الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

المستثمرون يوازنون بين الدولار واليورو

6 أغسطس 2011 22:45
ربما لا يكون الدولار أو اليورو أفضل رهانات المستثمرين الباحثين عن الأرباح في أسواق تداول العملات الأجنبية. ويقول بعض الخبراء، إن أفضل الفرص تتوافر في عملات بعيدة تماماً عن هذا المسار الذي يقع تحت ضغوطات كثيرة. وتعرض المدى التجاري للدولار واليورو خلال الأشهر الثلاثة الماضية لتقلص واضح، حيث لم تتجـــاوز قيمة اليورو مقابل الدولار 1,46 في أحــــسن حالاتها و1,39 في أســوأها، مقارنة بنحو 0,12 خــــلال العام الماضي. ويعكس هذا الهدوء النسبي نموذجاً موسمياً، حيث تتميز أشهر يونيو ويوليو وأغسطس بأقل نسبة من التقلبات مقارنة ببقية العام. لكنه يعكس أيضاً تناقضاً في أي من الاقتصادات المعنية أسوأ حالاً، حيث تختلف دول منطقة اليورو في درجة معاناتها المالية، بينما تدعم الدولار حكومة مثقلة بالديون والعجز السياسي. ويقول ألان رسكين إستراتيجي العملات في «دويتشه بنك»: «يبدو أن كلا العملتين الدولار واليورو تواجهان مشاكل عميقة على الرغم من اختلافها». ومن المؤكد ترجيح كفة عملة على أخرى، حيث يقول المدافعون عن اليورو، إنه وبينما لا يمكن نكران آثار أزمة الديون اليونانية، إلا أن الاتحاد الأوروبي بصدد اتخاذ التدابير المناسبة لحل هذه المعضلة. وفي غضون ذلك، يتبنى اليورو بنك مركزي يعمل على حماية قيمة العملة من خلال رفع معدل فائدة الأسعار، الشيء الذي ليس من المتوقع أن يقوم به «الاحتياطي الفيدرالي» في القريب العاجل. ويشير الذين يرون تفوق الدولار على اليورو إلى المشاكل الهيكلية العامة لهذه العملة. وعندما يتم دمج عملات كثيرة ضعيفة في عملة واحدة تكون قيمة معظمها عالية. وفي أميركا، ربما تواجه الحكومة بعض المشاكل السياسية في ما يتعلق بسقف ديونها، لكنها تملك الأموال الكافية للإيفاء بالتزاماتها. كما أن الدولار لا يزال يمثل عملة الاحتياطي الأساسية مما يحيطه بنوع من الدعم والحماية. لكن تفضيل عملة على أخرى ربما يكون شبيهاً بلعبة الحظ، حيث لا تقل مشاكل أميركا المالية الكبيرة عن مشاكل ديون أوروبا العميقة. والرابح من ذلك قد يكون ضمن الفئة العريضة لعملات منها الدولار الكندي والكرون النرويجي والكرونا السويدية التي تتميز جميع دولها بميزانيات قوية. وارتفع مثلاً الدولار الأسترالي مقابل الأميركي بنحو 7,5% خلال العام الماضي، كما ارتفع معدل تداوله لأرقام لم يشهدها منذ 30 عاماً. وكذلك ارتفع الكرون بنحو 7,5%، بينما الكرونا بنسبة قدرها 6%. ولا تُخفى أيضاً أهمية قوة الميزانيات في الأسواق الناشئة، بالإضافة إلى عملات كل من كوريا الجنوبية وماليزيا وسنغافورة المهيأة لكسب زيادة في قيمتها على المدى البعيد. لكن يبدو أن عملات الأسواق الناشئة معرضة لحركة الدخول والخروج السريعة، حيث يخضع ذلك في الغالب لرغبة المستثمرين في أسواق أسهم تلك العملات. ولهذا السبب يقترح «البنك الملكي الاسكتلندي» أن يكون هناك تركيز قصير المدى على عملات الدول التي تملك أسواق أسهمها عائدات أسهم أكبر من تلك التي لأوراق الخزينة الأميركية ذات العشر سنوات، مثل الدولار التايواني والبات التايلندي والبيسو الفلبينية. ولا يحتاج المستثمرون إلى قلب محافظهم أو الغوص في تداول العملات الأجنبية بغرض زيادة مدخراتهم من هذه العملات. وينبغي أن يشكل انكشاف العملات جزء يسير من تكوين المحفظة. وفي حالة ملك المستثمر أسهم في صندوق الاستثمار المتداول «فانجارد للأسواق الناشئة»، يكون له بالفعل استثمارات قدرها 15,6% في كوريا الجنوبية و11,4% في تايوان و3% في ماليزيا. وبالمثل إذا كان له أسهم في «آي شيرس أم أس سي، آي إي تي أف»، تكون استثماراته في أستراليا بنحو 8,9% وفي السويد 3,1%. ويقول لورين روسبورو، كبير الاستراتيجيين في مؤسسة «ويستباك المصرفية» في لندن، «ليس من الممكن أن يحرز الدولار أو اليورو أي تقدم يذكر، لكنه وفي مثل هذه الحالات، يصبح التنوع أمراً غاية في الأهمية». نقلاً عن «وول ستريت جورنال» ترجمة: حسونة الطيب
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©