الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

خبراء يطالبون بالحذر لمواجهة تقلبات الأسهم

خبراء يطالبون بالحذر لمواجهة تقلبات الأسهم
15 فبراير 2008 01:24
تمر أسواق الأسهم العالمية بإحدى أكثر فتراتها تقلباً على مدى العقود الأخيرة، بصورة أعادت إلى الأذهان مراحل الضعف والتقلب التي اعترت الأسواق خلال أزمات شهيرة مثل أزمة العملات الآسيوية في العام ،1997 وانفجار فقاعة شركات ''الدوت كوم'' في العام ،2000 وتداعيات انتشار مرض ''سارس'' في العام ·2003 وحسب أحدث الإحصائيات فإن مؤشر تقلبات ''اس اند بي'' يتحرك حالياً في منطقة تتراوح بين 25 و40 درجة، وهي مستويات مرتفعة للغاية قياساً إلى المتوسط بعيد المدى لمؤشر التقلب والذي يقدر بحوالي ،14,6 الأمر الذي يعني ببساطة أن أسواق العالم تمر بمرحلة مطبات صعبة يتعين خلالها التزام الحذر· ونظراً للارتباط النفسي المتزايد بين أسواق الأسهم في الإمارات والمنطقة ونظيرتها العالمية، فقد زادت حدة تقلبات الأسواق الإقليمية أيضاً خلال الفترة من أكتوبر 2007 إلى الآن· وبالرغم من وجود شبه إجماع بين الخبراء على أن المقومات الأساسية لاقتصادات المنطقة وأداء وربحية الشركات تختلف تماماً عن مثيلاتها في أهم الأسواق العالمية وهي السوق الأميركية، وأن منطقة الخليج تمر حالياً بدورة اقتصادية تختلف كلية عن الدورة التي يمر بها الاقتصاد الأميركي فإن الارتباط النفسي فرض كلمته على الأسواق الإقليمية· وأرجع المحللون ذلك إلى حالة الذعر التي تنتاب المستثمرين عندما تهوي البورصات العالمية وأن هذا الأمر مؤقت، وسرعان ما تفرض المقومات الأساسية المميزة لاقتصاديات شركات المنطقة نفسها من جديد· وتشير الأرقام إلى أن مؤشر أم اس سي آي للأسهم الخليجية تراجع بنسبة 9,8% خلال شهر يناير الماضي، وتقول دراسة حول تقلبات أسواق الأسهم أعدها بنك ''طيب'' إن حدة التقلبات في أسواق الخليج زادت منذ أكتوبر الماضي، وأن هذا التوجه تسارع مع وصوله إلى أعلى مستوياته خلال 4 سنوات في يناير الماضي ويعتقد هيثم عرابي المدير التنفيذي لمجموعة إدارة الأصول في شركة شعاع كابيتال أن تقلبات أسواق الأسهم المحلية والإقليمية وارتباطها بالتقلبات العالمية استندت إلى عنصرين رئيسيين الأول يتمثل في أن التقلبات الايجابية التي شهدتها الأسواق في الربع الأخير من العام الماضي ارتبطت بدخول الصناديق الأجنبية، ومن ثم فمن الطبيعي أن تحدث تقلبات سلبية مع تنفيذ تلك الصناديق لعمليات بيع لتعديل أوضاعها ومواكبة ما يحدث من تطورات في الأسواق العالمية ويتمثل العنصر الثاني في أنه حدثت حالة من الارتباط النفسي بين الأسواق الإقليمية والعالمية فبمجرد تراجع الأسواق العالمية تحدث عمليات بيع مذعورة من جانب المستثمرين الإقليميين الأمر الذي يؤثر على الأسواق بصورة كبيرة· ترابط نفسي وأوضح عرابي الأمر بقوله: ''ما يحدث ليس ترابطاً بالمعنى الفني، وإنما هو ترابط نفسي مؤقت وسرعان ما ستفرض المقومات الأساسية للشركات المساهمة العامة في الخليج كلمتها'' ويرى أن أسواق الأسهم الإقليمية والمحلية ستمر بمرحلة مطبات تستمر في فترة 6 إلى 8 أسابيع، وهو يعول كبيراً على نتائج الشركات في الربع الأول من العام الجاري التي ستوضح أن المقومات الأساسية للشركات مميزة وقابلة للاستدامة، وبالتالي سيدرك المستثمرون ما تمثله الأسهم من قيمة في ظل معدلات ربحية جيدة للشركات، وقيم سعرية مغرية ومكررات ربحية جذابة للغاية وأضاف عرابي: ''الأمر المهم الآخر هو أن الغالبية العظمى من شركاتنا تعتمد في إيراداتها وأرباحها على النشاط والطلب المحليين، فشركات الأسمنت مثلاً تعتمد على الأسواق المحلية والإقليمية التي تشهد طفرة عقارية كبيرة، وكذلك شركات الاتصالات، وغيرها، وبالتالي فتأثر الشركات المساهمة العامة بالخارج ليس كبيراً، وهي تعتمد على أسواقها المحلية والإقليمية التي تمر بمرحلة توسع كبيرة'' ويشبه عرابي ما يحدث في الأسواق حالياً بحالة الأسواق في عامي 2001 و،2002 قائلا: فقد تدهورت الأسواق الأميركية في العام ،2000 وفي 2001 خفض الأميركيون الفائدة 11 مرة في سنة واحدة، وبلغت أدنى معدلاتها التاريخية، كما وصلت الفائدة في منطقة الخليج إلى أدنى مستوياتها في 4 عقود ونحن اليوم نمر بمرحلة تسجل فيها الفائدة أحد أدنى مستوياتها، وهي بالطبع محفز جيد· الضغوط التضخمية وأضاف: لكن المشكلة أنها ستزيد من الضغوط التضخمية، في ظل اقتصادات تسجل نمواً محموماً، وستجد السيولة طريقها إلى أسواق الأسهم، وبالتالي فهي مرشحة للارتداد خاصة في شهر أبريل المقبل مع إعلان نتائج الشركات في الربع الأول من العام التي ستؤكد جودة الأرباح والعمليات وأن التباطؤ العالمي لن يؤثر على المنطقة بالدرجة التي يتصورها البعض وستتشجع رؤوس الأموال على دخول السوق مدفوعة بتلك التطورات الايجابية وبمكررات الربحية المنخفضة، والمغرية قياساً إلى أسواق عالمية ناشئة أخرى في الصين والهند وغيرها· ويرى أن الأسواق المحلية مرشحة لصعود كبيرة في أبريل المقبل، وأن الفترة المقبلة بين 6 إلى 8 أسابيع ستكون مرحلة مطبات هوائية الحذر والانتقائية ورداً على سؤال حول توصياته ونصائحه للمستثمرين في هذه المرحلة قال عرابي: ''يتعين على المستثمرين التزام الحذر والانتقائية، وبالطبع من الصعب الحديث عن بيع في هذه المرحلة لأن الأسعار منخفضة للغاية، وأي بيع سيسبب خسائر· وأعرب عن اعتقاده في أنه عندما تنقشع السحب السوداء سيعدل السوق نفسه وتفرض المقومات الأساسية كلمتها، ناصحا المستثمرين بالتركيز على أسهم الشركات التي تعتمد بالأساس على الأسواق المحلية والإقليمية في إيراداتها وأرباحها، والابتعاد عن الشركات الأكثر ارتباطاً بالتصدير وبالطلب في الأسواق العالمية'' وأضاف: ''مسألة المقومات الأساسية هي الأمر الناهي في تحديد مصير أي سوق، حيث يمكن أن يحدث ارتباط مؤقت ونفسي بالأساس، لكن المقومات الأساسية تفرض كلمتها في النهاية، ولو حدث العكس واستمرت المبالغة في الارتباط المزعوم سيكون ذلك أمر غير طبيعي أو منطقي''
المصدر: دبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©