الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

تاريخ العملة في الإمارات مديد.. من الدراخمة اليونانية إلى البطاقة الائتمانية

تاريخ العملة في الإمارات مديد.. من الدراخمة اليونانية إلى البطاقة الائتمانية
24 أغسطس 2014 13:26
بحسب معلومات موثقة؛ يعود تداول النقود في الإمارات إلى عصور قديمة، حيث تم تداول المسكوكات الإغريقية والرومانية، وكذلك البيزنطية والساسانية والقاديانية، وهناك لقيا في الحفريات الأثرية، ومنها درهمان إغريقيان خاصان بالإمارات، أحدهما فضي والآخر نحاسي، عليهما صورة صورة الإسكندر الأكبر، ما يدل على حضارة الإمارات القديمة وعمرها تاريخياً، وهذان الدرهمان استخدما في القرن الأول قبل الميلاد، وبعد ذلك دخل الإسلام المنطقة، وأصبح الناس يتعاملون بالعملة الإسلامية، ومنها ذلك الدرهم الذي وجد خلال أحد الاكتشافات الأثرية، ويحمل اسم القائد الإسلامي المهلب بن أبي صفرة، الذي تؤكد المصادر أنه ولد في مدينة دبا، ومع قيام الدولة العباسية بدأ السكان يتداولون الدنانير الإسلامية حضارة إنسان حول تاريخ العملات في الدولة، يقول عبدالعزيز المسلم، مدير إدارة التراث في دائرة الثقافة والإعلام بحكومة الشارقة : «فيما يتعلق بالعملة في الإمارات معروف أنها ذات قسمين، ومنها القسم المتعلق بمرحلة وجود الإسكندر المقدوني، حيث وجدت في موقع مليحة عملة تعود للإمارات، وهذا يعني عمق حضارة الإنسان الإماراتي وعلاقته بتداول العملات، بغض النظر عمن جاء للتجارة أو عابرا أو مستعمرا، ومنها ما يخص ظهور القواسم في القرن السادس عشر، والذين استخدموا عملة أطلق عليها مرضوف القواسم، وهي تشبه عملات أوروبية، وقد حفر عليها كلمة السلطان نسبة لأول حاكم، وهو سلطان بن صقر بن راشد القاسمي، وكانت العملة تستخدم في نطاق محدود، ويبدو أن لهذا الحاكم سلطة وقوة لأن كل القواسم في مختلف مناطقهم دخلوا تحت رايته وسلطته». ويتابع: «في عام 1820 تمت معاهدة الحماية البريطانية وهنا شاعت عملات المستعمرين، ومنها الريال النمساوي وكان يطلق عليه الريال الفرنسي أو الملكة تيريزا، وأيضاً شهدت تلك الفترة توفر النيره، وهي ذهبية والليرة، وهي النحاسية، ونيرة وليرة هي لفظة انتشر تداولها في الإمارات في ذلك الوقت، وفي عام 1970 ظهرت الروبية الهندية، وأيضاً الليرة العثمانية مباشرة بعد الريال النمساوي، وتلك الليرة كانت تعادل تقريباً خمسة أو ستة ريالات من الريال النمساوي، وذلك الريال كان من الفضة، وكان الناس يقولون عن فكة الروبية الآنه والكركري والجرخي أو الكرخي، كما كان الرجل عندما يريد أن يقول إنه لا يملك أدنى قطعة من الروبية يقول «ما عندي وكركري أو جرخي»، عازياً سبب توافر الروبية الهندية في تلك الفترة إلى عمق الروابط بين الإمارات والهند، حيث كانت تجارة اللؤلؤ مزدهرة، وكان التجار يستوردون من الهند الأرز والتوابل، وزيت النارجيل والعطور والأقمشة». ويوضح «في مرحلة ما ونتيجة للتبادل التجاري بين الإمارات ودول شرق أفريقيا شاعت عملة السلطان برغش، وهو سلطان زنجبار، وخلال مرحلة الحرب العالمية الأولى انشغل الناس بالبحث عن القوت نتيجة المجاعة التي سادت العالم، وشاعت بعد ذلك عملات الخليج العربي، وقد راجت نتيجة التقارب ونتيجة انتقال الناس للعمل في دول الخليج العربي، ثم أصدرت كل إمارة عملات تذكارية خاصة بها ومنها الذهبية والفضية، وفي الوقت ذاته تحمل صوراً للحاكم». بحث في التاريخ من المهتمين بالعملات أحمد الحساوي، عضو مجلس إدارة جمعية الطوابع في الإمارات، وهاوي جمع عملات خاصة بالإمارات والخليج العربي، وقد كان له بحث عن تاريخ العملات، أعده لأغراض الدراسة، وقد وجد الحساوي أن من العملات، التي وجدت كانت قبل 600 سنة قبل في مملكة لادين. ويوضح «سنة 200 قبل الميلاد وجدت الدراخمة اليونانية وقد عثر عليها في مواقع مليحة والدور، وهذا يدل على أن الإمارات كانت لها حضارة في تلك الفترة، ولدي قطعة من تلك الدراخمة ، وهي من أندر العملات وقد أهداني إياها تاجر شعر بشغفي نحو جمع العملات الخاصة بمرحلة ما قبل قيام الدولة الإسلامية والساسانية المعربة، وأيضاً من أندر العملات الدرهم الساساني، وهو درهم القائد الإسلامي المهلب أبن أبي صفرة من مواليد مدينة دبا، وبعد ذلك بدأت الدولة الإسلامية وفي عام 77 هجرية ظهرت أول عملة إسلامية وهي الدينار العربي، وقد استخدمت في كل المنطقة في الخليج العربي، وفي عام 1470 تم أيضا صنع عملات تشبه المشابك، وهو تسمى «طويلة الحساء»، وكانت تستخدم أكثر ما تستخدم في الموانئ في الخليج العربي والهند لأن التجار كانوا يخشون التزوير وفي الليل لم تكن في ذلك الوقت إضاءة، ولذلك طويلة الحساء بمجرد أن يلمسها التاجر يعرفها، ومنها الذهبي والفضي والنحاسي وقد حفر عليها الوقت واستخدمت حتى عام 1780، وفي عام 1780، وهو يعد العصر الحديث استخدمنا في الإمارات عملة ماريا، وهي من الفضة وتزن 280 جراماً، وهي في الأصل عملة نمساوية، وعام 1830 تم تأسيس شركة الهند الشرقية، حيث تم سك الروبية التي استخدمت أيضاً في الإمارات، وفي الخليج العربي». تسميات خاصة عن التسميات التي كانت تطلق على العملات، يقول الحساوي: «في مرحلة الروبيات استخدمنا عملة الملك وليام وكنا نطلق عليها أيضا روبية، وذلك من العام 1830 إلى 1840، وفي حكم الامبراطورة فكتوريا تم استخدام عملتها، وأطلق عليها روبية أم بنت، وفي عهد الملك إدوارد حتى عام 1910 استخدمت روبية أم صلعة لأن الناس ينظرون لصورة الملك وكان أصلع ومن هنا جاءت التسمية، وروبية الشيبة هي عملة جورج الخامس وهي في عهد الملك جورج الخامس، وعملة جورج السادس في الفترة من 1936 إلى 1947 أطلق عليها روبية أم ولد، وبعد ذلك أعلن استقلال الهند سنة 1947 وصدرت العملة التي سميت أم صنم لأنها تحمل صورة أحد آلهة فئة من الهنود، وبقي استخدامها حتى عام 1959، وقد تم وقف استخدامها في الخليج العربي لإصدار روبيات خاصة بالخليج العربي حتى عام 1966 ثم أوقفت بشكل مفاجئ، ولذلك أول ما استخدم بعد ذلك العملة السعودية لمدة ثلاثة أشهر وفي دبي والإمارات الشمالية تم استخدام ريال قطر ودبي لأجل مزيد من التعاون والترابط، كما استخدم في إمارة دبي الدينار البحريني لذات السبب حتى تاريخ 19/5/1973، حيث سكت أول عملة لمجلس النقد في الإمارات». بدأ راشد النعيمي جمع الطوابع والعملات منذ عشرين عاماً حين كان في الخامسة عشرة من عمره، وهو اليوم يملك بعض العملات التي تبلغ قيمة الورقة الواحدة منها ما بين60 ألف إلى مائة ألف درهم وربما تزيد، إلى ذلك، يقول: «جمعت العملات من الشواب في العائلة وأصدقائهم من أجدادنا الذين يسافرون للتجارة في كل مكان في الخليج، إما لبيع المنتجات أو لاستيرادها، والبعض كان يسافر للعمل في دول الخليج العربي، ولدي ورقة من فئة 25 ريالاً تحمل اسم ريال قطر دبي، وهو نتيجة اتفاق بين الدولتين، وحالياً هذه الورقة تساوي مائة ألف درهم، وقد استمر ريال قطر دبي من 1966 إلى 1973، وقد عرفت شخصاً لديه ورقة نقدية وعرضت عليه مبلغ مائتين وخمسين ألف درهم لشرائها فرفض. ويوضح النعيمي: «أملك ورقة عشر روبيات ومائة روبية من عملات الهند، التي استخدمت خلال موسم الحج، وتم سكها لأجل أن يستخدمها الحجاج فقط في موسم الحج، ولذلك كان عددها قليلاً، وبعد انتهاء الموسم سحبت من السوق، ومن كان يملك بعضها ربما منحها أو باعها لأحدهم، وتساوي ورقة العشر روبيات عشرة آلاف دولار اليوم، وفئة المائة روبية تساوي مائة ألف، أيضاً فئة ألف درهم إماراتي الإصدار الأول حدثت له حالات تزوير جعلت الحكومة تسحب هذه الفئة من السوق عام 1982، ولكن لديّ منه ورقة، وهي تساوي اليوم 65 ألف درهم». قراءة في العملات العملات التي استخدمت عند قيام الاتحاد كانت ورقة العشرة دراهم وورقة الخمسين درهما تحمل صورة سفينة بشراع دلالة على أحد أهم المهن في الإمارات، وهي السفر للتجارة وصيد اللؤلؤ والأسماك، وصورة السفينة الإبل دلالة على حياة أهل الصحراء. ورقة ألف درهم التي سكت ثم سحبت من السوق بسبب سهولة تزويرها تحمل صورة لأحد المساجد الأثرية القديمة إلى جانب رأس الشاهين الذي لم يعد يرى في الألف الجديدة. وورقة الريال الواحد والخمسة ريالات وهي ريال نقد قطر ودبي تحمل ذات الدلالات وهي عبارة عن إطار دائري، يحتوي على النخل وحقل بترول ومعمار، وتم سك ورقة عشرة روبيات هندية وكانت من عدد محدود لفترة محدودة هي موسم الحج، ولذلك كتب عليها حج بحيث يستخدمها الحاج الهندي خلال سفرة إلى الخليج العربي للانتقال إلى مكة. تصنيع النقود تصنع النقود الورقية من القطن، وفق معلومات منشورة على الإنترنت، حيث يستخدم ورق القطن أساساً في صنع النقود، والأوراق النقدية الحديثة تحتوى على 100% من القطن، أو خليط من القطن والكتان بنسبة 25 و75% على التوالي، والدولار الأميركي مصنوع من القطن إذ إن أول من صنع الورق من القطن هم الأمريكيون. وتمر عملية تصنيع النقود الورقية بـ8 مراحل، تبدأ بتحميل 600 رطل من القطن في مرجل ضخم وتطهى بالضغط لمدة ساعتين، بعد ذلك يتم وضعها في حوض كبير بحجم حوض السباحة ثم يتم تنظيفه وتبيضه، ويتم ضغط المواد الخام، ومن ثم يعجن في خلطات ضخمة، وتعتبر أهم عملية في صناعة ورق النقد الحقيقي والحصول على ذلك الملمس الذي يصعب تقليده. ولابد أن تصبح العجينة رطبة لكي يقوم إخصائيون متمرسون بتلوينها بإضافة الألياف اللونية والعلامات المائية الرئيسة، ويتم تجعيد الألياف لتصبح نمطاً سلكياً متشابكاً أثناء عملية التشكيل ثم يضاف «السلاح» السري الخاص لوزارة المالية. والميزة التي تميز ورقة النقد ويصعب على أي مزور تقليدها هي «خيوط الأمان»، وتوجد على كل خيط من هذه الخيوط أرقام مجهرية خاصة بها وهي تدل على الورقة النقدية باستخدام الضوء المنقول يمكن رؤية النص بوضوح لكن آلات المزورين، التي تستخدم الضوء الانعكاسي لا ترى شيئاً. ويجفف الورق بعد ذلك باستخدام جهاز تسخين يشبه الفرن، ثم تتحرك طابعات الورق بدقة لتتخلص من أي رطوبة لتخلق لفائف عرضها 8 أقدام وتزن أكثر من 4 أطنان، وبعد أن تتم إضافة العلامات المائية وخيوط الأمان داخل الورقة، يتم طبع الصورة النهائية على الورقة النقدية. ولدى الورقة النقدية مقدمة وخلفية، كما يتميز الوسط بوجود كل مظاهر التكنولوجيا فيه، التي تسهم في منع تزوير الورق فهي تقنية ظهرت للمرة الأولى في عام 1996، حيث طرأ تغيير على الأوراق النقدية العالمية. وسيلة مهمة ازداد اعتماد المجتمع الإماراتي خلال السنوات الأخيرة بشكل كبير على البطاقات الإلكترونية، كوسيلة دفع مهمة في الأعمال المصرفية، ونما استخدامها مع ازدياد فوائد ومزايا بطاقات الدفع الإلكتروني من سرعة إجراء المبادلات وتجنب مخاطر حمل النقود، وغيرها من المزايا العديدة التي تتيحها البطاقات لحاملها، حتى إنها صارت بديلاً عن النقود كوسيط في شراء جميع المنتجات من المحال الصغيرة والكبيرة المنتشرة في الدولة، كما صارت وسيلة مهمة في الحصول على العديد من السلع والخدمات، سواء داخل دولة الإمارات أو خارجها عبر مواقع التسوق الإلكتروني المختلفة في أنحاء العالم. والبطاقة البلاستيكية تتم معالجتها إلكترونيا قبل استخدامها في أغراض متعددة من خلال المعلومات المخزنة عليها، ومن أهم أنواع هذه البطاقات بطاقات الائتمان، بطاقات الدفع الفوري، بطاقات الدفع المؤجل، بطاقات التحويل الإلكتروني، بطاقات الصراف الآلي. ويقول خبراء إن التوسع في استخدام البطاقات عبر الإنترنت نتيجة مواكبة الحياة في الإمارات لتطورات العصر، له مزايا ومشكلات متنوعة، وتتمثل المزايا في استفادة أبناء المجتمع الإماراتي من تسهيل عمليات التسجيل وبالتالي إعطاء فرصة للتعامل العالمي، والحصول على عروض تجارية متعددة المواقع جغرافيا في العالم، وتأمين المبالغ النقدية من الضيع والسرقة، وسرعة تنفيذ العمليات بأقل تكلفة وأقل زمن. أما المشكلات فتتمثل في زيادة عمليات التحايل على المواقع والبطاقات الآلية، الخسارة المادية إذا حدث أي خطأ أثناء شراء أو الاستفادة من سلعة ما. البطاقات الائتمانية بديلاً يشير رائد اليافعي إلى أنه في سنوات طفولته كان يعشق جمع العملات والطوابع من جميع دول العالم. ويوضح «بعد أن أنهيت دراستي وانخرطت في عملي بدأت أتعامل مع العملات بطريقة أخرى حيث أصبح تعاملي مع العملة يتم عبر البطاقات الائتمانية البلاستيكية التي استخدمها لتحقيق ذلك الغرض». ويتابع «شخصياً لا أحبذ أن تكون العملات النقدية في محفظتي وجيبي لأن ذلك يزعجني كثيراً، فلهذا استخدم البطاقات عند الضرورة وعادة يكون جيبي خالياً من النقود الورقية أو المعدنية». انجاز مشرف الفنان الإماراتي محمد مندي، يعتبر واحداً من أفضل الخطاطين في المنطقة والعالم، وتشهد أعماله المبدعة على هذا التفوق اللافت، غير أن رسمه للعملة الإماراتية، التي نتداولها حالياً بفئاتها المختلفة يعتبر من أبرز إنجازاته. عن تلك التجربة، يقول: «عندما عرضت عليّ إحدى الشركات خط العملة من فئة مائتي درهم قبلت سعيداً، بالرغم من أن المبلغ المعروض علي مقابل عملي كان 200 درهم فقط، قبلت تنفيذ العمل مجاناً، ثم نفذت بقية الفئات النقدية الأخرى للإمارات، وحصلت على مكافأة كبيرة مقابل عملي، لكن المكافأة الحقيقية هي إنجازي هذا العمل المشرف فهذه بلادي، وأفتخر بوضع بصماتي على عملتها، ثم لاحقاً على واحد من أبرز معالمها الحضارية والدينية، وهو مركز جامع الشيخ زايد الكبير من خلال كتابة أسماء الله الحسنى على محراب الجامع».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©