يواجه العديد من المطربين العرب الموهوبين الذين فازوا من قبل في مسابقات غنائية شهيرة منها «ستار أكاديمي»، و«إكس فاكتور»، و«ذا فويس»، و«أراب ايدول»، و«أراب جود تالنت»، مصيراً مجهولاً، رغم الإشادة الجماهيرية والنقدية بأصواتهم، والرهان على أنهم سيكونون نجوم المستقبل في سوق الغناء، التي تدفع بأصوات رديئة لا تمتلك إمكانيات المواهب الغنائية الشابة التي تتخرج في هذه المسابقات.
وفي الوقت الذي يتهم فيه البعض أجهزة الإعلام وجهات الإنتاج بأنها السبب في ضياع مستقبل هذه المواهب، يرى البعض الآخر أن احتكار هؤلاء من بعض الجهات لمدة 15 عاماً هو المسؤول، خصوصاً وأنهم في هذه الحالة لا يحصدون إلا 50 في المئة من حقوقهم، ويؤكد فريق ثالث أن هؤلاء الموهوبين يتحملون الجزء الأكبر من فشلهم بسبب اختياراتهم المتخبطة، وحرصهم على مجرد التواجد فقط، إلى جانب إصابة بعضهم بالغرور والتعالي في سن مبكرة.
وقالت زيزي عادل التي تأهلت لنهائيات «ستار أكاديمي 2» مع المتسابق السعودي هشام عبد الرحمن والتونسية أماني السويسي، وتعد من المتسابقين القلائل الذين حققوا نجاحاً ملحوظاً عقب مشاركتهم في مثل هذه البرامج إن استمرار الموهوب عقب مشاركته في أي برنامج مسابقات تحتاج إلى مجهود مضاعف، خصوصاً وأن موهبته ليست الطرف الأوحد في المعادلة فلا بد لاكتمالها من وجود جهات إنتاجية وتسويقية جادة تتبنى موهبته، إلى جانب حرصه على التفوق من خلال معرفة نقاط تميزه، وقدرته على اختيار ما يناسبه في كل مرحلة عمرية، ويأتي قبل كل هذا عاملا التوفيق والقبول.
صعوبات
أما نسمة محجوب التي توجت بلقب نجمة ستار أكاديمي في دورته الثامنة، والتي واجهت صعوبات ضخمة في أول ألبوم غنائي لها، وهو ما دفع والدها المخرج علاء محجوب إلى القيام بإنتاج الألبوم على نفقته الخاصة، فطالبت زملاءها من الموهوبين والفائزين في المسابقات الغنائية بعدم الاستسلام للظروف المحيطة والمحبطة، وقالت: لا شيء يصل بالشخص إلى النجاح إلا العمل المتواصل، والصبر والإصرار على المتابعة وعدم الاستسلام، رغم أن سوق الأغنية تواجه مشاكل لا حصر لها في السنوات العشر الماضية.
وتبدي كارمن سليمان قلقها من تجربة عدد من زملائها الذين لم يحققوا النجاح المأمول عقب فوزهم في مسابقات غنائية، وقالت: لا بد أن أكون قلقة، خصوصاً أن ظروف سوق الأغنية خلال الفترة الحالية صعبة للغاية، ولكنني سأعمل على إثبات نفسي وأواصل حلمي، وسأسعى لأكون عند حسن ظن الجمهور بعدما وثق بي.
مشوار النجومية
وقال الموسيقار حلمي بكر: هذه النوعية من البرامج تعتمد على أنصاف الموهوبين الذين لا يستطيعون استكمال مشوار النجومية لأنهم سلكوا طريقاً غير شرعي، وأصحاب الموهبة الكاملة ولكنهم لا يحققون النجاح بسبب عدم وجود خطة مدروسة لهم، لأن النجاح في هذه البرامج يكون بداية فقط، والأهم كيفية استكمال هذه البداية بصورة سليمة.
وقل: إن القنوات التي ترعى هذه البرامج يهمها في المقام الأول العائد المادي وليس العائد للنجم، وينبغي على الإعلام أن يتولى صناعة النجوم، خصوصاً أن الإذاعة في وقت من الأوقات كانت صانعة للنجوم.
أما الموسيقار محمد سلطان فشبه صناعة النجم ببناء العمارة التي تحتاج إلى تخطيط، وقال: الموهوب لن يصبح نجماً بين يوم وليلة لمجرد فوزه في مسابقة غنائية، حيث يجب أن تتوافر فيه بعض الصفات التي تؤهله لذلك، ولا يتوقف الأمر فقط على النجاح والشهرة التي تحققها هذه البرامج، والدليل أن كل من ظهر في هذه البرامج لم يصبح نجماً.
وقال: المسألة تحتاج إلى جدية، والنجم لا بد أن يساهم في صناعة نفسه إذا كان يملك موهبة كبيرة، ولديه شيء مميز يجعل الكل يلتف حوله، خصوصاً أن المشوار طويل، والدليل أننا إذا نظرنا إلى مشوار النجوم السابقين أو الحاليين فسنجد وراءهم تاريخاً طويلاً، وليس مجرد نجاح في برنامج مسابقات واحد.
وطالب الإعلامي وجدي الحكيم تنظيم مسابقات حقيقية بعيدة عن الأهداف التجارية والمجهولة التي تشوب برامج المسابقات.
وقال: البرامج الحالية تعتمد على الإثارة، فكل بلد يتحمس لصالح ابنه، وتكمن القيمة في اختيار النجوم في تجاوزهم الاختبار بشهادة من اللجان الموثوق بها، أما أن تتحول المكالمات من الأقارب والأصدقاء إلى الفيصل في الحكم، فهذا غير صحيح، بدليل أن هذه الأصوات لم تقدم أي شيء على الإطلاق عقب فوزها.
صناعة النجم
وأكد الموسيقار هاني مهنا أن صناعة النجم ليست مجرد مسابقة فقط، وقال: ما يحدث في البرامج ليس صناعة للنجم، ولكنه تحايل على الكسب، لأنه يفترض أن يلي هذه المسابقات تسلم هؤلاء النجوم لكي يتولوهم بالدراسة، وعمل أغان وألبومات، وليس مجرد تحقيق إيرادات من التصويت والرعاة، من دون الاهتمام بمصير النجم.
برامج المسابقات الغنائية التي أقيمت طوال الأعوام الماضية كشفت عن العديد من الموهوبين الذين تأرجح نجاحهم بين التفوق والتراجع، ومن هؤلاء شادي شامل، ومروة نصر، ومحمد عطية، وميرهان حسين، وهاني حسين، وسالي أحمد، وشاهيناز ضياء الدين، ورندا حافظ، ومحمد قماح، وياسر عبد المنعم، وراقية إبراهيم، وميسون صدقي، وأحمد مصطفى، وآية عبد الرؤوف ومحمد سراج، ومحمود شكري، ورانيا الجزار، وأحمد عزت.
عدد اليوم
