر بغزة «الغضب يغلي مع حماس، الأمر الذي يجعلها تفكر في إعادة النظر في سياستها الحالية تجاه الفلسطينيين». وفي الأسبوع الماضي، أفرجت «حماس» عن سبعة من نشطاء «فتح» في محاولة لخلق مناخ أفضل للمصالحة. كما أعلن رئيس الوزراء إسماعيل هنية أن حكومته ستسمح لأعضاء «فتح» بالعودة إلى غزة. يقول فيصل أبو شهلة، أحد مشرعي «فتح» بغزة «هذه خطوات جيدة ، لكننا لدينا اتفاقيات قبلناها ووقعنا عليها، لذا فإنني أدعو حماس للبدء في تنفيذها.» وتشمل هذه الاتفاقيات الاعتراف برئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس رئيساً مؤقتا للوزراء في حكومة الوحدة التي ستعد لإجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية في خلال 90 يوما من تشكيلها. ويقول «أبوسعدة»: «في الماضي كانت حماس لديها القدرة على المناورة وفرض شروطها، أما الآن فسوف تقبل بأي اقتراح وتقدم تنازلات كانت تعتبرها خطاً أحمر في الماضي». وقد يكون توقيت تواصل «حماس» له علاقة بمفاوضات السلام التي تقودها الولايات المتحدة بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية، كما يقول طلال عوكل، محلل سياسي بغزة. إذا تم التوصل لاتفاق سلام عندما تتعاون حماس وفتح، فمن المحتمل أن تتقاسم حماس المكاسب السياسية وتحظى بالقبول الدولي. وقد تحصل أيضاً على جزء من المكاسب غير المتوقعة التي وعدت بها الجهات المانحة عند توقيع اتفاق سلام. وقد تشعر «حماس» كذلك بضغط شعبي أقل للقيام بحملة من أجل أحد مبادئها الأساسية: تحرير فلسطين من الاحتلال الإسرائيلي، الذي توقف أهالي غزة عن الحديث عنه وانشغلوا بنقص الغذاء والغاز والكهرباء وحرية الحركة والكرامة الإنسانية. في 2011، تخلت «حماس» عن سوريا و«حزب الله»، اللذين كانا حلفائها منذ أمد بعيد، واعتقدت أن صعود «الإخوان المسلمين» إلى سدة الحكم في مصر ووجود حلفائها الإسلاميين مثل تركيا وقطر سيوفرون لها احتياجاتها التي هي في أمس الحاجة إليها وتعزيز شرعيتها. ولكن بعد قيام الثورة في مصر، أعلنت القاهرة صراحة أنها تضيق الخناق على «حماس». فإلى جانب تدمير الأنفاق، قامت مصر بالحد من قدرة أهالي غزة للخروج عبر رفح، المدخل الرئيسي لغزة للعالم الخارجي. وقد ردت إسرائيل بتخفيف القيود المفروضة على حركة الناس والبضائع عبر معبري إيريز وكيرم شالوم اللذين تسيطر عليهما. ‎كريستيا كيس براينت وأحمد الضبع غزة ينشر بترتيب خاص مع خدمة «كريستيان ساينس مونيتور»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©