الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

التعاون الأميركي الروسي في الفضاء

2 أغسطس 2013 22:32
كيفن ريان - مدير مشاريع الدفاع والاستخبارات في مركز بيلفر بجامعة هارفرد سايمون سرادزيان - زميل مركز بيلفر ومراسل سابق لـ«سبايس نيوز» في موسكو العلاقات بين الولايات المتحدة وروسيا اليوم تذكّر المرء بالعبارة الشهيرة: «لقد وصلنا إلى القاع؛ ومع ذلك واصلنا الحفر». فسواء حول مواضيع مثل إيريك سنودن أو سوريا وإيران، يبدو أن الولايات المتحدة وروسيا ينتهي بهما المطاف حول معظم المشاكل الرئيسية إلى طرفي نقيض. غير أن ذلك الاتجاه يمكن أن ينعكس بسرعة، على الأقل بخصوص موضوع خلافي واحد. وفي التاسع من أغسطس الجاري، يرتقب أن يلتقي وزيرا الدفاع والخارجية الروسيان مع نظيريهما الأميركيين في واشنطن؛ حيث سيحاولون إيجاد «أمور قابلة للتحقق» من أجل القمة التي من المزمع أن تجمع بين الرئيس الأميركي أوباما ونظيره الروسي بوتين في سبتمبر المقبل؛ حيث سيلتقي الرئيسان قبل قمة مجموعة العشرين في مدينة سانت بيترسبرج الروسية يومي الخامس والسادس من سبتمبر. وحسب نائب وزير الدفاع الروسي أناتولي أنتونوف، فإن اجتماع أغسطس سيركز على الدفاع الصاروخي الذي يعتبر موضوعاً شائكاً ومثيراً للخلاف بين البلدين، وأوقف مبادرات جديدة تتعلق بالأمن والحد من التسلح، حيث تؤكد الولايات المتحدة أن مشروع درعها الصاروخي المقترح في أوروبا يهدف إلى الحماية من صواريخ إيرانية طويلة المدى فقط. لكن موسكو تعارض ذلك وتقول إنه يمكن أن يُستعمل ضدها. غير أنه في تصريحات خلال اجتماع لحلف شمال الأطلسي (الناتو) في الرابع والعشرين من يوليو الماضي، قد يكون أنتونوف أشر على مرونة روسية جديدة، وذلك لأنه لم يجدد مطالبة روسيا الطويلة بضمانات ملزمة قانونياً بألا تُضعف الدفاعات الصاروخية الأميركية القوةَ النووية الاستراتيجية لروسيا. وبالمقابل، دعا إلى وثيقة أميركية روسية تضمن عدم استعمال مساهمات وزارة الدفاع الروسية في مشروع تعاوني حول الدفاع الصاروخي، ضد روسيا في أي وقت. وقال أنتونوف في هذا الصدد: «إننا ملزَمون بكل بساطة بإيجاد حلول للمشاكل التي تقسّمنا». والواقع أنه على مر السنوات، اقترح الرؤساء الأميركيون والروس أشكالا مختلفة للتعاون بخصوص الدفاع الصاروخي من أجل بناء الثقة وتحسين الأمن، لكنهم فشلوا في إيجاد طريقة لتطبيق أفكارهم. وللتوصل إلى اتفاق بشأن الدفاع الصاروخي، يتعين على أوباما وبوتين اتباع نموذج تعاون بينهما في الفضاء لتنفيذ ذلك الاتفاق. لقد كان الفضاء وعلم الصواريخ في صميم المنافسة الاستراتيجية الأميركية الروسية خلال عقدي الخمسينيات والستينيات؛ ولم يكن أحد يتصور وقتئذ أن يتقاسم البلدان كأس عصير، ناهيك عن تكنولوجيات الفضاء الحساسة. لكن تدريجياً، ومع إذن وتوجيه من القمة، بدأ البلدان التعاون في الفضاء. وعندما وضعت الحرب الباردة أوزارها وتقلصت ميزانيات الدفاع على الجانبين، تحول مجال اكتشاف الفضاء من المواجهة إلى التعاون. وقد كان السبب اقتصادياً في المقام الأول؛ حيث وجدت روسيا والولايات المتحدة أنهما معاً تستطيعان القيام بما لا تستطيعان القيام به بشكل منفصل. الحقائق السياسية والتقنية اليوم تحول دون نظام دفاع صاروخي أميركي روسي مشترك بالكامل، غير أن مجرد مستوى متواضع من التعاون يمكن أن يتيح دفاعاً أفضل وأرخص لكلا الجانبين. والأكيد أن الطريقة التي غيّرت بها الولايات المتحدة وروسيا تنافسهما الفضائي إلى تعاون، يمكن أن تكون نموذجاً لتغيير العلاقة في الدفاع الصاروخي. وفي ما يلي خمس خطوات يمكن للحكومات أن تستعيرها من التعاون في الفضاء. - تحديد أهداف مشتركة: ما كان يمكن للولايات المتحدة وروسيا أن تحققا التعاون في الفضاء لو أنهما لم تتفقا على أهداف مشتركة، مثل بناء المحطة الفضائية الدولية. وعليه، فينبغي على موسكو وواشنطن أن تركزا على الهدف المشترك المتمثل في الحماية من تهديدات الصواريخ الباليستية. - مواءمة الأجهزة: في 1992، أنشأت موسكو وكالة الفضاء الروسية، موفرةً بذلك نظيراً لوكالة «ناسا» الأميركية. واليوم، ينبغي على روسيا أن تقوم بالشيء نفسه بالنسبة لوكالة الدفاع الصاروخي الأميركية. - وضع أطر قانونية: بدءاً من عام 1992، سمحت الاتفاقات القانونية بأول عملية إطلاق لقمر اصطناعي أميركي على صاروخ روسي ورسو مركبات مكوكية أميركية في المحطة الفضائية الروسية. واليوم، هناك حاجة إلى اتفاقات مماثلة من أجل تمكين الشركات من الجانبين من المجازفة بالمال في تعاون الدفاع الصاروخي. - إزالة القيود عن تقاسم التكنولوجيا: تستطيع الولايات المتحدة وروسيا الاستفادة من تقاسم التكنولوجيا في مجال الدفاع الصاروخي إذا وافقت الحكومتان على فتح الباب أمام الصناعة لمواصلة التعاون. وقد تحقق هذا الأمر في الفضاء بالنسبة لبعض من الشركات نفسها التي تقوم بالدفاع الصاروخي. - بحث التعاون الثنائي بهدف خفض التكلفة: لقد وجدت الشركات الأميركية والروسية في مجال التكنولوجيا العالية طرقاً للتعاون عندما تحررت وسمحت لها حكوماتها بالقيام بذلك. فنجحت في خفض التكاليف بالتوازي مع حماية الأسرار الوطنية والصناعية. وبالتالي، فإنها تستطيع الشيء نفسه حالياً بخصوص الدفاع الصاروخي. إن أحلك الأوقات هو ذلك الذي يأتي قبيل الفجر. وقد تكون هذه هي المرة التي يمارس فيها الرئيسان الزعامة حقاً؛ والأكيد أن التعاون في مجال اكتشاف الفضاء يُظهر أن العلاقة بين البلدين ليس مكتوباً عليها أن تبقى في القعر. ينشر بترتيب خاص مع خدمة «كريستيان ساينس مونيتور»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©