البركة

بين حين وآخر تسمع من الآخرين طرفاً من حياتهم فالبعض يشتكي أن المال الذي لديه لا يكفي مع أن راتبه كذا وكذا وآخر يقول إن اليوم يمر عليه ولا يشعر به ولم ينجز شيئاً وآخر عنده كذا من الأبناء ولكن لا يشعر بوجودهم وآخر من زوجه. وبالمقابل تجد من لديه دخل يسير ولكنه مستقر الحال، وآخر يشعر أنه منجز لعمله وأن الوقت كافيه، وآخر لديه بنت واحدة تخدمه وتقوم بأمره. ولئن سألت عن السبب لوجدت أن من الأجوبة وجود البركة وعدمها! فماهي البركة؟ البركة: هي ثبوت الخير الإلهي في الشيء، فإنها إذا حلت في قليل كثرته، وإذا حلت في كثير نفع. وأما الأسباب الجالبة لها؟ ?1: تقوى الله عز وجل، قال تعالى: (ومن يتق الله يجعل له مخرجاً، ويرزقه من حيث لا يحتسب) 2: الدعاء، فمن ذلك ما علمنا صلى الله عليه وسلم أن ندعو للمتزوج فنقول: “بارك الله لك، وبارك عليك، وجمع بينكما في خير” (الترمذي)، (مسلم). وقال - صلى الله عليه وسلم: “من نزل به حاجة فأنزلها بالناس كان قمنا أن لا تسهل حاجته، ومن أنزلها بالله تعالى أتاه الله برزق عاجل أو بموت آجل” (أحمد). ?3: عدم الشح والشره في أخذ المال: قال صلى الله عليه وسلم لحكيم بن حزام: “يا حكيم إن هذا المال خضرة حلوة فمن أخذه بسخاوة نفس بورك له فيه، ومن أخذه بإشراف نفس لم يبارك له فيه، كالذي يأكل ولا يشبع” (مسلم). ?4: الصدق في المعاملة قال: “البيعان بالخيار ما لم يتفرقا، فإن صدقا وبينا بورك لهما في بيعهما، وإن كتما وكذبا محقت بركة بيعهما” (البخاري). ?5. صلة الأرحام قال صلى الله عليه وسلم: (من أحب منكم أن يُبسط له في رزقه وأن يُنسأ له في أثره وأن يزاد له في عمره فليصل رحمه). 6. الاجتماع على الخير: قال صلى الله عليه وسلم (يد الله مع الجماعة) ?7: التوكل على الله عز وجل: قال - صلى الله عليه وسلم -: “لو أنكم توكلتم على الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير، تغدو خماصا وتروح بطانا” (أحمد). 8: الصدقة قال تعالى: (وما أنفقتم من شيء فهو يخلفه) وفي الحديث القدسي: قال الله تبارك وتعالى: (يا ابن آدم أنفق، أُنفق عليك” (مسلم). 9: البعد عن المال الحرام قال تعالى (يمحق الله الربا ويربي الصدقات). 10: الشكر والحمد لله على نعمه قال سبحانه (لئن شكرتم لأزيدنكم) .?11: المداومة على الاستغفار؛ لقوله تعالى: (فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفارا، يرسل السماء عليكم مدرارا، ويمددكم بأموال وبنين ويجعل لكم جنات ويجعل لكم أنهارا). 12- التخطيط الجيد: فمن وضع برنامجا لحياته في شأنه كله فسيوفق في إيجاد الحياة المستقرة.