الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

احتجاجات فنزويلا.. وجهود الوساطة «اللاتينية»

22 أغسطس 2014 23:45
أنفق بان كي مون الأمين العام للأمم المتحدة معظم وقته يتحدث عن الشرق الأوسط وأوكرانيا وظاهرة ارتفاع درجة حرارة الكوكب. لذا عندما أجريت مقابلة معه الأسبوع الماضي أردت أن استمع إلى وجهة نظره بشأن الأزمة السياسية في فنزويلا وقضايا أخرى في أميركا اللاتينية. وكان القمع العنيف الذي مارسه النظام الفنزويلي الحاكم ضد احتجاجات الطلاب في وقت مبكر هذا العام قد تمخض، بحسب الإحصاءات الرسمية الفنزويلية، عن مقتل 42 شخصاً وإصابة 874 بجروح واعتقال 3306 أشخاص. لكن القضية اختفت فعلياً من العناوين الرئيسية في وسائل الإعلام في الشهور القليلة الماضية. وسألت الأمين العام للأمم المتحدة: هل ألقى الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو بالاً إلى الطلب الذي أطلقته في مارس بأن «ينصت باهتمام» لمطالب الطلبة المحتجين، وأن يدخل في حوار بناء مع المعارضة؟ وأجاب «مون» أن محادثات الوساطة التي يشرف عليها اتحاد دول أميركا الجنوبية والفاتيكان «يجب أن توفر زخما جيداً» لحل مشكلة الأزمة السياسية في فنزويلا، لكنه أشار إلى أن الحكومة الفنزويلية لم تبذل ما يكفي من الجهد للمساعدة في تحقيق نجاح المفاوضات. وفي المقابلة التي ستذاع كاملة على شبكة «سي. إن. إن» بالإسبانية يوم 24 أغسطس الجاري، قال «مون»: «الأهم أن الرئيس مادورو يجب أن يتقارب مع كل الجماعات المختلفة من الناس الذين قد تكون لهم مواقف متباينة وأن يدخل معهم في حوار بطريقة متناغمة تجمع كل الأطراف». وبدأ اتحاد دول أميركا الجنوبية بدعم من الفاتيكان الإشراف على حوار بين الحكومة الفنزويلية والمعارضة في العاشر من أبريل بعد احتجاجات الطلاب، التي هزت فنزويلا في وقت سابق هذا العام. لكن منتقدين يقولون إن الاتحاد الإقليمي لطالما عمل كداعم دبلوماسي لحكومة «مادورو»، ويقولون إن الاتحاد اختفى عن مسرح الأحداث عندما كان النظام الفنزويلي الحاكم يقمع احتجاجات الشوارع. واتحاد دول أميركا الجنوبية هو تكتل دبلوماسي شكلته البرازيل وفنزويلا في مسعى لا يكاد يخفى على أحد أن هدفه هو إبعاد الولايات المتحدة والمكسيك عن التدخل في القضايا الإقليمية إلى حد كبير. وذكرت مصادر من المعارضة الفنزويلية أن وزراء خارجية اتحاد دول أميركا الجنوبية، لم يبذلوا أي جهود جدية لاستئناف الحوار بين الحكومة الفنزويلية والمعارضة في الشهور القليلة الماضية. وخلص تقرير مؤلف من 103 صفحات أصدرته منظمة «هيومان رايتس ووتش» المعنية بمراقبة حقوق الإنسان في مايو إلى أن هناك «نموذجاً مزعجاً» لانتهاكات حقوق الإنسان أثناء قمع احتجاجات الطلبة مثل إطلاق القوات الفنزويلية النار من مسافة قريبة على المحتجين. وأضاف التقرير أن هناك عشر حالات موثقة على الأقل لقيام قوات الأمن بتعذيب محتجين. وأثار اهتمامي تعليق الأمين العام للأمم المتحدة الذي أشار فيه إلى «الزخم الجيد» الذي توفره جهود الوساطة التي يبذلها الفاتيكان واتحاد دول أميركا الجنوبية. ونبهت بان إلى أن جهود وساطة الاتحاد الإقليمي قد توقفت لمحض أسباب عملية. لكن الأمين العام للأمم المتحدة رد بأنه مازال يُعلق آمالاً على محادثات الوساطة. وأضاف «أحث مرة أخرى الزعماء في المنطقة وخاصة زعماء اتحاد دول أميركا الجنوبية على مناقشة المسألة ومحاولة حسم هذا الوضع». ثم سألت «مون» عن سبب عدم بذل الأمم المتحدة أي جهود جدية للنظر في انتهاكات حقوق الإنسان في فنزويلا والتزامها الصمت حياله إلى حد كبير. وأجاب أن مجلس حقوق الإنسان التابع للمنظمة الدولية «يتولى مناقشة هذا الموضوع». وسألته: أيرجع صمت مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة إلى أن أعضاء بارزين في المجلس بينهم كوبا والصين وأنظمة أخرى تتمتع بصلات وثيقة بحكومة «مادورو»؟ وأجاب «لا أود أن أدلي بأي تعليق محدد على قضايا بعينها مثل قضية فنزويلا لكن بصفة عامة مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة مهم جدا وكان له دور حاسم في معالجة قضايا انتهاكات حقوق الإنسان». وأضاف «نكن إعجابا وتقديرا كبيرين لما يقوم به مجلس حقوق الإنسان. ومن المهم الآن أنه في أي وقت وفي أي مكان يوجد فيه قضايا لحقوق الإنسان بما في ذلك قضية فنزويلا أن يتخذ مجلس حقوق الإنسان الإجراءات الصحيحة». أما كاتب هذه السطور فإنه يكن تقديراً كبيراً لدعوة «مون» للرئيس الفنزويلي بأن «يتقارب» مع المعارضة بدلا من سجن الخصوم السياسيين وتعذيب الطلاب المحتجين. لكن فيما يتعلق بمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة فالأمر هزلي. فالمجلس الذي يعد أكبر من كونه مجرد جماعة دولية لمراقبة انتهاكات حقوق الإنسان، يوجد فيه أعضاء ومنهم كوبا والصين وروسيا وفيتنام وفنزويلا قد خلقوا جماعة بداخله للحماية المتبادلة للحفاظ على نفسها من التعرض للتحقيقات عما ترتكبه من انتهاكات لحقوق الإنسان. ودعوة بان الحكومة الفنزويلية واتحاد دول أميركا الجنوبية لاستئناف المحادثات مع المعارضة يجب الإشادة بها. وعلى الجانب الآخر فإن اتحاد دول أميركا الجنوبية وصمت مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة على قمع فنزويلا الدموي لاحتجاجات الطلاب ليس إلا أمرا مشينا. ينشر بترتيب خاص مع خدمة «إم. سي. تي. انترناشيونال»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©