«الإيثانول» يرفع الطلب على الذرة في الولايات المتحدة

تستهلك مصافي الإيثانول بالولايات المتحدة مقداراً من محصول الذرة المحلي أكثر مما تستهلكه المواشي والدواجن منه للمرة الأولى، الأمر الذي يبرز مدى إسهام صناعة الوقود الحيوي المدعومة من الحكومة الأميركية في زيادة الطلب على الذرة بشكل حاد. وتتوقع وزارة الزراعة الأميركية، أنه من بداية عام 2011 إلى 31 أغسطس 2011 سيكون منتجو الإيثانول قد استهلكوا 5,05 مليار بوشيل “البوشيل يساوي نحو 32,5 لتر أو 8 جالونات” من الذرة أو أكثر من 40% من محصول العام الماضي. بينما يشكل الطلب على علف الحيوان وبواقي الحبوب 5 مليارات بوشيل. تأتي هذه الأرقام المسجلة في أكبر دولة منتجة ومصدرة للذرة في العالم، وهي الولايات المتحدة وسط خضوع قطاع الوقود الحيوي للمراقبة المتزايدة والقلق المتنامي من تضخم أسعار الأغذية. وكانت مجموعة الدول العشرين الاقتصادية الكبرى في شهر يونيو الماضي قد دعت في أول تصريح رسمي لها في الشأن الزراعي إلى تقليص استخدام الوقود الحيوي. وفي الولايات المتحدة، توصل مجلس الشيوخ إلى اتفاقية ابتدائية حول تقليص الدعم الضريبي لصناعة الإيثانول المحلية رغم استمرار اللوائح التي تلزم المصانع المعنية بخلط الإيثانول بالوقود الأحفوري. وقال لوك تشاندلر رئيس البحوث الزراعية العالمية في رابو بنك: “إنه بمثابة منعطف خطير”. بل تتوقع وزارة الزراعة الأميركية أن تستخدم شركات الإيثانول العام المقبل 100 مليون بوشيل أخرى من الذرة. وخفضت وزارة الزراعة الأميركية من توقعات طلب علف الذرة ومنتجاته الثانوية بمقدار 150 بوشيل فيما زادت توقعات الطلب على الإيثانول بمقدار 50 مليون بوشيل ما يعزى إلى زيادة هوامش أرباح منتجي الذرة، بحسب جيري نورتون محلل الحبوب بوزارة الزراعة الأميركية. يذكر أن بعض الذرة المستخدمة في صناعة الإيثانول سيعود إلى إمدادات الغذاء على شكل علف حيواني وزيت ذرة. ورغم أسعار الذرة التي ارتفعت بنسبة 90% عن عام مضى ينتظر أن يبلغ إنتاج الإيثانول بالولايات المتحدة رقماً قياسياً يقدر بنحو 13,7 مليار جالون هذا العام، بحسب جمعية الوقود المتجدد. يذكر أن فائض إنتاج الإيثانول تم تصديره إلى خارج الولايات المتحدة بما يشمل البرازيل التي تعد أكبر منتج إيثانول من السكر في العالم. وتقول صناعة اللحوم وبعض خبراء البيئة وجماعات المحافظة عليها، إن تزايد استهلاك الذرة من قبل مصافي الإيثانول بما يشمل شركتي ارتشر دنيالز ميدلند وبويت اند فاليرو اينرجي قد عمل على زيادة أسعار الأغذية العالمية. نقلاً عن: “فاينانشيال تايمز”