الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

إماراتي يمتلك آلاف القطع الأثرية من مختلف العصور

إماراتي يمتلك آلاف القطع الأثرية من مختلف العصور
4 أغسطس 2013 18:44
بين الأواني الفخارية، والأسلحة البدائية، والعملات النادرة، أبحر الدكتور أحمد الخوري في عالم الآثار النادرة، التي يصعب على أي فرد تجميعها بمفرده، غير أن عاشق التاريخ، كما يحب أن يُعرّف نفسه، استطاع عبر رحلة طويلة امتدت عشرات السنين، جمع آلاف القطع الأثرية يصل عمر بعضها إلى ثلاثة آلاف عام قبل الميلاد، تنوعت بين مختلف العصور الإسلامية والرومانية واليونانية، وغيرها من الحضارات ذات التأثير في مسيرة الحياة البشرية، والآن يسعى إلى إقامة أول متحف من نوعه في المنطقة، يضم بين جنباته شواهد حضارية تعكس ملامح مختلفة من حياة الأفراد في منطقة الخليج والعالم، أو وضعها في أحد متاحف الدولة الكبرى. يقول الدكتور أحمد الخوري، إن علاقته بالآثار بدأت منذ منتصف القرن الماضي حين كان الأهل يعملون بالتجارة والصيد والغوص عن اللؤلؤ ويستقبلون زوارا من شبه القارة الهندية، وغيرها من الدول، ومن خلال اختلاطه بهذه الجنسيات بدأ اهتمامه بما لديهم من أشياء غريبة ومختلفة، وبالفعل أخذ في اقتناء بعض هذه المقتنيات، بدأها عندما حصل على عملة فضية تعود إلى عصر عبدالملك بن مروان الذي بدأت في عهده عملية صك العملات الإسلامية. وكان ذلك في عام 77 هجرية وكانت تلك العملات ذهبية في البداية، ثم صُنعت عملات فضية فيما بعد، منها التي يمتلكها خوري، وحصل عليها خلال إحدى سفرياته إلي مدينة البصرة في العراق. مقتنيات نادرة يتابع الخوري حكايته مع الآثار والمقتنيات الثمينة بقوله: «في ستينات القرن الماضي كان لدينا مقهى خلف المنزل يسمى «مقهى الفريج» ومن خلال معرفتي بمن يترددون على المقهى، كنت آخذ منهم قطع نقود ترجع إلى العهد البريطاني ومنها «الروبية»و «انا بيزا» و«نايا بيزا». كما حصلت على طوابع ترجع لفترة الإمارات المتصالحة مكتوبة عليها سعر الطوابع بقيمة تلك العملات التي كانت سائدة قبل قيام دولة الإمارات العربية المتحدة». ويوضح الخوري أنه على مدار رحلة اهتمامه بالآثار الممتدة عشرات السنين. صار يمتلك حوالي 7500 أثرية متنوعة من مختلف العهود والحضارات والبلدان، ولذلك يسعى حالياً إلى عمل متحف كبير يضم هذه القطع النادرة،الكثير منها يحكي تاريخ دولة الإمارات والمنطقة، ويمثل شواهد حية على الأساليب التي عاش بها أهل الإمارات والخليج عبر الزمن، أو وضعها ضمن أحد المتاحف في دولة الإمارات. ومن المقتنيات النادرة المرتبطة بالبيئة الإماراتية، التي يعتز بها الخوري، غطاء كانت تستخدمه العروس على رأسها ليلة الزفاف أو في المناسبات، ويسمى «الكمة»، ويرجع إلى أكثر من مائة عام، وهو مشغول من ذهب عيار 22، كما يمتلك مشغولات فضية ترجع إلى حوالي 120 سنة خاصة بزينة الرأس والرقبة، منها أساور اليدين التي تعرف بـ«الحيول بوشوك». ويوضح أنه حصل على هذه الأشياء، بتوارث بعضها من جيل إلى آخر، أو بالشراء من هواة جمع هذه التحف الثمينة، التي أصبحت الآن لا تقدر بثمن. الأدوات الزراعية الأدوات الزراعية النادرة كان لها نصيب لدى الخوري، ومنها المنجور «الدولاب»، الذي يجلب الماء من البئر، وهو مصنوع من الخشب والدلو مصنوع من الجلد، وهي جميعاً قد تتأثر بعوامل الرطوبة، غير أنه يحاول دوماً الحفاظ عليها وتجنيبها عوامل التعرية، حتى تبقى على حالتها الأصلية بقدر الإمكان. ولديه أيضاً مجموعة من الأبواب التي لا مثيل لها منها باب يعود إلى 250 عام وهو مصنوع من خشب الساج المستورد من الهند، وأدوات ميزان اللؤلؤ جميعها، ومجموعة من الدلال الإماراتية التي يعود بعضها إلى 120 سنة، وتعكس فنون الضيافة البدوية التي تبدأ بالقهوة ولوازمها ومنها «المرشى»، «المبخرة». ويمتلك أيضاً مدفعا هولنديا من القرن السابع عشر، ومدفعا إنجليزيا من القرن 18، وهما مدفعان بحريان ضمن مدافع بحرية كانت تستخدم في حروب ذلك الوقت بين القوى الاستعمارية، وحصل عليها من الإمارات الشمالية، عن طريق بعض أصدقائه، بالإضافة إلى خناجر وسيوف ترجع إلى 500 سنة حصل عليها من مناطق متفرقة في الإمارات. الإسكندر الأكبر يضيف الخوري:« أقدم قطعة عندي هي فخاريات وحلي نسائية ترجع إلى ثلاث آلاف عام ق.م من حقبة أم النار، وأختام أسطوانية ودائرية من ذات الحقبة وهذه الأختام كانت تستخدم في الرسائل المتبادلة بين الملوك والشخصيات المهمة في تلك العصور وهذه القطع حصلت عليها من شخص عربي لديه ولع بهذه المقتنيات وكان مقيماً في أبوظبي في سبعينات القرن الماضي، كما حصلت على بعضها من رأس الخيمة والإمارات الشمالية بشكل شخصي». ويذكر أن لديه مجموعة من العملات يعود بعضها إلى عصر الاسكندر الأكبر ووالده فيليب المقدوني، منها 15 قطعة مصنوعة من الفضة وعليها صورة الاسكندر، والطرف الآخر من العملة عليه نقوشات الآلهة والطيور المقدسة في ذلك الوقت. وحول طريقة الحصول على هذه العملات البالغة الندرة، أورد الخوري أنه حصل عليها خلال وجوده في بريطانيا وبعض دول الشرق الأوسط من العراق وإيران. كما أن لديه عملات من العصر الروماني والبيزنطي مصنوعة من الفضة والذهب. العصر الإسلامي وبالنسبة للعملات من العصر الإسلامي يمتلك عاشق التاريخ، ما يعود إلى عصر الخلفاء الراشدين مثل عملة «عرب ساسا» التي كانت متداولة في عصور الإسلام الأولى أيام عثمان بن عفان وعلي بن أبي طالب رضي الله عنهما، وظلت متداولة إلى عصر الأمويين في عهد عبدالملك بن مروان الذي صك أول عملة إسلامية عام 77هـ، أما الفضية فكانت في عام 78هـ. ويمتلك الخوري قطعة واحدة من هذه العملات تسمى «ضرب البصرة» وتم صكها عام 79هـ، وتعتبر من النوادر لأن الخلفاء الأمويين كانوا في دمشق بينما تم صك هذه العملات في البصرة. وهذه القطعة حصل عليها هدية من صديق لديه ولع بجمع هذه المقتنيات ويعرف أنه مغرم بهذا اللون الفريد من الهوايات، على حد قول الخوري. ولديه قطع أوان فضية ترجع إلى العصر العباسي، ومجموعة سيوف نادرة تعود إلى أيام العباسيين والصفويين، ودروع فارسية استخدمت في حروب الصفويين، وخوذات حربية في حالة جيدة جداً تعود إلى حوالي 600 سنة في عصر السلاجقة والصفويين وهذه الخوذات اشتراها الخوري، في أواخر سبعينات القرن الماضي، من خلال أحد الأفراد المهاجرين من بلده وكان في وضع اقتصادي حرج ويريد بيعهم بأي ثمن. الاسطرلاب الاسطرلاب، تلك الآلة القديمة التي استخدمها الأقدمون في معرفة الوقت، يمتلك الخوري منها قطعتين نادرتين لا مثيل لهما في متحف قطر المعروف عالمياً بالمقتنيات الإسلامية والاسطرلابات التي يزيد عددها على مائة قطعة، ولكن هذه النوعية والفولاذ المستعمل فيها نادران، ويعود عمر هذين الاسطرلابين إلى حوالي 600 عام. ولديه أجزاء من مصاحف مكتوبة بالخط اليدوي والزخرفة الإســلامية تعـود إلى ما قبل 200 عام باللغـة العربية، وكتاب عن علم الفلك يعود إلى نحو 200 عام مكتوب بخط اليد، وآيات قرآنيــة مــن الجلد تعود إلى مئات الأعوام، وغيرها من المقتنيات الفريدة التي يمكن أن تصنع متحفاً عالمياً بامتياز. كما يحلم ابن الإمارات الذي أنفق سنوات عمره، في جمع لآلئ التراث الإماراتي والعالمي، ليكون مدرسة حاضرة يتعلم منها الكثيرون كيف كان يعيش الأقدمون، وكيف تبنى الحضارات بالفكر والعمل والإبداع، الذي تعكسه هذه التحف والآثار. عشق التاريخ «يذكر الدكتور أحمد الخوري، أن عشق التراث والتاريخ ترسخ لديه، نتيجة تأثره بالقيم العظيمة التي أرساها المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه، من ضرورة الاهتمام بالماضي وتخليده في نفوس الجميع، انطلاقاً من مقولته الشهيرة «من ليس له ماض، ليس له حاضر ولا مستقبل». وهو ما يسير عليه خلفه الصالح صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، الذي يبذل الكثير من أجل تكريس معاني الحب والولاء للوطن بكل ما فيه من مكونات سواء في الماضي أو الحاضر أو المستقبل». الحجاج بن يوسف الثقفي «ضمن النوادر التي يمتلكها الخوري، قطعة نقود ترجع إلى أيام المهلب بن أبي صفرة، الذي يعود أصله إلى منطقة دبا في الإمارات، والذي كان حاكماً على خراسان وتعود هذه العملة إلى ما قبل 1300 عام هجرية، وهي مصنوعة من الفضة، وهناك قطع تعود إلى أيام الحجاج بن يوسف الثقفي الذي كان والياً في عهد الملك بن مروان.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©