الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

رُجّت الأرض رجّا

رُجّت الأرض رجّا
3 نوفمبر 2010 21:16
زلزلة زرابي مبثوثة... والسكينة في قلب الليل... ثم رجّت الأرض رجّا.... أكفّ صافحت بعضها شوقاً... وأخرى لوّحت مودّعة ودمع العين يسبقها... عناق وافتراق... وجع... فصدع... فتنهّدات تسند نفسها بين هاتيك المسارب... اعتناق... فاشتياق حنينه إلى شربة ماء.... استسقاء... فغيث سلك سبل رزقه.... ثم.... ارتواء. (وَإِنَّ مِنَ الْحِجَارَةِ لَمَا يَتَفَجَّرُ مِنْهُ الأَنْهَارُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَشَّقَّقُ فَيَخْرُجُ مِنْهُ الْمَاءُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ...) (74 البقرة) تمتمة.. جفجفة.. جلجلة نمارق مصفوفة مشعشعة بأهازيج صدّاحة الغناء.. رحمة من السماء هبطت بوحي رسالته من (طوق حمامة في الإلفة والآلاف)... ليلتها نثر الهواء البكر نسماته والنجم بسماته....وكان (ترفع المبتدأ وتنصب الخبر). عرش اهتزّت أطرافه شغفاً للقاء أحبّته من لُبّ حنين تفرّعت خطوبه بلا انتهاء... حبل سري امتّد من سلسبيل السماء لأرض مهدها (كن جميلاً ترى الوجود جميلا)... ووصلٌ صبّ عصارة قلبه بُرعماً لامسته ذرّات الهواء فانفتحا.. وأسراب حمائم تسكب رحيق فكر وخيال، غرائز ورغبات بقارورة عطر ذو شوق مركّز. ثم فيض من عناق وترحال موج سكن بعضٌ من هديره عند... سدرة المنتهى. (وجعلنا من الماء كلّ شيء حي أفلا يؤمنون) (30 الأنبياء). زمزمة حجرة تنتفخ أوداجها بالحِمم... وحفيف أنفاس تُزاحم بعضها بعضا... صهارة ذات أفنان نهمة لأطباق فاكهة حمراوات.... ف.... Big Bang... دوي يفضّ سندس الأرض فضّا... وقباب تشرئبّ وتقيم حدّا... حلقة من نار لا انفصام لها... تطوّق معصماً وجيداً إن كان لابدّا... ثم سيفاً مستقيماً... وسدّا... دورة فدورة فدورة... فهذيان... وكُلّ من عليها فان! صلصلة... دمدمة سمراء... ما لها من واق... ذات غموض يكتنز الأسرار سترا... ونهار يلامس الشمس... تُحمى جبينه فيتصببّ صبرا... وصمت صاخب الليل... يناجي أنجماً وفيّة تواري الأخبار قبرا... أمّا الثريّا وما أدراك ما الثريّا! فلكأنّها غداة البين تبكي زمان الوصل شهبا... وذاك برق يفلق السحاب صبحا..... وهذه فتلاء تسابق ريح الصبا وتحمل هودجاً يخفي دلالاً وحسنا.. وهل تذوّقت طعم بنّ شمال شرق الهوى... تتهادى حبّاته على النار سكرى.... ثم ترقص فوقها طربا؟! وكذا أقداح لواقح ذات صهيل يحتشد الدنى.... و... و.... و....هلمّ جرّا! وهذه كثبان قائمة... راكعة... ساجدة... تُسبّح بحمد ربّها... (تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَوَاتُ السَّبْعُ وَالْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَكِنْ لَا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا) (44 الإسراء) سبحانك اللهم وبحمدك! ويا لهاتيك الرمال الصفراء... الحمراء... حين تمور مورا.... قال الأعشى: “كأنّ مشيتها من بيت جارتها/ مور السحابة لا ريث ولا عجل” ونخيل صِنوان وغير صِنوان... باسق... رافع... خافض... دان... يهب الحياة غناؤه قِطراً وثمراً جنيّا.. وعرفج هنا... وعوسج هناك، خرزاته كما العقيق... ينشد مما قال إبن زيدون: “أضْحى التَّنائي بديلاً من تَدانينا/ ونابَ عن طيبِ لُقْيانا تَجافينا” وأكفّ فتيّة تعتنق الحِمى إن اشتدّا... وصليل صِمصامٍ يؤزّ الفؤاد أزّا... فلا مفرّ من إحكام قبضته إن احتدّا... صولات وجولات... تكبير وتهليل.... نصر وفيلق من نور قد امتدّا... يكاد سنا برقه يوقد فتيلة الدُجى، فتشتعل سقفاً ثم يسيل دمعها مهدا... قال عنترة بن شدّاد: ولقد ذكرتك والرماح نواهلّ منّي وبيض الهند تقطر من دمي فوددت تقبيل السيوف لأنّها لمعت كبارق ثغرك المتبسّم
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©