الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

«التغير المناخي»: دراسة لإطلاق قمر اصطناعي بيئي من دبي قريباً

«التغير المناخي»: دراسة لإطلاق قمر اصطناعي بيئي من دبي قريباً
8 نوفمبر 2018 01:11

شروق عوض (دبي)

كشفت المهندسة عائشة العبدولي، مدير إدارة التنمية الخضراء في وزارة التغير المناخي والبيئة، عن أن عدد من الجهات المختصة في إمارة دبي تعمل على دراسة إطلاق قمر اصطناعي خاص بالأبحاث البيئية، لافتة إلى أن نسب جودة الهواء في دولة الإمارات سجلت 77% خلال العام الماضي (2017)، مما يدل وفقاً لمؤشرات جودة الهواء على أن هذه النسب تلائم صحة الإنسان.
وأوضحت مدير إدارة التنمية الخضراء في وزارة التغير المناخي والبيئة في ردها على تساؤلات «الاتحاد»، أن الوزارة وعبر مبادراتها ومشاريعها والتي تتعاون فيها مع كافة الجهات الحكومية وشركائها الاستراتيجيين، تعمل على الوصول بنسبة جودة الهواء إلى 90% من أيام العام بحلول 2021، بما يتواكب مع أحد مستهدفات رؤية الإمارات 2021.
وبينت، أن الوزارة في تحديدها لنسب جودة الهواء في الدولة تعتمد على المؤشرات والمعايير المحددة من قبل منظمة الصحة العالمية، والتي ترتبط بمستوى الملوثات الموجودة في الهواء ومدى تأثيرها على صحة الإنسان، مؤكدة أنه نتيجة لمجموعة واسعة من العوامل الطبيعية والبشرية انخفضت جودة الهواء بشكل ملحوظ في مختلف أنحاء العالم، حيث ترتبط جودة الهواء ارتباطاً وثيقاً بحجم الأنشطة الطبيعية والبشرية التي تتم ممارستها في منطقة جغرافية محددة، وبالتالي فإن زيادة نسب تركيز الملوثات في الهواء قد تؤثر سلباً على صحة الإنسان.
جاء ذلك، خلال الإحاطة الإعلامية التي نظمتها وزارة التغير المناخي والبيئة في مقرها في دبي، أمس، للإعلان عن تفاصيل أنظمة الذكاء الاصطناعي التي تم توظيفها مؤخراً لتطوير منظومة العمل البيئي في الدولة، بحضور معالي الدكتور ثاني بن أحمد الزيودي، وزير التغير المناخي والبيئة.

مصادر الانبعاثات
ولفتت المهندسة عائشة العبدولي، إلى أن وزارة التغير المناخي والبيئة تعمل حالياً بالتعاون والتنسيق مع جهات ومؤسسات الدولة على مشروع متكامل لجرد مصادر الانبعاثات والملوثات ومعدلات تركيزها بهدف رسم خارطة كاملة للدولة تحدد أهم النقاط الساخنة أو ذات التركيز العالي لإنتاج الانبعاثات وتركزها، مؤكدة أن الوزارة ضمن استراتيجيتها والتزامها بتوجهات الدولة والقيادة الرشيدة، أطلقت مختبراً للذكاء الاصطناعي في سبتمبر الماضي، مواكبة وتعزيزاً لاستراتيجية الإمارات للذكاء الاصطناعي التي أطلقتها حكومة دولة الإمارات في 2017، مؤكدة أن الوزارة عززت آلية عمل المختبر عبر تعاون وشراكات مع جامعة خليفة للعلوم والتكنولوجيا، والوكالة الدولية للطاقة المتجددة «آيرينا»، ليسهم في تحقيق مستهدفات رؤية الإمارات 2021، ومئوية الإمارات 2071.
وبينت، أن مختبر الذكاء الاصطناعي يستهدف حماية البيئة المحلية من خلال رصد وتحليل المعلومات المتاحة بشكل دقيق وتوظيفها في اتخاذ القرارات المناسبة، معتمداً على أحدث التقنيات العالمية المتاحة والتي باتت تلعب دوراً محورياً في القطاع البيئي، وخاصة في مجالات الرصد وتحليل البيانات والاتصالات وتخزين المعلومات واسترجاعها، ولذلك فإنه من الطبيعي دمج جميع هذه المهام وتعزيزها باستخدام الأنظمة المستندة إلى المعرفة والذكاء الاصطناعي.

3 أنظمة رئيسة
ولفتت مدير إدارة التنمية الخضراء في الوزارة إلى أن المختبر يضم 3 أنظمة رئيسة، النظام الأول يختص بالخرائط اللحظية للطاقة الشمسية ونظام المحاكاة للطاقة الشمسية، ويسهم في التخطيط لتحديد المواقع الأمثل لاستخدام ألواح الطاقة الشمسية لتوليد الطاقة، مما يعزز ويزيد من فعالية عمليات اتخاذ القرار لرسم خريطة ومنظومة متكاملة لمواقع المنشآت ومحطات توليد الكهرباء التي تعتمد الطاقة الشمسية كمصدر للطاقة.
وأكدت، أن النظام الثاني يختص بالرصد البيئي ويشمل الرصد اللحظي والتنبؤ لبيانات تراكيز ملوثات الهواء بالإضافة إلى بيانات مؤشر جودة الهواء من خلال الأقمار الصناعية كما يضم سلسلة من صور الخرائط توضح التراكيز الساعية لملوثات الهواء واتجاهها على الدولة ونموذج التنبؤات بتراكيز الملوثات لمدة ثلاث أيام لستة ملوثات رئيسة وهي أول أكسيد الكربون، وثاني أكسيد النيتروجين، وثاني أكسيد الكبريت، والأوزون الأرضي، والمواد الجسيمية ذات القطر الأقل من 10 ميكرون ونموذج التنبؤ بتراكيز المواد الجسيمية ذات القطر الأقل من 2.5 ميكرون لمدة خمسة أيام.
وذكرت أن النظام الثالث يختص برصد البيئة البحرية والتنبؤ اللحظي بجودة المياه البحرية في المناطق الساحلية في الدولة، وتستخدم هذه الأداة بيانات يومية من خلال الأقمار الصناعية التابعة لوكالة ناسا ووكالة الفضاء الأوروبية للخروج بتقييم يومي لظروف جودة المياه في سواحل الإمارات، كما يعمل النظام على توسيع القدرة على التنبؤ بحركة التيارات ومراقبة التلوث مثل تتبع تسريبات النفط، وتوفير المعلومات للمساعدة في تحسين مسار الناقلات في منطقة الخليج. وأشارت عائشة العبدولي إلى أن الوزارة أطلقت مؤخراً، بالتعاون مع جامعة خليفة للعلوم والتكنولوجيا، مؤشر جودة هواء الإمارات ضمن التطبيق الذكي للوزارة، وذلك لعرض نوعية الهواء في دولة الإمارات، من خلال رصد جودة الهواء عن طريق الأقمار الاصطناعية بصورة آنية، إذ يتيح المؤشر توظيف التقنيات المبتكرة والحديثة في عمليات الرصد الحي والفوري لجودة الهواء، بالإضافة إلى عرض التنبؤات لحالة جودة الهواء لفترة تصل إلى ثلاثة أيام متتالية، حيث تم تطوير خوارزميات للتنبؤ بجودة الهواء والمواد الجسيمية ذات القطر الأقل من 2.5 ميكرون.

منظومة متكاملة
وشددت، على أن مؤشر جودة هواء الإمارات يهدف أيضاً إلى توفير منظومة متكاملة من عمليات الرصد وتحليل البيانات، يمكن من خلال تغطيتها الواسعة ونتائجها الدقيقة لاعتمادها على تقنيات الأقمار الاصطناعية والذكاء الاصطناعي، تشكل دعماً مهماً لعمل المحطات الأرضية.
وأكدت، أن مهام مؤشر جودة الهواء تتكامل مع عمل 41 محطة رصد أرضي موزعة في أنحاء الدولة كافة، حيث يغطي عمل المحطات الأرضية أجزاءً عدة من الدولة إلا أنها لا تغطي بشكل كامل المناطق الريفية والنائية، لذا كانت الحاجة لإطلاق مؤشر جودة الهواء المعتمد على تقنيات الأقمار الاصطناعية. وأوضحت أن حساب مؤشر جودة الهواء يستند على قياسات خمسة ملوثات رئيسة، هي: ثاني أكسيد النيتروجين، وأول أكسيد الكربون، والأوزون الأرضي، وثاني أكسيد الكبريت، والجسيمات بقطر أقل من 10 ميكرون و2.5 ميكرون، مؤكدة أنه نظراً لأهمية معرفة الجمهور بجودة الهواء في منطقة ما، فقد تم الاتفاق على مستويات توضح جودة الهواء تعتمد على التدرج اللوني ويسهل فهمها من قبل عامة الجمهور، إذ يظهر في مؤشر جودة الهواء اليومي اللون، وقيمة جودة الهواء والملوثات السائدة التي تؤثر على جودة الهواء، وتقسم مستويات جودة الهواء من 0 إلى 500 درجة، وتمثل الدرجة 0-50 تراكيز الملوثات الخمسة ضمن الحدود المسموح بها، أي لا تمثل خطراً على الصحة العامة.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©