الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«السواك» وقاية من سرطان الفم

«السواك» وقاية من سرطان الفم
6 أغسطس 2011 22:09
السواك سنة مؤكدة عن النبي صلى الله عليه وسلم إذ يقول “أمرت بالسواك حتى خشيت أن يكتب علي”، وقال صلى الله عليه وسلم “لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك عند كل وضوء”، وقال صلى الله عليه وسلم: “السواك مطهرة للفم مرضاة للرب”، وجاء في صحيح مسلم: عشر من سنن الفطرة، وذكر أولها السواك، ويشتد استحبابه عند الصلاة وعند الوضوء وعند قراءة القرآن، وعند الاستيقاظ من النوم، وعند تغير الفم. والسواك، أفضل من أي معجون لتنظيف الأسنان، ويقول ابن القيم الجوزية رحمه الله: وفي السواك عدة منافع، يطيب الفم ويشد اللثة، ويقطع البلغم، ويجلو البصر، ويذهب الحفر، ويصح المعدة، ويصفي الصوت، ويعين على هضم الطعام، ويسهل مجاري الكلام، وينشط للقراءة والذكر والصلاة، ويطرد النوم، ويرضي الرب، ويعجب الملائكة، ويكثر الحسنات، ويطلق اللسان، ويطيب النكهة، وينقي الدماغ. وقال: “وأصلح ما اتخذ السواك من خشب الأراك ونحوه، ولا ينبغي أن يؤخذ من شجرة مجهولة، فربما كانت سما، وينبغي القصد في استعماله، فإن بالغ فيه فربما أذهب طَلاوة الأسنان وصقالتها. وقال الإمام النووي رحمه الله: والمستحب أن يستاك الإنسان عرضاً ولا يستاك طولاً لئلا يدمي لحم أسنانه فإن خالف واستاك طولاً حصل السواك مع الكراهة، ويستحب أن يمر السواك أيضاً على طرف أسنانه وكراسي أضراسه وسقف حلقه إمراراً لطيفاً، ويستحب أن يبدأ في سواكه بالجانب الأيمن من فيه ويستحب أن يعود الصبي السواك ليعتاده”. وفي دراسة حديثة عن السواك تبين أن الذين يستخدمونه بانتظام تقل لديهم نسبة التسوس، وكذلك نسبة البكتريا الضارة، وقد اتضح أن المسواك يحوي مواد مضادة للبكتريا، وتشير الدراسات إلى تميز السواك بنسب مرتفعة من مادة الثيوسيانات، ذات التأثير المضاد للنخور السنية، كما أن استعماله المنتظم يحرض عملية إفراز اللعاب من الغدد اللعابية، وهذا عامل مهم في صيانة صحة الفم والتخفيف من حدة ما يظهر فيه من الأمراض. وثمة دراسات أخرى أثبتت جدوى استعمال السواك في علاج التهابات الحنجرة والوقاية منها، وما له من تأثير مهدئ للأعصاب، كما أشارت دراسة علمية باكستانية إلى أن للسواك تأثيراً مضاداً لما قد يصيب الفم من أنواع داء السرطان المختلفة. وإذا عددنا الميكروبات الموجودة في سنتيمتر مكعب من اللعاب فقد نرى أكثر من 5 بلايين ونصف بليون ميكروب، وهي تبلغ نحو 29 نوعاً، ويوجد توازن دقيق وتعايش سلمي بين ميكروبات الفم كافة وبينها وبين جسم الإنسان. «العفص» كما تؤكد الأبحاث المخبرية الحديثة أن مسواك عود الأراك يحتوي على “العفص” بنسبة كبيرة وهي مادة مضادة للعفونة مطهرة قابضة تعمل على قطع نزيف اللثة وتقويتها، وبه مقدار حسن من عنصر الفلورين الذي يمنح الأسنان صلابة ومقاومة ضد التأثير الحامضي للتسوس، ويوجد قدر من عنصر الكلور الذي يزيل الصبغات، كذلك مادة السيليكا التي تحافظ على بياض الأسنان، بالإضافة إلى وجود مادة بيكربونات الصوديوم والتي أوصت جمعية أطباء الأسنان الأميركية باستخدامها في معالجة الأسنان. وأثبتت الأبحاث الكيميائية أن السواك يتكون من ألياف سيليلوزية وبعض الزيوت الطيارة، والأملاح المعدنية ويحتوي على مواد قابضة تشد اللثة وتقويها، كما أنه مع ذلك يحتوي على مواد مطهرة تمنع من تقرح اللثة أو الغشاء المخاطي المبطن للفم. وأكد الطب الحديث فوائد السواك الجمة لصحة الفم والأسنان إلى الحد الذي حدا بالبعض إلى استخلاص مكوناته واستخدامها كمعجون أسنان. شجرة الأراك يؤخذ السواك من جذور أشجار صحراوية تنتشر في مناطق متعددة في جزيرة العرب وأفريقيا والهند وأميركا، من شجرة تسمى الأراك في المنطقة العربية أو النيم في بلاد الهند، وهي عبارة عن شجرة عريضة ومعمرة خضراء ذات أغصان غضة متشابكة، ويصل ارتفاعها أحيانا إلى عشرة أمتار أو أكثر، وجذورها طويلة تمتد تحت سطح الأرض، يتم اقتلاعها ومن ثم تقطيعها إلى عيدان صغيرة يتم استخدامها كسواك. وشجرة الأراك دائمة الخضرة، بطيئة النمو، تعيش حوالي خمسة وعشرين عاماً، مقاومةً للجفاف، ويمكن أن تنمو في الأراضي القاحلة القليلة الأمطار وفي الصحارى وعلى الكثبان الرملية وبالإضافة إلى تحمل هذه الشجرة للجفاف والتصحر، فإن بإمكانها تحمل وجود نسبٍ عاليةٍ من الأملاح في التربة. يستخرج من لحاء شجرة الآراك خلاصة تستخدم في صناعة معاجين الأسنان كما أن خلاصة هذه الشجرة تحتوي على مضادات ميكروبية كما تستخدم لتسكين آلام الأسنان ولعلاج أمراض اللثة. إن أهم ما يميز السواك توفره بكثرة وبسعر زهيد، ويعتبر فرشاة أسنان طبيعية لمن لا يستطيع شراء واحدة وعملي جداً للاستخدام في أي وقت لأنه لا يحتاج إلى معجون مثل الفرشاة فعصارته تقوم مقام المعجون. السواك ومنظمة الصحة العالمية شجعت منظمة الصحة العالمية استخدام المسواك كوسيلة من وسائل تنظيف الفم والأسنان، وخاصة في دول العالم الفقير لأنه فرشاة أسنان طبيعية ورخيصة ومتوافرة للجميع، وتفرز ذاتياً المواد التي تفوق جودة جميع معاجين الأسنان الغالية الثمن، وأحدث ما تم عمله في مجال أبحاث السواك هو صنع بعض مستحضرات الأسنان من المواد المستخلصة من السواك مثل معاجين الأسنان وغسول الفم والتي تعتبر إضافة علمية هائلة للاستفادة من مواد السواك المفيدة. والسواك وسيلة ناجعة في علاج إدمان السجائر وهناك حالات عديدة نجحت بالإقلاع باستعمال السواك الأخضر الطازج والذي يأتي من منطقة أبها ومن بلاد اليمن خاصة، وكانت أفضل النتائج لعلاج إدمان التدخين بالسواك تتأتى باستعمال السواك الحار، وإن لم يكن الشفاء من السجائر كاملاً فالانخفاض ملحوظ، وهو عادة من 40 - 100 في المئة عند مختلف الحالات، ولذلك ينصح الباحثون كل المدخنين الذين يريدون الاقلاع عن التدخين بوضع السواك داخل علبة السجائر.
المصدر: القاهرة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©