الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

الصحافة اليابانية تحافظ على عرشها بفضل كبار السن

الصحافة اليابانية تحافظ على عرشها بفضل كبار السن
7 فبراير 2010 21:30
حافظت الصحف اليابانية على مكانتها خلال الأزمة العالمية الأخيرة رغم مزاحمة المواقع الإلكترونية الإخبارية والقنوات الفضائية، بل أصبحت صحيفة “يوميوري” اليابانية هي الأكبر من حيث التوزيع في العالم بنحو 13 مليون نسخة يومياً، منها 10 ملايين نسخة في الطبعة الصباحية و3,6 مليون نسخة للطبعة المسائية. ويعود الفضل في بقاء الصحف اليابانية على عرشها إلى نظام التوزيع المتفرد والذي يقوم على العملاء، وهو النظام الذي لم يحل دون تراجع التوزيع خلال الفترة من 1999 إلى 2009 بنحو 6,3% ولكنه يظل أقل بكثير من التراجع في توزيع الصحف الأميركية والذي بلغ خلال عامي 2008 و2009 فقط نحو 10,6%. وأغلب قراء الصحف في اليابان من كبار السن، حيث لا يميل الصغار عادة لقراءة الصحف، كما لا يبدو عليهم التأثر بهذه العادة وهم يتقدمون في السن، وذلك حسبما ذكره تاكاشي كاسويا مدير “أساهي” ثاني أكبر صحيفة في اليابان. وبالرغم من أن الصحف اليابانية حذرة في عدم نشر مقالاتها وأخبارها مجاناً على الإنترنت، إلا أن الجيل الجديد يرى في أن الأخبار التي يمكنه الحصول عليها من التلفاز وأجهزة الهواتف النقالة والإنترنت، كافية لإشباع رغباتهم وتزويدهم بما يحتاجونه من معلومات، كما أصبح من الواضح أن ليس للجيل الجديد رغبة فيما يسميه باللغط الصحفي. وساعدت التركيبة السكانية اليابانية في الحفاظ على معدلات مرتفعة لقراءة الصحف، حيث إن عدداً كبيراً من سكان اليابان من مواليد ما بعد الحرب العالمية الثانية، مقابل عدد قليل نسبياً من صغار السن. ونجد أن أبناء عقدي الخمسينيات والستينيات من القرن الماضي هم محركو عجلة توزيع الصحف، ولكن عندما يبدأ هذا العدد في فقدان البصر، فلربما تنهار شبكة توزيع الصحف في اليابان تماماً. ولكن في المقابل، نجد أن قطاع الإعلان، انهار بالفعل وأن عائداته أخذت في التراجع حتى قبل بدء الأزمة المالية الراهنة، ويعود ذلك إلى إحجام القراء من الشباب. وبحسب اتحاد ناشري الصحف اليابانية انخفضت عائدات الإعلانات من 858,5 مليار ين في 1998 إلى 565,5 مليار ين “6,2 مليار دولار” في 2009. واستجابت الصحف في أغلب دول العالم لمشكلة انخفاض قرائها، بإضافة خدمات جديدة لهم، حيث تقوم الصحف في إنجلترا ببيع المشروبات الروحية والألعاب عبر الإنترنت، وقامت “وول ستريت جورنال” بفتح وكالة سفر خلال الشهر الماضي، لكن ليس من الممكن لهذه الاستراتيجية أن تصادف النجاح في اليابان، ذلك لأن وكلاء المبيعات هم الذين يسيطرون على القراء، وليس الصحف نفسها، كما أن في مقدور هؤلاء العملاء تعقيد الجهود التي ترمي لبيع الصحف على الإنترنت، ولربما يتحول أكبر مكامن القوى في الصحف، إلى ضعف مزمن. ويأمل ملاك الصحف في تحويل مسار بعض هذه الاتجاهات، حيث أدخلوا الصحف في المدارس طمعاً منهم في أن يتعوّد الأطفال على قراءتها، كما عمدت الجامعات لفرض تحليل الموضوعات الصحفية كجزء من شروط الدخول إليها، ولكن في النهاية يبدو أن اضمحلال ثروات الصحف ستكون وتيرته أقل في اليابان. عن “إيكونوميست”
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©