الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«الجبهة الثورية».. محاولات لإنقاذ السودان!

22 أغسطس 2014 23:45
أحدث اعتقال الدكتورة مريم الصادق المهدي نائب رئيس «حزب الأمة» ردود فعل غاضبة وإدانة قويّة من جميع القوى السياسية المعارضة ومنظمات المجتمع المدني وبخاصة تجمعات الشباب المناهضة لسلطة «الإنقاذ»، والتي ظلت الدكتورة مريم الصادق أبرز وجوه شباب حزبه، وظلت وما زالت تحظى بتوقير واحترام مختلف القوى السياسية حتى تلك المختلفة مع بعض سياسات ومواقف حزب «الأمة» الذي يرأسه والدها الإمام الصادق. وقد بادر الحزب الشيوعي وحزب المؤتمر السوداني- كلاً في بيان باسمه- بإدانة اعتقال الناشطة السياسية واعتبر حزب «المؤتمر» السوداني أن الأمر (اعتقال د. مريم الصادق) أسلوب ظل يتبعه النظام وأجهزته ضد الناشطين السياسيين معتبراً ذلك تعارضاً مع تطرحه السلطة من دعوة للحوار لافتاً إلى أنه لا يعقل أن يكون هناك حوار والنظام يعتقل الذين يذهبون للتفاوض مع مواطنين سودانيين. وأضاف أن النظام يصادر حق الناس في أن يلتقوا مع بعض ويعطي هذا الحق لنفسه، ويبدو هذا إشارة إلى لجنة تتفاوض مع «الجبهة الثورية» باسم حزب «المؤتمر الوطني» والحكومة!! وقد تجاوز إدانة اعتقال الدكتورة مريم القوى السياسية السودانية ودخلت على الخط فوراً بعثة الاتحاد الأوروبي في السودان وسفارات دول الاتحاد الأوروبي المقيمة في الخرطوم، فقد عبرت البعثة وسفارة النرويج عن (قلقها جميعاً إزاء اعتقال نائب رئيس حزب الأمة القومي مريم الصادق ودعوا إلى إطلاق سراحها)، وأكدت بعثة الاتحاد الأوروبي وسفارة النرويج في تصريح صحفي (أن اعتقال القيادات السياسية ونشطاء المجتمع المدني تضر بجهود الحوار المفتوح والشامل). وهكذا وعلى عادتها المستمرة فإن سلطة «الإنقاذ» بخطواتها وتصرفاتها تضر نفسها أكثر مما تسببه للمعتقلين من ضرر، مدركة أن عيون وأذان المجتمع الدولي مفتوحة على ما يجري في السودان من تجاوزات تطال المعارضين، ناهيك عن الأضرار المتعلقة بانتهاكات صارخة لحقوق الإنسان، التي تتعارض حتى مع الدستور السوداني المطبق حالياً. وفي القاهرة بدأ الإمام الصادق بتنفيذ المهمة الدبلوماسية (التي اسماها سيادته الغارة الدبلوماسية) باجتماع مع السيد نبيل العربي الأمين العام لجامعة الدول العربية صدر بعده تصريح صحفي من الأمانة العامة يقول: (إن الأمين العام أجرى مباحثات مع رئيس حزب الأمة القومي الصادق المهدي تناولت تطورات الأوضاع في الوطن العربي بصفة عامة والسودان بصفة خاصة. وقدم «المهدي» إلى «العربي» تقريراً بشأن الجهود المبذولة من أجل دفع آليات الحوار الوطني في السودان مشيراً إلى توقيع حزبه لوثيقة تحت عنوان (إعلان باريس) مع قوى سودانية مختلفة للتأكيد على نبذ أي حلول عسكرية والتمسك بالحلول السياسية، ونبذ أي مطالب انفصالية، والتمسك بوحدة الأراضي السودانية كهدف تعمل من أجله جميع القوى السودانية. . ومن ناحيته أكد نبيل العربي دعم الجامعة العربية للحوار الوطني بين جميع الأطراف السياسية السودانية، مؤكداً على أن الجامعة تساند السودان في مسعاه نحو التطور والتنمية والاستقرار). وهذه الخطوة السياسية المحسوبة بدقة والتي بدأ الإمام الصادق تنفيذ مهمته بالاجتماع مع الأمين العام لجامعة الدول العربية سيكون لها في وجهة نظري مردود طيب إذ أنها ستعاد على إزالة بعض الشكوك لدى بعض قادة الدول العربية تجاه الجبهة الثورية وما تروج له بعض التيارات في السودان من اتهامات وإشاعات حول «انفصالية» قادة «الجبهة الثورية» ومعاداتهم للعروبة. ووصل الأمر إلى حد أن بعض صحفهم قد نشرت وبالخط العريض أن اجتماع المهدي بـ«الجبهة الثورية» قد رتبت له ومولته إسرائيل! وكما متوقع فإن حزب «المؤتمر الوطني» الحاكم قد شن هجوماً واسعاً في أجهزة الإعلام والندوات السياسية على الإمام الصادق وإعلان باريس الذي وصفه أحد قادته بأنه (كارثة في السياسية السودانية) وآخر وصفه بأنه قفزة في الهواء وانتحار للصادق!. لكن واقع الأمر أن حزب «المؤتمر الوطني» ومعه حزب «المؤتمر الشعبي» (الترابي) الذي جاراه في المسلك الذي أقل ما يوصف به إنه دليل على الإفلاس السياسي وعدم إدراك لحقائق الأمور في مسرح السياسية السودانية ظلت خطواتهما منذ أن سافر المهدي إلى باريس تضطرب، ومواقفهما حتى داخل أحزابهم تجد اعتراضاً من القلة الباقية من عقلائهم. فالعقلاء يعرفون أن (إعلان باريس) قد وفر للنظام وللسودان فرصة للخروج من مأزق الحرب المدمرة والانهيار الشامل للدولة السودانية. . وهو فرصة لأنه يحظى بإجماع شعبي كبير في الداخل والخارج ويحقق مشاركة المعارضين حملة السلاح، ولأنه أيضاً يحظى بمساندة وتأييد دول الاتحاد الأوروبي التي تطمع إلى دور تشارك فيه بتحقيق السلام في السودان وهو موقف له أثار سلباً أو إيجاباً. فلو وافقت الحكومة على متطلبات الحوار القومي واستجابة لمبادرة الجبهة الثورية بإعلان وقف إطلاق النار في دارفور وكردفان وفتحت الممرات الآمنة لإيصال العون الإنساني للسكان هنالك فهذه خطوة تحسب لها ومردودها طيب أما إذا رفضت فإنها ستعرض علاقاتها الباقية بأوروبا. . وليس سراً فإن «الجبهة الثورية» ضمت مجهوداتها لحشد التأييد لقضية السلام قد كسبت فرنسا ممثلة برئيس جمهوريتها الذي صدر عنه تصريح صحفي عقب لقائه بقادتها أعلن فيه بوضوح «ما يجري الآن في السودان يرقى إلى درجة جرائم الحرب».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©