الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

كافل اليتيم مع سيد المرسلين في الجنة

كافل اليتيم مع سيد المرسلين في الجنة
5 أغسطس 2011 22:32
اهتم الإسلام باليتيم خاصة وأن نبي الله محمدا - صلى الله عليه وسلم - خير البشرية وخاتم المرسلين كان يتيماً وحرم الإسلام أخذ مال اليتيم والإضرار به وحث على المحافظة عليه وعدم معاملة اليتيم بقسوة وشدة. ويقول الدكتور محمد نبيل غنايم - رئيس قسم الشريعة الإسلامية بكلية دار العلوم جامعة القاهرة -: قال تعالى في سورة البقرة: ( ويسألونك عن اليتامى قل إصلاح لهم خير وإن تخالطوهم فإخوانكم والله يعلم المفسد من المصلح ولو شاء الله لأعنتكم إن الله عزيز حكيم) “آية، 220”، جاء في تفسير السعدي أنه لما نزل قوله تعالى: (ولا تقربوا مال اليتيم إلا بالتي هي أحسن حتى يبلغ أشده وأوفوا بالعهد إن العهد كان مسؤولا)”الإسراء، 34”، و(إن الذين يأكلون أموال اليتامى ظلماً إنما يأكلون في بطونهم ناراً وسيصلون سعيرا) “النساء، 10”، أمر الله بالمحافظة على أموال اليتيم وعدم التعرض لها بسوء وعد ذلك من كبائر الذنوب ورتب عليه أشد العقاب فشق ذلك على المسلمين وعزلوا طعامهم عن طعام اليتامى خوفاً على أنفسهم من تناولها فأنزل الله تعالى: (ويسألونك عن اليتامى) وسألوا النبي - صلى الله عليه وسلم - عن ذلك فأخبرهم الله تعالى أن المقصود إصلاح أموال اليتامى بحفظها وصيانتها والإتجار فيها وإن خالطهم الناس في طعامهم أو غيره فهذا جائز على وجه لا يضر باليتيم لأنهم إخوانكم ومن شأن الأخ مخالطة أخيه والمرجع في ذلك إلى النية والعمل. فمن علم الله من نية الإنسان أنه مصلح لليتيم وليس له طمع في ماله فلو دخل عليه شيء من غير قصد لم يكن عليه إثم ومن علم الله من نيته أن قصده بالمخالطة التوصل إلى أكل أموال اليتامى فذلك إثم. مخالطة الأيتام تدل هذه الآية على جواز أنواع المخالطات للأيتام في المآكل والمشارب والعقود وغيرها وهذه الرخصة لطف من الله تعالى وإحسان وتوسعة على المؤمنين والله تعالى لم يشرع لعباده شيئاً مجرداً عن الحكمة فلا يأمر إلا بما فيه مصلحة خالصة ولا ينهى إلا عما فيه مفسدة خالصة لتمام حكمته ورحمته. ولما أذن الله عز وجل في مخالطة الأيتام بقصد الإصلاح بالنظر إليهم كان ذلك دليلاً على جواز التصرف في مال اليتيم كتصرف الوصي في البيع والقسمة وغير ذلك من باقي المعاملات، فإذا كفل الرجل اليتيم كانت الكفالة ولاية عامة وعلى ولي اليتيم أن يعلمه أمر الدنيا والآخرة ويستأجر له ويؤاجره ويعلمه الصناعات وإذا وهب لليتيم شيء فللوصي أن يقبضه لما فيه من الإصلاح. وفضل كفالة اليتيم يعود على الكافل بالخير الجزيل والفضل العظيم في الحياة الدنيا والآخرة ويساهم في بناء مجتمع سليم خال من الحقد والكراهية وحفظ ذرية الكافل وقيام الآخرين بالإحسان إلى أبنائه وإكرام اليتيم دليل على محبة الرسول - صلى الله عليه وسلم - كونه عاش يتيما ويجعل البيت الذي فيه اليتيم من خير بيوت المسلمين ومصاحبة الرسول - صلى الله عليه وسلم - في الجنة ويدل على طبع سليم وفطرة نقية وقلب رحوم وترقيق القلب وإزالة القسوة عنه ويزكي مال المسلم. وقد وردت آيات كثيرة تؤكد أهمية معاملة اليتيم بالحسنى قال تعالى: (أرأيت الذي يكذب بالدين* فذالك الذي يدع اليتيم* ولا يحض على طعام المسكين)”الماعون 1 - 3”، وعد الله عز وجل من صفات الذين يكذبون بالبعث والجزاء أنهم يدفعون اليتيم بعنف وشدة لقساوة قلوبهم وأنهم لا يرجون ثوابا ولا يخشون عقاباً ولا يحضون غيرهم على إطعام المسكين فكيف لهم أن يطعموه بأنفسهم. وجاءت السنة النبوية لتؤكد أهمية معاملة اليتيم فكان الرسول - صلى الله عليه وسلم - أرحم الناس باليتيم وأشفقهم عليه حتى قال: “أنا وكافل اليتيم في الجنة هكذا وأشار بالسبابة والوسطى وفرج بينهما شيئاً وعد الرسول صلى الله عليه وسلم أكل مال اليتيم من السبع الموبقات فقال: “اجتنبوا السبع الموبقات”، قالوا: يا رسول الله وما هن؟ قال: “الشرك بالله والسحر وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق وأكل الربا وأكل مال اليتيم والتولي يوم الزحف وقذف المحصنات المؤمنات الغافلات” ونهى الرسول - صلى الله عليه وسلم - من كان من الصحابة ضعيفاً عن أن يتولى مال اليتيم. وقال - صلى الله عليه وسلم -: “ألا من ربى يتيما له مال فليتجر به ولا يتركه حتى تأكله الصدقة”. خير بيت وقد أثنى الرسول - صلى الله عليه وسلم - على بيت فيه يتيم يحسن إليه فقال: “خير بيت في المسلمين بيت فيه يتيم يحسن إليه، وشر بيت في المسلمين بيت فيه يتيم يساء إليه”. وقال - صلى الله عليه وسلم -: “من عال ثلاثة من الأيتام كمن قام ليله وصام نهاره وغدا وراح شاهراً سيفه في سبيل الله وكنت أنا وهو في الجنة أخوين كهاتين والصق إصبعيه السبابة والوسطى”. كما جعل الإحسان إلى اليتيم علاجاً لقسوة القلب فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رجلا شكا إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قسوة قلبه فقال أمسح رأس اليتيم وأطعم المسكين”. ونهى الإسلام عن التبني وهو أن يتخذ الرجل يتيماً ويجعله كأحد أبنائه من صلبه ويدعى باسمه، وهذا كان من فعل الجاهلية الأولى حتى أن أسماءهم ارتبطت ببعض الصحابة كالمقداد بن الأسود، حيث إن اسم أبيه عمرو، ولكنه يقال له ابن الأسود باسم الذي تبناه. وظل كذلك في أول الإسلام حتى حرم الله ذلك في قصة زيد بن حارثة وكان يدعى زيد بن محمد وزوجاً لزينب بنت جحش فطلقها زيد. وفي هذا أنزل الله قوله تعالى: (وإذ تقول للذي أنعم الله عليه وأنعمت عليه أمسك عليك زوجك واتق الله وتخفي في نفسك ما الله مبديه وتخشى الناس والله أحق أن تخشاه فلما قضى زيد منها وطرا زوجناكها لكي لا يكون على المؤمنين حرج في أزواج أدعيائهم إذا قضوا منهن وطرا وكان أمر الله مفعولا) “الأحزاب، 37”. تحريم التبني قد حرم الله تعالى التبني لأن فيه تضييعاً للأنساب وقد أُمرنا بحفظ أنسابنا عن أبي ذر رضي الله عنه أنه سمع النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول:”ليس من رجل أدعى لغير أبيه وهو يعلمه إلا كفر ومن أدعى قوماً ليس له فيهم نسب فليتبوأ مقعده من النار”. لأن فيه تحريماً لما أحل الله وإباحة لما حرم.
المصدر: القاهرة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©