دعت نشرة “أخبار الساعة” إلى ضرورة أن تكون مواجهة القوى الإرهابية سريعة وفاعلة وشاملة في الوقت نفسه، سريعة لأن قضايا الأديان والمذاهب يمكن أن تتطور التوترات حولها بسرعة وتتفاقم بحيث لا يمكن السيطرة عليها، وفاعلة لأن الخطر كبير ولا بد من أن يكون التصدي له على قدر ضخامته وتأثيره المدمر في حاضر المجتمعات ومستقبلها، وشاملة لأن ما ترمي قوى الإرهاب إلى تحقيقه لا يمكن مواجهته من خلال الأطر الأمنية فحسب وإنما هناك حاجة إلى مشاركة قوية من قبل الفعاليات والمؤسسات المختلفة في مجتمعات المنطقة من مؤسسات دينية وتعليمية وإعلامية ومجتمع مدني وغيرها. وتحت عنوان “خطر تفجير المجتمعات العربية من الداخل”، قالت إنه في كل يوم يتأكد أن الإرهاب ليس خطرا أمنيا فقط وإنما هو خطر سياسي واقتصادي واجتماعي وثقافي أيضا كما أنه لا يهدد أمن المجتمعات واستقرارها فحسب وإنما يتجاوز ذلك لينخر بقوة في الأعمدة التي تقوم عليها هذه المجتمعات من خلال تسميم العلاقات بين طوائفها ومذاهبها وأعراقها بهدف تفجيرها من الداخل وتحويلها إلى ساحة للمواجهة والصراع ومن ثم تهديد وجودها ذاته، مشيرة إلى أن الهجوم الذي تبناه فصيل تابع لتنظيم “القاعدة” مؤخرا على إحدى الكنائس في العاصمة العراقية بغداد وتهديده المباشر للمسيحيين في مصر، يكشف عن أن “القاعدة” تعمل على اللعب على وتر التباينات الدينية في المنطقة بعد أن لعبت خلال السنوات الماضية على وتر التباينات المذهبية بين السنة والشيعة في العراق وتسببت في دماء غزيرة سالت من الجانبين وتوترات دفع العراقيون كلهم وما زالوا ثمنا غاليا لها.
وأضافت النشرة التي يصدرها “مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية”، أن “القاعدة” والفصائل الإرهابية التابعة لها المنتشرة في المنطقة والعالم تدرك أن تدمير أي مجتمع يكمن في دفع طوائفه وأديانه ومذاهبه إلى الاقتتال والتحارب، كما تدرك الحساسية الكبيرة التي تنطوي عليها قضايا المذاهب والأديان والأعراق وما يمكن أن تؤدي إليه الخلافات حولها من كوارث مدمرة.
عدد اليوم
