الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

الجبال يتحول إلى مدرب «مشهور» مع فريق «مغمور»!

الجبال يتحول إلى مدرب «مشهور» مع فريق «مغمور»!
2 أغسطس 2013 22:40
حوار - محمد سيد أحمد (أبوظبي) ـ قبل قيادته لفريق الفتح إلى لقب الدوري السعودي لكرة القدم في الموسم الماضي، كان التونسي فتحي الجبال يصنف ضمن المدربين المغمورين، وكذلك الحال بالنسبة للنادي، لكن الاثنين صنعا الإنجاز معاً، ورسما لوحة نجاح رائعة، تفتقر لها المنطقة العربية، حيث أثبتا أن الاستقرار، هو السبيل الوحيد لتحقيق النجاحات التي كتب الجبال والفتح أسطرها الأولى في تاريخ المجد، لكن المؤكد أن هذه الأسطر ليست إلا بدايات، تعقبها سطور أخرى، ونجاحات في عالم «الساحرة المستديرة» بعد أن قدم المدرب والفريق نموذجاً لم نعهده في منطقتنا العربية، باستقرار مدرب مع فريق كرة قدم لمدة دخلت عامها السابع على التوالي، ولم يتوقف خلالها صعود الفتح، عتبات النجاح، خطوة تلو الأخرى، حتى توجها بالإنجاز الأهم والأكبر في تاريخ المدرب والنادي، وهو لقب الدوري السعودي الذي ظل حكراً على الكبار لعقود طويلة. ويحل الفتح برفقه الجبال هذه الأيام ضيفاً على العاصمة أبوظبي، حيث يشارك الفريق في دورة الوحدة الدولية الثانية لكرة القدم، والتي تضم إلى جانبه والوحدة المستضيف الشباب السعودي والمنتخب الأولمبي الكويتي، والتقت «الاتحاد» مع المدرب التونسي الذي تحول من مدرب مغمور إلى مشهور تخطب وده الأندية في المنطقة، وبعروض يسيل لها «اللعاب»، لكنه فضل الاستقرار مع فريقه، لتحقيق المزيد من الإنجازات معه. وكان الجبال يتحدث دائماً عن أنه لا يخطط للفوز بالدوري، وبسؤاله عما إذا كان تحقيق البطولة «صدفة» أو مفاجأة بالنسبة له، قال: «لا أستطيع أن أقول مفاجأة أو صدفة، رغم حديثي السابق بأننا لم نكن نخطط لحصد الدوري، بل الحصول على مركز جيد في المسابقة، يتمثل في اقتحام «المربع الذهبي» وحجز مقعد للفريق في دوري أبطال آسيا، ولو سُئلت هذا السؤال في بداية الموسم، لقلت إن فوزنا بالدوري السعودي سيكون مفاجأة لي، لكن بعد نهاية الدور الأول، وتصاعد نتائج ومستوى الفريق، ارتفع سقف طموحاتنا أكثر، لذلك فإن لقب الدوري يأتي في إطار التطور الطبيعي للفريق، ومحصلة عمل وجهد من اللاعبين والإدارة والجهاز الفني». عمل مؤسسي وأضاف: «الفتح رغم أنه نادٍ صغير، إلا أنه محترف، وبه عمل مؤسسي، وهناك جدية وانضباط كبيران من اللاعبين، وهو ما جعل العمل الإداري والفني يتكامل مع ذلك، وتكون المحصلة النجاح، ولكن أعتقد أن العامل الأكثر أهمية، وهو ما لا يتوافر في منطقتنا العربية بشكل عام، وأقصد عامل الاستقرار، حيث أدخل عامي السابع مع الفريق، وهناك خطة عمل ثابتة مع إدارة النادي، حيث نضع الأهداف التي نسعى لها قبل بداية كل موسم، ونعمل عليها، ثم يأتي التقييم لها بعد نهاية الموسم، وساعدتنا هذه الاستراتيجية في العمل، وعملت الإدارة والجهاز الفني واللاعبون بروح الفريق الواحد، لنحقق أهدافنا الواحد تلو الآخر». سقف الطموحات وعن سقف الطموحات، بعد أن أصبح الفتح بطلاً للدوري، قال فتحي الجبال: «نحن نتعامل بواقعية مع المرحلة المقبلة، وندرك أن الفوز بالدوري ليس نهاية المطاف، لكن هناك الأندية الخمسة الكبيرة النصر والهلال والاتحاد والأهلي والشباب، بجانب الاتفاق، وبالطبع الفتح، وستكون المنافسة بينها قوية على لقب الدوري في النسخة المقبلة، ومن أهدافنا المهمة أيضاً الفوز بكأس «السوبر» في بداية الموسم، خلال اللقاء الذي يجمعنا بالاتحاد يوم 17 أغسطس الجاري، وأيضاً نسعى لأن نكون بين الستة الأوائل في الدوري، لكن أهم أهدافنا على الإطلاق، هو الوصول إلى ربع نهائي دوري أبطال آسيا». أجواء مثالية ويرى فتحي الجبال أن أحد أهم الأسباب التي جعلته يفضل الاستمرار مع الفتح لموسم سابع على التوالي، هو الأجواء المثالية للعمل والنظام الموجود في النادي، لكنه لم يخف أن العاطفة لعبت دوراً في بقائه مع الفتح الذي ينوي الاستمرار معه حتى نهاية فترة الإدارة الحالية بعد عامين، لأنه يسعى معها إلى تحقيق مشروع كبير، وهو تثبيت الفتح بين الأربعة الأوائل، وأن تكون له بصمة في الدوري السعودي، بحيث يكون فريقاً يحسب له ألف حساب من المنافسين، وأن يكون ممثلاً دائماً لمنطقة الأحساء. وأوضح الجبال أن ميزانية ناديه شهدت طفرة بعد الفوز في الدوري، لكنه شدد في الوقت نفسه على أن العمل لم يخرج عن إطار المألوف، لأن المنهج واضح، والنظام موجود، وليس هناك اختلاف عما كان يقوم به في السابق أو حتى المستقبل. عروض جادة واعترف فتحي الجبال بأن العروض التي انهالت عليه بعد نهاية الموسم الماضي، كان يسيل لها اللعاب، وكشف أنها كبيرة، ومن بينها 3 عروض من أندية إماراتية تلعب في دوري الخليج العربي، لم يفضل المدرب الكشف عنها بالاسم، رغب في الاستفادة من خدماته، إلى جانب اتصالات من أندية أخرى، دون أن تصل إلى مرحلة الجدية، مشيراً إلى أنه فضل الاستمرار مع الفتح، رغم أن المقابل الذي يتقاضاه ليس أكبر من العروض. تعاقدات مهمة ويرى فتحي الجبال أن التعاقدات التي أبرمها ناديه، أو ينوي القيام بها مهمة للغاية، لأنها ركزت على لاعبين يملكون الخبرة الكبيرة، وهو ما يحتاجه الفريق بالذات في دوري أبطال آسيا، وقال: «حتى الآن تم التعاقد مع الثلاثي محمد نامي من الهلال، وعبدالله الدوسري من الاتفاق، وعبدالرحمن القحطاني من النصر، وهي من أهم الصفقات التي أبرمها الفتح، بجانب أن الثلاثي سوف يفيد مشوار الفريق في الفترة المقبلة، خاصة أننا نتطلع للمضي بعيداً في دوري أبطال آسيا، وسيقوم النادي بضم 3 لاعبين آخرين في الفترة المقبلة، من بينهم مدافع عربي في خانة «الآسيوي»، ومدافع ومهاجم سعوديان والعمل ما زال جارياً لإتمام الصفقات الثلاث». البحث عن المزيد وأكد فتحي الجبال أنه يتطلع لتحقيق المزيد من الإنجازات خلال مشواره التدريبي، مشيراً إلى أن ما حققه مع الفتح، هو أهم إنجاز على الإطلاق في مشواره التدريبي، والذي قفز به إلى الأضواء والواجهة كمدرب له وزنه في سوق المدربين. وقال الجبال «كمدرب محترف لا أمانع في العمل بالدوري الإماراتي، لأنه من الدوريات القوية في المنطقة، وبه نجوم على صعيد الأجانب والمدربين، وهناك أيضاً جيل صاعد من المواطنين الذين قدموا مستويات متميزة في أولمبياد لندن، ثم مع المنتخب الأول في كأس الخليج الأخيرة بالبحرين، والتي توج بها «الأبيض»، وأعتقد أن الدوري السعودي هو الأقوى عربياً، لكن في الوقت نفسه فإن دوري الخليج العربي، يعد من الدوريات المتميزة، بفضل الإمكانيات المتوافرة فيه، والتي ذكرتها سابقاً». وأضاف: «بالنسبة لي أتطلع للعمل مع أندية كبيرة في الفترة المقبلة، ولكن كما أكدت أحرص على البقاء في الفتح على الأقل خلال العامين المقبلين، حيث سيكون المشروع الذي عملنا من أجله قد اكتمل وأصبح الفتح بين الكبار. دورة الوحدة مطلب وأكد فتحي الجبال أن الفوز بدورة الوحدة الدولية الثانية لكرة القدم مطلب لفريقه الذي يسعى دائماً لتحقيق النتائج الإيجابية، معتبراً أن فوز فريقه على الشباب في لقاء الافتتاح مثل دفعة كبيرة له في الدورة التي تمثل فرصة لتحقيق مكاسب فنية كبيرة، كما أن نادي الشباب فريق قوي ومتميز. وقال: «كنا نبحث عن 3 مباريات قوية وفرتها لنا دورة الوحدة الدولية، فالوحدة والشباب فريقان كبيران، والمنتخب الأولمبي الكويتي كذلك، يضم نخبة من اللاعبين الصاعدين في الكرة الكويتية، وأعتقد أن مباريات الدورة تلبي ما نحتاجه تماماً في هذه المرحلة من الإعداد للموسم الجديد، وأن المباريات تمثل أفضل إعداد للقاء «السوبر» أمام الاتحاد، وأن الفوز على الشباب في الافتتاح يعطي مؤشراً جيداً على أن الإعداد يسير في الطريق الصحيح. النادي النموذجي شدد فتحي الجبال على أن نادي الفتح يستحق بجدارة لقب النادي النموذجي الذي يطلق عليه، لأنه يتعامل وفق معايير احترافية متكاملة وبنظام ثابت لا يختل في أي جانب من الجوانب، مؤكداً أن الوضوح والصبر هما عاملان مهمان في تعامل إدارة النادي معه، وأن فترة 7 مواسم له مع الفتح، والتي تعتبر قياسية مقارنة بما يحدث في الدوريات العربية، تمثل أخصب فترة في حياته المهنية كمدرب. وأشار فتحي الجبالي إلى أن نماذج الاستقرار التي قدمها أو تقدمها أندية عالمية مثل السير فيرجسون مع ما نشستر يونايتد أو فينجر مع آرسنال أو غيرهما من المدربين نماذج يجب أن يحتذى بها في المنطقة العربية، لأن تحقيق البطولات يحتاج إلى صبر، وقبل ذلك الاستقرار الذي يعزز التطور في المستوى الفني، ويوفر بيئة عمل مناسبة لتحقيق الصعود والاستمرار في ذلك، ومن ثم تحقيق البطولات. محطات حافلة بالنجاح أبوظبي (الاتحاد) ـ لا يعتبر المدرب التونسي فتحي الجبال «50 عاماً» من المدربين المعروفين قبل تدريبه فريق الفتح الذي قاده من نوفمبر 2007 خلفاً للمدرب البوسني كريسبو، والفريق حينها في الدرجة الأولى، وفي السنة الثانية صعد بالفتح للمرة الأولى في تاريخه إلى دوري المحترفين، بعد أن حل وصيفاً لدوري «الأولى»، وتأهل أيضاً في العام نفسه إلى ربع نهائي كأس ولي العهد، والتي شهدت خروجه أمام الشباب بعد خسارته بهدف، وتجاوز الفتح فريق الأهلي في دور الـ16 بنتيجة 2 - 1. وفي الموسم الثالث للفتح مع الجبال أطلق عليه اسم «الحصان الأسود» في ظهوره الأول بالدوري، وحقق المركز الثامن، وشارك في كأس الملك للأبطال، وتأهل إلى نصف نهائي كأس الأمير فيصل بن فهد، ونجح في التأهل إلى ربع نهائي كأس ولي العهد، وفي السنة الرابعة نجح الفتح في البقاء وقدم نتائج متميزة في الدور الثاني. وفي الموسم قبل الماضي نجح الفتح بقيادة الجبال في تحقيق برونزية كأس الملك، ثم أخيراً في الموسم الماضي التتويج بدوري المحترفين في إنجاز غير مسبوق للنادي أو الأندية الصغيرة عموماً في الدوري السعودي. عمل فتحي الجبال في عدد من الأندية، وكانت بداية مشواره التدريبي مع الأفريقي التونسي في الفئات السنية لمدة 6 أعوام، واختياره مدرباً للمنتخب الإقليمي التونسي، بعده انتقل للتدريب في السعودية، حيث قاد سدوس والنجمة والحزم ونجران وهجر، وعام 2004 عمل مساعداً للعجلاني في تدريب الهلال. ويخطو فتحي الجبال بثبات لاحتلال نجومية المدربين العرب عبر خطوات واثقة سيكون لما يحققه من نتائج هذا الموسم دور مهم في تعزيزها.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©