الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

سفينة الصحراء.. التأمل في خلقها مدخل للإيمان بقدرة الخالق وبديع صنعه

سفينة الصحراء.. التأمل في خلقها مدخل للإيمان بقدرة الخالق وبديع صنعه
2 أغسطس 2013 21:48
الجمل حيوان عظيم النفع للإنسان فهو يستخدمه في أداء كثير من الأعمال الشاقة، يقوم بحمل الركاب، ونقل الأمتعة، وتعتبر الجمال من أهم الحيوانات التي يستفيد الإنسان من لحمها ولبنها ووبرها وجلودها، وارتبط الجمل عبر التاريخ بحياة البادية، واشتهر بدوره في الرحلات والأسفار بصفته سفينة للصحراء،ولعب دوراً مهماً، حيث اعتمد عليه أهلها في حياتهم اليومية ، نظراً لتعدد منافعه وما عرف عنه من ألفةوارتباط بالإنسان . أحمد محمد (القاهرة) - الجمل هو أقدم حيوان أليف عرفه العرب منذ فجر التاريخ، وعندما جاء الإسلام لفت القرآن الكريم أنظار العرب إلى هذا المخلوق العجيب الذي يعرفونه جيداً، فهو رفيقهم في الأسفار والرحلات وقوافل التجارة، وهم أهل الإبل وأعرف الناس بها، فقال تعالى: (أفلا ينظرون إلى الإبل كيف خلقت)، «الغاشية: الآية 17»، تلك عجائب قدرة الله في الإبل ليتدبروا ويتفكروا في خلقها على هذه الصورة المتناسقة مع البيئة التي تعيش فيها فيخص سبحانه وتعالى الإبل من بين مخلوقاته الحية، ويجعل النظر إلى كيفية خلقها أسبق من التأمل في كيفية رفع السماوات ونصب الجبال وتسطيح الأرض، ويدعو إلى أن يكون النظر والتأمل في هذه المخلوقات مدخلاً إلى الإيمان الخالص بقدرة الخالق وبديع صنعه. وذكر علماء الحيوان سبعين معجزة في خلق الإبل، وهذا مما اكتشفوه ومكنهم الله من معرفته من صفاتها وأخلاقها. منافع ثم جاء التعميم حول فوائد الأنعام ومن بينها الإبل في قوله تعالى: (والأنعام خلقها لكم فيها دفء ومنافع ومنها تأكلون، ولكم فيها جمال حين تريحون وحين تسرحون، وتحمل أثقالكم إلى بلد لم تكونوا بالغيه إلا بشق الأنفس إن ربكم لرؤوف رحيم)، وقال سبحانه: (والبدن جعلناها لكم من شعائر الله لكم فيها خير فاذكروا اسم الله عليها صواف فإذا وجبت جنوبها فكلوا منها وأطعموا القانع والمعتر كذلك سخرناها لكم لعلكم تشكرون)، «الحج: الآية 36». فلبن الإبل أعجوبة من الأعاجيب، حيث تحلب الناقة لمدة عام كامل في المتوسط بمعدل مرتين يومياً، كما يكون مذاقه في بعض الأوقات مثل مذاق المياه والمعجزة الكبرى التي تحسب لهذا اللبن أنه يستخدم في علاج مرض السرطان الذي وقفت أمامه العديد من الأدوية عاجزة، وقال الرازي لبن اللقاح يشفي أوجاع الكبد وفساد المزاج. الحليب ومن إعجاز هذا الحليب أنه يحتفظ بجودته وقوامه لمدة 12 يوماً في درجة حرارة 4 مئوية على عكس أنواع الحليب مثل الأبقار والجاموس والماعز والأغنام الذي يحتفظ بخواصه تحت الظروف نفسها لمدة لا تزيد على يومين. والعجيب كما أثبتت الأبحاث العلمية أنها تحتوي على أقل نسبة دهون ومواد تقاوم السموم والبكتريا ونسبة كبيرة من الأجسام المناعية المقاومة للأمراض، خاصة التهابات الأمعاء ويتفوق حليب الإبل بمحتواه العالي من أملاح الكالسيوم، والماغنسيوم، والبوتاسيوم، والصوديوم، والحديد، والمنجنيز، والنحاس، والزنك، ولذا فهو يفيد المرضى الذين يعانون فقر الدم وضعف العظام والأطفال وكبار السن وتعد ألبان الإبل بديلاً غذائياً جيداً للفواكه والخضراوات وعلاجاً للعديد من الأمراض مثل الحمى والتهاب الكبد الوبائي وفقر الدم والأمراض الباطنية كقرحة المعدة والقولون. وقد اشتكى بعض الناس إلى النبي، صلى الله عليه وسلم، مرضاً أصاب بطونهم، فأمرهم بأن يشربوا من ألبان الإبل وأبوالها ففعلوا، فشفوا بإذن الله. البروتين وتنتج الإبل البروتين الحيواني بكميات كبيرة وبتكاليف إنتاج أقل من جميع أنواع الحيوانات الأخرى، فهي لها القدرة على تحويل الشوك والنباتات الفقيرة الجافة إلى أفضل أنواع البروتين ومن مميزات اللحم الجملي أنه يحتوى على كمية كبيرة من الصوديوم، إضافة لانخفاض نسبة البوتاسيوم به وارتفاع نسبة الكالسيوم في عضلة الفخذ فقط في اللحم الجملي. ويعد اللحم الجملي من أهم مصادر البروتين الحيواني الذي يحتوي على نسبة قليلة من الكولسترول؛ لذلك ينصح باستهلاكه للأشخاص الذين يعانون اضطرابات القلب والشرايين وأثبتت دراسة علمية أن لحوم الإبل تقي من السكتة القلبية ومحاربة الالتهابات خاصة لكبار السن، كما يعد لحم الإبل ضرورياً لصحة العضلات ومنع ترهلها، فضلاً عن أنها لا تحتوي على كميات كبيرة من الدهن المشبع بالكولسترول. ووبر الإبل يستخدم في صنع الثياب والأغطية والفرش والخيام، ويصنع من جلود الإبل الملابس الجلدية والأحذية والحقائب، ويتميز جلد الجمل بقوته وسماكته وجودته العالية. الجمل الأعرابي وحتى أبوال الإبل لها فوائد، قال صاحب القانون ابن سينا، وأنفع الأبوال بول الجمل الأعرابي، وهو النجيب، وتستخدم في علاج الجهاز الهضمي، وأثبتت الأبحاث فاعليتها في القضاء على الأحياء الدقيقة كالفطريات والخمائر والبكتريا ويستخدمها أهل البادية كعلاج لبعض الأمراض الشائعة لديهم منها علاج المعدة وهو علاج للدمامل والجروح والتهاب اللثة والأسنان عن طريق المضمضة، كما أن غسل العيون ببول البكرة البكر التي ترعى في الصحراء يقضي على الكثير من التهابات العيون. يذكر الإمام الدميري في كتابه «حياة الحيوان الكبرى» أن البدوي عندما يمرض في معدته أو يشعر بأن جسمه في حالة تعب وإعياء فإنه يداوي نفسه بشرب قليل من بول الإبل، ويفضل البدو بول الناقة البكر التي ترعى في البر، حيث يأخذ منه مقدار فنجان قهوة، ثم يخلطه مع كأس من حليب الناقة ويشربه على الريق.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©