الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

فريق «خليفة سات» يروي اللحظات الأخيرة قبل إطلاق القمر

فريق «خليفة سات» يروي اللحظات الأخيرة قبل إطلاق القمر
6 نوفمبر 2018 01:31

تحرير الأمير وريم الحمادي (دبي)

كشف فريق «خليفة سات» أن العمل بدأ بوتيرة عالية وسريعة لصالح مشروع «مسبار الأمل 2020»، باعتباره الخطوة الثانية، بعد نجاح إطلاق «خليفة سات» الذي يعد إيذاناً ببدء عصر جديد في الصناعات الفضائية المتقدمة. وأكد الفريق الذي شارك في بناء وإطلاق القمر الاصطناعي «خليفة سات» الذي وصل إلى مداره، مؤخراً، أن خبرات كثيرة وقصصاً غريبة ومواقف صعبة وتحديات وقلقاً وخوفاً وترقباً رافقت رحلة إطلاق «خليفة سات»، إلا أن النتائج المبهرة جعلت من كل ما مضى ذكريات صنعت حزمة من المكتسبات العظيمة، تصدرها تأسيس بنية متخصصة في قطاع الفضاء، وتأهيل كوادر بشرية قادرة بمستوى «الدول المتقدمة» نفسها، حيث وصل عدد الكوادر في المركز إلى نحو 180، من بينهم 70 مهندساً إماراتياً هم نجوم القمر الاصطناعي الذي منحهم خبرة عملية، ومن المأمول البدء في استخدام هذه الصور مطلع 2019 والاستفادة منها في المجالات كافة البيئية والتعليمية ولصالح الطلبة والباحثين.

الصورة الأولى
وأوضح الفريق أن اختيار أول صورة للقمر الاصطناعي، وهي نخلة جميرا، لم يكن اختياراً عشوائياً، بل هو اختيار تقني، حيث إن تلك المنطقة كانت هي الأنسب، موضحاً أن الصورة الأولى كانت غير واضحة ومظلمة، ثم بدأت الصورة تتضح رويداً رويداً لتليق بطلب صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، وكي تبث عبر وسائل الإعلام.
وقال عمار المهيري مسؤول محطة استقبال ومعالجة الصور: سيقدم «خليفة سات» حزمة من الخدمات، إذ باشر بالفعل استقبال طلبات التصوير من الجهات الحكومية والخاصة، من داخل الدولة ومن خارجها، وسيقوم بتنفيذها عقب دراسة هذه الصور للوقوف على جودتها وتحقيقها المعايير المحددة لهذه الجودة، ومنها الدقة والإحداثيات والحجم، وغيرها من المعايير التقنية، مؤكداً أن الصور التي التقطها «خليفة سات» تتميز بوضوح شديد.
وعن قصة أول صورة، قال المهيري: إن القمر متزامن مع الشمس ولذا الصورة كانت الساعة 1:30 ظهراً، فكان الخيار «نخلة جميرا»، ولكن كانت الصورة مظلمة، ثم بدأت تظهر معالم الصورة، مما جعلنا نتأكد أن القمر يعمل بكفاءة.
وقال عامر الصايغ، مدير المشروع والمسؤول عن مراحل تطوير المشروع، وفق الجدول الزمني: بدأنا منذ 2006، عقب مرسوم صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم الذي يركز على تطوير قمر اصطناعي إماراتي 100%، وكان الطريق طويلاً، حيث تدرجنا في «دبي سات1» و«دبي سات 2»، مشيراً إلى أن القمر الاصطناعي «خليفة سات» كان مختلفاً، باعتباره نتاج خبرات تراكمية لفريق من 8 أشخاص في 2009 ثم 22 في عام 2013، وعملنا مع شريك هو «كوريا الجنوبية»، أما المرحلة الثالثة وهي الأكثر تحدياً، فكانت «خليفة سات» القمر الاصطناعي المخصص لأغراض رصد الأرض، إذ بدأت مراحل إنجازه عقب إعلان صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، عن إطلاق مشروع «خليفة سات» في ديسمبر 2013، وتم تصميمه، وتطويره، وتصنيعه، وإدارته بالكامل في مرافق مركز محمد بن راشد للفضاء، بواسطة فريق من المهندسين والكفاءات الإماراتية.
وبين أنه تم العمل على القمر النهائي بعد عودة الفريق من كوريا الجنوبية، حيث عدنا بخبراء إماراتيين، حيث إن الأهم ليس إنجاز القمر، بل تأسيس فريق إماراتي مؤهل.
وقال محمد السهول، رئيس القسم الميكانيكي والحراري: إن دوري يتمحور حول الإشراف على جميع عمليات تصميم وتجميع القمر الاصطناعي «خليفة سات»؛ ضمن أعلى معايير التصنيع، للتأكد من قوة التحمل والمتانة الضرورية للهيكل، وقدرته على العمل في بيئة الفضاء، وضمن الظروف الخارجية القاسية؛ ولذا فإن عملية شحن القمر «خليفة سات» إلى اليابان عقب الانتهاء من تصنيعه بالكامل في دبي استغرقت نحو 4 أيام، ومرت بثلاث مراحل وسط تحديات عدة، حيث قمنا باتخاذ الإجراءات كافة لمنع تعرضه لأي من عوامل ارتفاع درجات الحرارة أو انخفاضها فوق أو دون 100 درجة حرارية والرطوبة، والاهتزازات.

معايير الإطلاق
وذكر عبدالله الحرمول مسؤول النظم الميكانيكية، أنه تولى دور المسؤول عن النظم الميكانيكية البصرية التي تشمل حمولة الكاميرا وما ستقدم من الصور الفضائية، باعتبارها الحمولة الأساسية والوحيدة في المشروع برمته.
وأضاف: عقب أربع سنوات من «العمل» مع الفريق الكوري والياباني، حيث اتفقنا على معايير لإطلاق القمر، تضمنت اجتماعات على مدى 46 يوماً، ولكن تبقى اللحظات الأخيرة هي الأهم، فقد أصابتنا حالة من التوتر خشية تغيير الجدول الزمني لموعد الإطلاق، وكان القلق على أشده قبل يومين من الإطلاق، ولكن قبيل 14 ساعة من الإطلاق عقد أول اجتماع لإعلان جاهزية الإطلاق والبطارية، فكان القرار الأول تحريكه في ذلك اليوم، حيث كنا في غرفة آمنة تحت الأرض، كانت لحظات نقل الصاروخ من المختبر إلى منطقة الانطلاق، وكان فخراً لنا.
وتابع: في غرفة التحكم، كان هناك اجتماعان: الأول للتأكد من حالة الطقس، إذ كانت هناك عاصفة أدت إلى انقطاع الكهرباء، فاضطررنا لاستخدام الشموع، ولكنها توجهت إلى الصين، والثاني كان قبل الانطلاق مع الفريق الذي يعمل على البطارية.
وقال: كان جل خوفنا عدم الانفصال الكامل للقمر أو أن تلتصق قطعة منه. كنا نخشى ضياع كل السنوات الماضية، عشنا لحظات القلق، في الـ250 ثانية التي سبقت الإطلاق، ومن أجل الضغط على الزر قمنا بالتواصل مع الفريق المساند في الدولة، وبعدها اتخذنا قرار الضغط على الزر.
أنظمة التصوير
أما عدنان الريس مدير «برنامج المريخ»، فتحدث عن أنظمة التصوير لاختيار أفضل الأماكن، حيث قال: إن الانطلاق كان في تمام الساعة الثامنة و8 دقائق، ولم نكن نعلم بعد أن القمر انفصل، ولم تكن لدينا محطة أرضية سوى بالدولة؛ ولذا كنا ننتظر الإشارة الأولى لأول مرور كي يكون القمر انفصل، وكنا نريد التأكد أن القمر انفصل، وأن الكاميرا مفتوحة، وأنه اشتغل بنجاح في عملية الانفصال.
وتابع: كان الفريق في حالة ترقب وخوف، إلا أننا وضعنا خطة في حال عدم الانطلاق، وبحمد الله بدأت الأجهزة تعمل بشكل صحيح والألواح الشمسية والكاميرا، وانفصل القمر في الوقت المتفق عليه مع اختلاف أجزاء من الثانية، ويقول سألني ذلك اليوم أحد المراسلين الأجانب ما هو شعورك؟ أجبت: الفخر.
وأشار إلى أن فترة الإطلاق من 15 إلى 20 دقيقة، في حين العمل استمر خمس سنوات متتالية شملت تصميم القمر الاصطناعي، وتصنيع قطعه، وتركيبها في دبي.

4 مرات يومياً
بدورها، قالت ميرا الشامسي رئيسة وحدة تطبيقات الاستشعار عن بعد: إن «خليفة سات» أول قمر اصطناعي إماراتي 100% مخصص لأغراض رصد الأرض، حيث سيقدم القمر صوراً فضائية عالية الجودة والوضوح، مما يتيح لدولة الإمارات تقديم خدمات تنافسية في قطاع الصور الفضائية على مستوى العالم، لصالح متطلبات التخطيط المدني، والتنظيم الحضري والعمراني.
وأشارت إلى أن القمر الاصطناعي «خليفة سات» مخصص لرصد التغيرات البيئية على المستوى المحلي، وعلى مستوى دعم الجهود العالمية في الحفاظ على البيئة، ومن المخطط أن يقدم صوراً للقمم الجليدية ما يساعد على اكتشاف التأثيرات الناجمة عن الاحتباس الحراري، واكتشاف الكوارث الطبيعية، والتغيرات المناخية، كما سيسهم في دعم ومراقبة جهود الإغاثة في أنحاء العالم كافة.

أول مسبار عربي وإسلامي إلى كوكب المريخ

دخلت دولة الإمارات بشكل رسمي السباق العالمي لاستكشاف الفضاء الخارجي، عبر مرسوم صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، بإنشاء وكالة الإمارات للفضاء، وبدء العمل على مشروع إرسال أول مسبار عربي وإسلامي إلى كوكب المريخ، أطلق عليه اسم «مسبار الأمل». لتكون الدولة بذلك واحدة من بين تسع دول فقط تطمح لاستكشاف هذا الكوكب. وسينطلق المسبار في مهمته عام 2020، ومن المخطط أن يصل إلى المريخ بحلول عام 2021، تزامناً مع ذكرى مرور خمسين عاماً على قيام اتحاد دولة الإمارات، ويجري التخطيط والإدارة والتنفيذ لمشروع المسبار على يد فريق إماراتي يعتمد أفراده على مهاراتهم واجتهادهم لاكتساب جميع المعارف ذات الصلة بعلوم استكشاف الفضاء وتطبيقها، إذ تشرف وكالة الإمارات للفضاء على المشروع وتموله بالكامل، في حين يطور مركز محمد بن راشد للفضاء المسبار بالتعاون مع شركاء دوليين.

اختبار حقيقي

أكد عامر الصايغ أن «خليفة سات» يعد اختباراً حقيقياً للكفاءات المواطنة التي تمكنت طوال 5 سنوات من تصميم وتصنيع القمر الاصطناعي، في دبي، إلا أنه وعقب إطلاقه، هناك عمل مكثف، ومتابعة لحالة القمر، وإجراء الاختبارات الفضائية، والتأكد من سلامة جميع الأنظمة في الفضاء، مثل إعادة المعايرة للحساسات الموجودة على القمر، خاصة أنه تم القيام بهذه العملية من خلال محاكاة دقيقة على الأرض، ولكن في الفضاء، ومع اختلاف البيئة عن مثيلتها الموجودة في الأرض، سيتم التأكد من إعادة المعايرة، وكذلك البدء بالتقاط الصور الفضائية مع مراقبة جميع الأنظمة على «خليفة سات»، وتحليل النتائج؛ بهدف التأكد من عمل القمر الاصطناعي بالشكل السليم، الأمر الذي يعتبر الإثبات النهائي لنجاح القمر في عمله بالسنوات المقبلة.

 

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©