السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

شركات صناعة التوربينات تقاوم رياح التغيير

شركات صناعة التوربينات تقاوم رياح التغيير
22 أغسطس 2014 23:16
ترجمة: حسونة الطيب واجه قطاع الكهرباء في غانا ضغوطات كثيرة إبان قيام فعاليات كأس العالم الأخيرة في البرازيل، حيث اضطرت البلاد لاستيراد 50 ميجا واط من الكهرباء من جارتها ساحل العاج ولتعطيل العمل في شركة فالكاو للألمنيوم المملوكة من قبل الحكومة ولمطالبة الناس بترشيد الاستهلاك، حتى يتسنى لهم مشاهدة المباريات. وتعتبر هذه الضغوطات بمثابة بوادر لعدم الإيفاء بالطلب المتوقع للكهرباء في أنحاء العالم المختلفة، إضافة إلى أنها تشكل فرصة ضخمة للشركات التي تقوم بتصنيع معدات توليد الكهرباء. وسادت القطاع موجة من عمليات الاندماج خلال العام الحالي، في الوقت الذي تسعى فيه شركات كبيرة مثل، سيمينز وجنرال إليكتريك وميتسوبيشي للصناعات الثقيلة، للاستفادة من الركود الدوري لاتخاذ مواقع استعداداً لنمو متوقع طويل الأجل. وتحركت جنرال إليكتريك على وجه الخصوص، للتصدي لنقاط الضعف وإبراز قوى جديدة من خلال إبرام صفقة لشراء معظم قسم الطاقة في شركة ألستوم الفرنسية مقابل 10 مليارات دولار. صفقات استحواذ وفي غضون ذلك، تم عقد العديد من الصفقات الصغيرة، حيث وافقت سيمنس التي تغلبت عليها جنرال إلكتريك في صفقة شراء قسم توربينات الغاز في شركة ألستوم، على دفع نحو 785 مليون جنيه استرليني مقابل الاستحواذ على عمليات رولز رويس لصناعة توربينات الغاز الصغيرة المستخدمة في قطاع النفط والغاز وفي توزيع الكهرباء. وأعلنت شنغهاي الكتريك في مايو الماضي، عن دفع نحو 400 مليون يورو للحصول على حصة قدرها 40% في شركة أنسالدو أنيرجيا الإيطالية العاملة في صناعة معدات الطاقة. وتنوي الشركتان إقامة شراكة في الصين بغرض تقديم خدماتهما للسوق الآسيوية. وقبيل ذلك، عقدت كل من إم إتش آي وهيتاشي اليابانيتين، شراكة بنحو 63% للأولى و35% للثانية، لإنتاج معدات لمحطات توليد الكهرباء العاملة بالغاز والفحم والتي بدأت العمل في فبراير الماضي. كما اشترت إم إتش آي في السنة الماضية، قسم برات آند ويتني لتوربينات الغاز المتوسطة والصغيرة من شركة يونايتد تكنولوجي الأميركية. ومن ضمن العوامل التي تقف وراء موجة صفقات المعدات هذه، فترة طويلة من ضعف الطلب دفعت بعض الشركات المنافسة الضعيفة للبحث عن عقد الشراكات. ووفقاً للمحلل أندرياس ويلي في بنك جي بي مورجان كازانوفا الاستثماري البريطاني، حقق إنفاق المرافق رقماً قياسياً في 2007، مع توقعات بتعافيه كلياً خلال الأشهر القليلة المقبلة. ورغم ارتفاع مبيعات معدات توليد الطاقة في 2013 نسبياً مقارنة بعام 2012، إلا أنها لا تزال دون الذروة التي بلغتها في 2007 بنسبة قدرها 27%. ضعف الطلب وانعكس ضعف الطلب سلباً على الشركات المصنعة. وتلقت سيمنس على سبيل المثال طلبيات بنحو 13 مليار يورو لمعدات لتوليد الكهرباء تعمل بالوقود الأحفوري في السنة المالية المنتهية في سبتمبر 2008، لكن لم يتعدَ هذا المبلغ 10,7 مليار يورو في السنة المالية الماضية. ونتج عن ضعف النمو الاقتصادي في الدول الغنية، تراجع في طلب الكهرباء، ما يعني قلة الحاجة للاستثمار لإضافة سعة جديدة. وفي معظم الأحيان، تخضع المرافق لقوانين، ترغمها على الاستثمار في توليد الكهرباء من خلال استخدام مصادر الطاقة المتجددة، ما يحد من رغبتها في تبني المحطات التي تعمل بالغاز والفحم. كما تواجه عدم اليقين حول الخطر الذي يهدد وجود نموذج عمل المرافق التقليدية، من قبل توزيع توليد الكهرباء، خاصة ألواح الطاقة الشمسية المثبتة على أسقف المنازل. وعلى الرغم من استمرار وجود كل هذه المشكلات، فإن المستقبل يبدو مبشراً. وفي حين يتسم طلب الدول الغنية بالضعف وباحتمال نمو متثاقل، تتطلع الدول النامية بشدة لاستهلاك المزيد من الكهرباء. وتحتاج نيجيريا مثلاً التي يصل إنتاجها لنحو 4 جيجا واط، إلى ما يصل إلى 55 جيجا واط بحلول 2030، وفقاً للبيانات الواردة من مركز التطوير العالمي، المؤسسة الفكرية، التي تتخذ من واشنطن مقراً لها. ومن المتوقع أن تشكل الصين والهند أكبر مصادر الطلب الجديد واللتين يقدر استهلاك الفرد للكهرباء فيهما بنحو الثلث و6,6%، على التوالي من استهلاك الفرد في أميركا. وفي حالة بلوغ استهلاك الفرد فيهما مستوى نظيره الأميركي، يزيد ذلك وحده استهلاك الكهرباء في العالم بنحو الضعف. ونتيجة لذلك، من المرجح أن يميل طلب التوربينات على المدى الطويل، ناحية الدول التي يتميز دخل الفرد فيها بمستوى متوسط ومنخفض. وتقدر الوكالة الدولية للطاقة، إنفاق العالم ما لا يقل عن 2,58 تريليون دولار على توليد الكهرباء بالغاز والفحم في الفترة بين2014 إلى 2035، ثلثي ذلك خارج دول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية الغنية. وتشترك الشركات القادرة على تحقيق النمو في بعض السمات، حيث ينبغي عليها توفير توربينات البخار المستخدمة في المحطات التي تعمل بالفحم، نظراً لرغبة الدول التي تملك الفحم في الاستفادة منه. وتحتاج هذه الدول لتوربينات صغيرة لاستخدامها خارج الشبكة، نسبة إلى أنه من المتوقع نمو الكهرباء المولدة بوتيرة أسرع من الشبكة المركزية في الدول التي لا تملك شبكات متطورة. الحجم الكبير والمطلوب من الشركات أن تكون كبيرة في أحجامها، حتى تتمكن من الاستفادة من الفرص المتوفرة حول العالم وتوزيع تكاليف عمليات البحث والتطوير على قاعدة العائدات المتوقعة والواسعة. كما يترتب عليها توفير سلسلة من التقنيات، التي تشمل الغاز والفحم والطاقة النووية والمتجددة، حتى تحافظ على مستوى الإنفاق في عمليات البحث والتطوير من خلال الدورة، سيما وأن أنماط توليد الكهرباء المختلفة يعتريها التغير بين الفينة والأخرى. وقياساً على هذه الحقائق، يمكن وصف صفقة جنرال الكتريك - أليستوم، بالإنجاز الكبير. وتدعم هذه الصفقة نشاط جنرال إلكتريك في توربينات البخار، الذي تعاني فيه ضعفاً نسبياً. وتدعم كذلك أليستوم في البدان التي تملك فيها علاقات قوية مع العملاء، بما في ذلك الصين والهند. كما تضيف الصفقة أيضاً مبيعات تساعد في الإنفاق على عمليات البحث والتطوير للمنتجات والخدمات، خاصة أنها تملك قاعدة كبيرة من سعة التوربينات تقدر بنحو 350 جيجا واط، يمكن إضافتها لقاعدة جنرال إليكتريك البالغة نحو ألف جيجا واط. ويرى بعض المحللين في القطاع، أن الصفقة تجعل جنرال الكتريك أكبر حجماً وأكثر قوة ومقدرة على المنافسة في حقل الوقود الأحفوري مع سيمينز، بجانب ارتفاع معدل الأرباح. ويقول جوليان ميتشل، المحلل في كريديت سويس :”من المرجح أن ينعكس تأثير صفقة جنرال الكتريك – أليستوم، على شركات الفئة الثانية مثل أنسالدو الصينية”. ويعتقد أن شركات مثل هاربن ودونج فانج الصينيتين، اللتين تعتبران ضمن الشركات الرائدة في صناعة توربينات البخار في العالم، نظراً إلى أن الصين تشكل معظم الاستثمارات العالمية في المحطات التي تعمل بالفحم، ربما تتأثر هي الأخرى، ما يدفعها للبحث عن المزيد من عمليات الاندماج. نقلاً عن: فاينانشيال تايمز الطاقة المتجددة تستقطب نصف استثمارات توليد الكهرباء في العقدين المقبلين من أكثر الضغوطات التي تواجهها شركات صناعة توربينات الغاز، حاجتها للملاءمة مع زيادة سعة مصادر الطاقة المتجددة في الشبكة مثل الشمسية والرياح. وتشير تقديرات الوكالة الدولية للطاقة، إلى أن ما يقارب نصف استثمارات توليد الكهرباء على مدى العقدين المقبلين، ستكون في الطاقة المتجددة، بما في ذلك الطاقة الشمسية والرياح البريتين. ويرى بعض الخبراء، أن ذلك يوفر فرصاً للغاز الطبيعي، خاصة وأن أسعاره تراجعت بفضل الطفرة التي تشهدها أميركا في الغاز الصخري. ويقول روبن ويست، من المركز الاستراتيجي للدراسات الدولية في واشنطن :”في الوقت الذي نمت فيه الطاق المتجددة، زادت الأهمية أكثر فأكثر لوجود طاقة احتياطية، عندما لا تسطع الشمس وتهب الرياح. وهناك حاجة لتوافر توربينات غاز تتميز بالمرونة ويمكنها العمل بسرعة لموازنة حالة التذبذب التي تطرأ على مصادر الطاقة المتجددة”. ويترتب على الشركات، إنتاج توربينات غاز تتسم بأعلى درجة ممكنة من المرونة، يمكن استغلالها بالدرجة القصوى أو إيقافها، لتحافظ في ذات الوقت على كفاءتها عند استهلاك الوقود. وطرحت جنرال الكتريك في مارس الماضي توربين الغاز 9 أتش أيه، الذي وصفته بالأكبر والأكثر كفاءة في العالم. وبسعة إنتاج قصوى تصل إلى 470 ميجا واط، تحاول الشركة تأمين القليل من الحصة السوقية للتوربينات الكبيرة التي تسيطر عليها حتى الآن شركات تتضمن سيمنز وميتسوبيشي للصناعات الثقيلة. وتتميز توربينات جنرال الكتريك بصفتين رئيسيتين تعينهما على تحقيق مبيعات كبيرة، سرعة الإصلاح وإمكانية الوصول إلى السعة القصوى خلال 30 دقيقة فقط.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©