تصنّف العاصمة النيوزيلندية أوكلاند بين المدن السياحية المتميزة في التصنيف العالمي بسبب طبيعتها الجبلية وغناها بالحياة البرية· وهي تبعد نحو نصف ساعة بالسيارة عن سلسلة من أروع شواطئ العالم ذات الرمال الذهبية، التي تشرف بدورها على مجموعة من الجزر المرجانية المتناثرة على أطراف شواطئ المحيط الهادي·
ومناخ نيوزيلندابشكل عام مشمس دافئ شتاء ومعتدل صيفاً؛ وهي تشكل جزيرة منعزلة نشأت بفعل نشاطات الأحياء المرجانية القاعية التي تجعل من قيعان البحر ملاذاً لعشاق هواية الغوص وممارسة الرياضات البحرية المختلفة·
واختارت أوكلاند لنفسها موقعاً منعزلاً على الحافة الشرقية الأبعد للمحيط الهادي· وهي أكبر مدن نيوزلاند، وتضم مزيجاً من المهاجرين من ذوي الثقافات والمشارب المتنوعة، فضلاً عن مجموعات متفرقة من السكان الأصليين من ذوي الثقافة الميكرونيزية المنتشرة بين أقوام سكان جزر أعالي المحيط الهادي· وتنتشر أكثر من 50 جزيرة سياحية قبالة الشواطئ الذهبية للمدينة، وهي التي تزيد من أهمية نيوزيلندا كلها كمقصد مهم لهواة الحياة البحرية·
وتشتهر نيوزيلندا بشكل عام بخدماتها المتميزة للنقل البحري للسياح؛ وهذا ما جعل منها حلبة مثالية لتنظيم مختلف أنواع الرياضات البحرية خاصة منها سباقات الزوارق الشراعية·
واستحقت أوكلاند بالفعل لقب عاصمة نيوزيلندا بسبب ما تستأثر به من بنية تحتية حضرية وسياحية متكاملة· وتنتشر فيها الأبنية والأبراج الشاهقة؛ وفي تخومها وضواحيها تلتقي المدينة بسفوح الجبال الوعرة ومساقط المياه الشهيرة والأخاديد الصخرية العميقة التي يقصدها هواة القفز من الجسور وهم مربوطين بالحبال·
وفي الحقيقة، لا تعدّ أوكلاند مدينة واحدة، بل هي أشبه بولاية صغيرة تلتقي فيها أطراف أربع مدن هي أوكلاند ومانوكاو ونورث شور وويتيكير، ويضاف إليها ثلاثة أحياء مهمة هي فرانكلين ورودني وباباكورا· وخصصت وزارة السياحة النيوزيلندية 12 مركزاً للمعلومات السياحية منتشرة في الساحات المهمة للمدينة؛ ويتكفل كل منها بتقديم معلومات سياحية كاملة حول أهم المقاصد الجديرة بالزيارة· ويمثل كل واحد من هذه المراكز قاعدة معلومات حول الفنادق والمطاعم وحركة الطائرات التجارية؛ ويمكن للسياح الحجز فيها من دون الحاجة لقطع المسافات حتى بلوغ المكاتب المتباعدة للشركات السياحية·
ويعد (برج السماء) Sky Tower الذي يحتل مكانه المتميز في أهم ساحة بالمدينة، من أهم المعالم السياحية في نيوزيلندا كلها· يبلغ ارتفاعه 328 متراً، وهو من أكثر المنشآت التي بناها الإنسان علوّاً في هذه الجزيرة الجميلة· ولا تكاد رحلة السائح إلى نيوزيلندا تكتمل من دون أن يصعد إلى أعلى البرج حتى يرى من هناك المناظر الخلابة من خلال مناظير قادرة على الرؤية لمسافة 80 كيلومتراً· وتم تصميم البرج بحيث يمثل معلماً مهماً يقضي فيه السائح أوقات لا تنسى· وهو مجهز بمصاعد زجاجية شفافية تكشف لركابها المناظر الطبيعية التي تحيط بالمدينة كلها· وتستخدم هذه المصاعد لبلوغ ثلاث منصّات رئيسية تدعى الأولى (سكاي ووك) أو (مشاور في السماء) وهي على شكل ممر دائري عريض يحيط بالبرج ويرتفع 192 متراً عن سطح الأرض· وتتوفر في المنصات الثلاث المقاهي والمطاعم الراقية وكل ما يحتاج إليه السائح من معلومات حول المشاهد التي يتابعها· وتشتهر مطاعمه بأصناف المآكل البحرية التي يقبل عليها النيوزيلنديون بكثرة ويشتهرون بإعدادها خاصة في (مطعم المرصد) Observatory Restaurent و(مطعم المدار) Orbit Restaurent الذي يحتل دائرة كاملة حول البرج بزاوية 360 درجة· ومعظم المقاهي والمطاعم التي يضمها البرج مجهزة بتلسكوبات مخصصة برصد المناظر الطبيعية الرائعة التي تحيط بمدينة أوكلاند·
عن موقع newzealand.com
وموقع en.wikipedia.org
عدد اليوم
