السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

البلوى تصيب عثمان بن عفان ويقتل مظلوماً

2 أغسطس 2013 21:48
القاهرة (الاتحاد) - تنبأ النبي بمقتل عثمان بن عفان، وأنه سيقتل مظلوماً وروى ابن عمر قال ذكر رسول الله، صلى الله عليه وسلم، فتنة، فمر رجل فقال «يقتل فيها هذا المقنع يومئذ مظلوماً»، قال فنظرت فإذا هو عثمان بن عفان وعن أبي موسى الأشعري، قال انطلقت مع النبي، فدخل حائطاً للأنصار، فقال لي «يا أبا موسى أملك على الباب فلا يدخلن على أحد إلا بإذن، فجاء رجل يضرب الباب، فقلت من هذا فقال أبو بكر فقلت يا رسول الله هذا أبو بكر يستأذن قال ائذن له وبشره بالجنة فدخل وبشرته بالجنة وجاء رجل آخر فضرب الباب، فقلت من هذا فقال عمر فقلت يا رسول الله هذا عمر يستأذن قال افتح له وبشره بالجنة ففتحت الباب ودخل وبشرته بالجنة فجاء رجل آخر فضرب الباب فقلت من هذا قال عثمان فقلت يا رسول الله هذا عثمان يستأذن قال افتح له وبشره بالجنة على بلوى تصيبه». أفضل الناس كان، رضي الله، عنه في الجاهلية من أفضل الناس في قومه، ثري عريض الجاه، شديد الحياء، لم يسجد لصنم قط، ولم يقترف فاحشة، ولم يشرب خمراً وكان من السابقين الصادقين القائمين الصائمين المنفقين في سبيل الله، شهد له رسول الله، صلى الله عليه وسلم، بالجنة، وزوجه بابنتيه رقية ثم أم كلثوم، وهو أحد العشرة المبشرين، وثالث الخلفاء الراشدين معدود في البدريين مع أنه لم يحضر المعركة؛ لأن النبي أمره أن يتخلف على زوجته رقية وهي مريضة وضرب له بسهمه وأجره. قام بنفسه وماله في واجب النصرة، اشترى بئر رومة بعشرين ألفاً وتصدق بها، كما ابتاع توسعة المسجد النبوي بخمسة وعشرين ألفاً وجهز جيش العسرة بتسعمائة وخمسين بعيراً وخمسين فرساً فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «ما ضر عثمان ما عمل بعد اليوم» واختصه الرسول بكتابة الوحي. إثارة الفتنة وأراد بعض الحاقدين على الإسلام وفي مقدمتهم اليهود إثارة الفتنة للنيل من وحدة المسلمين ودولتهم، فأخذوا يثيرون الشبهات حول سياسة عثمان وحرضوا الناس في مصر والكوفة والبصرة على الثورة، فانخدع بقولهم بعض من غرر به، وساروا معهم نحو المدينة لتنفيذ مخططهم، وقابلوا الخليفة وطالبوه بالتنازل، فدعاهم إلى الاجتماع بالمسجد مع كبار الصحابة وغيرهم من أهل المدينة، وفند مفترياتهم وأجاب على أسئلتهم، فرجعوا إلى بلادهم لكنهم أضمروا شراً وتواعدوا على الحضور ثانية إلى المدينة لتنفيذ مؤامراتهم التي زينها لهم عبدالله بن سبأ اليهودي الأصل والذي تظاهر بالإسلام. قالوا إن عثمان أخذ الخلافة بغير حق واتهموه بالميل إلى أقاربه وتقليدهم للمناصب وأنه ولى على أهل مصر عبدالله بن سعد بن أبي السرح فشكوه إليه، فولى عليهم محمد بن أبي بكر الصديق باختيارهم له، وكتب لهم العهد، وخرج معهم مدد من المهاجرين والأنصار ينظرون فيما بينهم وبين ابن أبي السرح، فلما كانوا على ثلاثة أيام من المدينة، إذ بغلام على راحلته ومعه كتاب مفترى، وعليه خاتم عثمان، إلى ابن أبي السرح يحرضه ويحثه على قتالهم إذا قدموا عليه، فرجعوا به إلى عثمان فحلف لهم أنه لم يأمره ولم يعلم من أرسله. ?ولما حلف لهم عثمان طلبوا منه أن يسلمهم مروان بن الحكم لأنه قيل إنه هو الذي زور الكتاب فأبى عليهم، فطلبوا منه أن يخلع نفسه فأبى، لأن النبي كان قد قال له: «لعل الله أن يلبسك قميصاً فإن أرادوك على خلعه فلا تخلعه». الشهادة اجتمع نفر من أهل مصر والكوفة والبصرة وساروا إليه، فأغلق بابه دونهم، فحاصروه عشرين أو أربعين يوماً، وكان يشرف عليهم ويذكرهم سوابقه في الإسلام، والأحاديث المتضمنة للثناء عليه والشهادة له بالجنة، فيعترفون بها ولا ينكفون عن قتاله وكان يقول إن رسول الله عهد إليّ عهدا فأنا صابر عليه «إنك ستبتلى بعدي فلا تقاتلن». دخلوا عليه فقتلوه، والمصحف بين يديه فوقع شيء من دمه عليه، وكان ذلك صبيحـة عيد الأضحـى سنة 35 هـ في بيته بالمدينة وكان قتله أول فتنة انفتحت بين المسلمين فلم تنغلق إلى اليوم. قال الحافظ الذهبي هاجت رؤوس الفتنة والشر، وأحاطوا به وحاصروه ليخلع نفسه من الخلافة، وقاتلوه فصبر، وكف نفسه وعبيده حتى ذبح صبرا في داره والمصحف بين يديه وزوجته نائلة عنده، وتسور عليه أربعة أنفس، وقتلوه.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©