الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

روان قاقيش تحاور البعد الثالث للمدينة من خلال فن الكولاج

روان قاقيش تحاور البعد الثالث للمدينة من خلال فن الكولاج
6 أغسطس 2011 00:12
اختتم الأسبوع الماضي في مركز رؤى للفنون في العاصمة الأردنية عمان المعرض الشخصي الأول، للفنانة التشكيلية الأردنية روان قاقيش الذي جاء بعنوان “المدينة – بُعدها الثالث” مشتملا على خمسة وعشرين عملاً، تتراوح أحجامها ما بين الكبير 2 متر× 60 سم والصغير 30 × 60 سم وما بينهما، تتمحور معظمها على قراءات خاصة في ملامح عمان، إضافة إلى أعمال أخرى مستمدة من فضاءات المدن العالمية الكبرى. ويمكن القول إن الخط الذي اشتقته منذ سنوات لوضع اسمها على الخريطة المعاصرة للفن التشكيلي الأردني، يُعنى بشكل أساسي بالبحث في قسمات مدينتها عمان، فنجد مشاهد بانورامية حافلة بالتفاصيل للمدينة ذات الجبال المتعددة والأبنية الحجرية والاسمنتية التي تتسلق سفوح التلال والجبال وصولاً إلى قممها. ونجد إلى جانب ذلك لوحات تقتطف مقاطع مختارة من أحياء وشوارع بعينها، منها لوحات طولية، لإدراج عمان أو لأبواب مشرعة على أدراج داخلية لمنزل ما، فضلاً عن ذلك تذهب روان قاقيش خطوة أخرى نحو تصفح ملامح الناس، ولا سيما من خلال “الاسكافي” العتيق الذي يقبع وراء ماكينته في إحدى زوايا شارع في أسافل المدينة، من أجل إصلاح أحذية متهالكة وإعادة الحياة إليها بعد طول استعمال. ولايعني ذلك أن روان قاقيش تعيد إنتاج عمان القديمة أو وسطها القديم فوتوغرافياً أو توثيقياً، وإنما تعيد تركيب مشاهدها المألوفة عن طريق القص واللصق والحذف والإضافة، من خلال أسلوبها المعتمد على الكولاج، فتنتزع الرتابة عن الصورة المألوفة وتُدخل عليها دهشة الاكتشاف، حيث لا تكتفي بمادة واحدة هي الصور الفوتوغرافية في تركيب بناء أعمالها، وإنما تلجأ إلى مواد متناقضة في طبيعتها مثل الصفيح المعدني والخشب وقصاصات الصحف والورق المزخرف بالنقوش الشرقية والإسلامية، فتضفي على لوحتها نوعاً من المفاجأة الصادمة التي تجمع ما بين الواقعي والخيالي على سطح واحد. في معرضها:” المدينة – بعدها الثالث”، أكدت روان قاقيش بصمتها الخاصة كفنانة تشكيلية من الجيل الشاب، ليس فقط من خلال تحريك عواطف المشاهد تجاه الماضي القريب لعمان، بعمارتها وأسواقها وأدراجها ومهنها الآفلة، وإنما أساساً من خلال التوليفات المناسبة بين المواد المستخدمة، إضافة إلى التكوينات الخاصة بأعمالها، مستفيدة من خلفيتها المعمارية ودراساتها المتنوعة للفنون البصرية. ومن اللافت أن معرض روان قاقيش يندرج ضمن تيار فني فوتوغرافي عالمي ومحلي آخذ بالاتساع، يعمل على الفضاء الحضري للمدينة ورموزها وثقافاتها وبشرها. ولقد وجدنا خلال السنوات القليلة الماضية ترجمات عديدة للاهتمام بالمدينة وبعمان، حيث أعاد التشكيليون وغيرهم من ممارسي الفنون البصرية والأدباء والشعراء للمدينة اعتبارها.
المصدر: الشارقة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©