السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

«منتخب الأحلام» المرشح الأول للزعامة رغم «عــــــولمة السلة»

«منتخب الأحلام» المرشح الأول للزعامة رغم «عــــــولمة السلة»
28 يوليو 2012
يضع المنتخب الأميركي نصب عينيه تأكيد هيمنته المتجددة، عندما يخوض اعتباراً من الغد، غمار مسابقة كرة السلة للرجال في أولمبياد لندن 2012، التي قد تشكل المشاركة الأخيرة للكثير من نجومه الكبار إذا ما التزمت رابطة الدوري الأميركي للمحترفين بمشروع حصر المشاركة في النسخات المقبلة باللاعبين الذين لا تتجاوز أعمارهم الثالثة والعشرين. ويدخل المنتخب الأميركي إلى ألعاب لندن بمظهر مختلف، عما كان عليه الوضع في بكين 2008 إذ استعاد هيبته تماماً بعدما تربع مجدداً على العرش الأولمبي وأحرز ذهبيته الثالثة عشرة في مشاركته السادسة عشرة بفوزه على نظيره الإسباني بطل العالم لعام 2006 في المباراة النهائية، ثم أكد أنه استعاد بريق الماضي، حين توج بعد عامين بطلاً للعالم على حساب المنتخب التركي المضيف، وذلك للمرة الأولى منذ 1994، رافعاً رصيده إلى 4 القاب عالمية (توج عامي 1954 و1986 أيضاً). وأجبر المنتخب الأميركي في بكين 2008 على إظهار معدنه الحقيقي لكي يستحق أن ينال لقب “منتخب الأحلام الخامس”، وقد نجح في استعادة الهيبة التي افتقدها لسبعة أعوام حيث فشل في الظفر بأي لقب في 3 مشاركات كبرى، ما جعل الجميع يتحدث عن أن الاميركيين بدأوا يدفعون ثمن عولمة السلة. وكان المنتخب الأميركي فرض نفسه نجماً مطلقاً في المناسبات الرسمية، خصوصاً في الألعاب الأولمبية التي حصد جميع ألقابها منذ إدراج لعبة كرة السلة في الأولمبياد عام 1936، وهو لم يخفق إلا عام 1972 في ميونيخ، عندما خسر في النهائي التاريخي أمام الاتحاد السوفييتي في مباراة مثيرة للجدل، وعام 1988 في سيؤول عندما خرج من الدور نصف النهائي أمام المنتخب نفسه، علماً بأنه لم يشارك في أولمبياد موسكو 1980 بسبب مقاطعة بلاده لهذا الحدث على خلفية الاحتلال السوفييتي لأفغانستان. ولم يسمح للاعبي دوري المحترفين في تمثيل الولايات المتحدة في المناسبات الدولية إلا عام 1992 في أولمبياد برشلونة، عندما قدم الأميركيون للعالم “منتخب الأحلام” الأول ونجومه العظماء مايكل جوردن وايرفين ماجيك جونسون وباتريك يوينج وكارل مالون وتشارلز باركلي وكلايد دريكسلر وديفيد روبنسون ولاري بيرد وجون ستوكتون وغيرهم من أساطير كرة السلة الأميركية والعالمية. خطف الأضواء وخطف “منتخب الأحلام” الأضواء من جميع الرياضيين وفي كل الرياضات في الألعاب التي تعتبر فيها رياضة ألعاب القوى أم الألعاب والنجم الأساسي، فلم يعد يستذكر العالم شيئاً أهم من هؤلاء النجوم في تلك الألعاب التي حصد ذهبيتها على حساب كرواتيا في المباراة النهائية. لكن الواقع السلوي الجديد أثقل كاهل الأميركيين الذين فشلوا في تحقيق أفضل من المركز السادس في كأس العالم التي استضافوها في أنديانابوليس عام 2002، حيث كان اللقب صربياً، ثم اكتفوا بالمركز الثالث في أولمبياد أثينا 2004 فيما كان اللقب أرجنتينياً، ثم حصلوا على المركز ذاته في بطولة العالم في اليابان عام 2006 حيث توج الإسبان باللقب. دفعت هذه الإخفاقات القيمين على المنتخب لأن يأخذوا منافسيهم على محمل الجد فوضعوا برامج تدريبية مكثفة انطلقت منذ مونديال اليابان بقيادة مايك كرشيشفسكي، مدرب جامعة ديوك التي تعتبر من أفضل الجامعات في تصدير اللاعبين المتميزين إلى دوري المحترفين. ولم يكن اختيار كرشيشفسكي وليد الصدفة إذ أنه يعرف ماهية اللعب بقوانين الاتحاد الدولي لكرة السلة لتشابهها إلى حد كبير بقوانين دوري الجامعات، على عكس دوري المحترفين الذي حاول المسؤولون عنه وفي مقدمهم “العراب” ديفيد شتيرن أن يعدل قوانينه لتقريبها من تلك الخاصة بالاتحاد الدولي عبر السماح بتطبيق دفاع المنطقة، إلا أنه التزم بقانون الدفاع غير الشرعي مما حد من فعالية قانون المنطقة. ويمكن القول إن شتيرن، وهو رئيس رابطة دوري المحترفين، لعب دوراً أساسياً في ارتفاع مستوى المنافسة العالمية وصعب من مهمة منتخب بلاده عندما سعى جاهداً إلى “عولمة” دوري المحترفين الذي توسعت شعبيته عالمياً بعد أولمبياد برشلونة، ولعب العامل التجاري دوراً في انفتاح الدوري الأميركي على اللاعبين الأجانب وتوسع الآفاق التجارية للأندية خارج الولايات المتحدة، ابتداء من أوروبا ثم أميركا الجنوبية والشمالية وإلى أستراليا وأفريقيا وأخيراً آسيا. وأصبحت الجماهير خارج الولايات المتحدة تنتظر نجومها المحليين وهم يتألقون على الملاعب الأميركية، فجماهير العملاق الصيني ياو مينج الذي اعتزل بسبب الإصابة كانت تلحق به من بكين إلى تكساس، ونظراؤهم الأرجنتينيون يتابعون مانو جينوبيلي بصورة توازي تلك التي يتابعون بها نجوم منتخب كرة القدم. الزحف الأجنبي ونشط هذا الزحف الأجنبي مع لاعبي أوروبا الشرقية التي قدمت أول الأجانب إلى دوري المحترفين مع الكرواتي درازن بتروفيتش لاعب نيوجيرزي الذي تميز بتسديداته من خارج القوس، إلا أنه تعرض لحادث سير مأساوي في يونيو 1993 في ألمانيا أدى إلى مصرعه، ثم واصل الزحف الأجنبي إلى الولايات المتحدة من اليوغوسلافي فلادي ديفاتش إلى الليتواني ارفيداس سابونيس والأسترالي لوك لونجلي والألماني ديتليف شريمف والزائيري (حينها) ديكيمبي موتومبو والصربي بيا ستوياكوفيتش والروسي اندري كيريلنكو والفرنسي طوني باركر والألماني ديرك نوفيتسكي والإسباني باو جاسول. ومع واقع “العولمة السلوية” أصبح مستوى المنتخبات المشاركة في المناسبات العالمية مرتفعاً للغاية، خصوصاً في المونديال والألعاب الأولمبية، ويكفي النظر إلى عدد لاعبي الدوري الأميركي للمحترفين في المنتخبات التي شاركت في بكين 2008 وتركيا 2010 وصولاً إلى لندن 2012، لمعرفة حجم المنافسة التي يواجهها المنتخب الأميركي الذي سيفتقد العديد من نجومه بسبب الإصابة مثل لاعبي ارتكاز أورلاندو ماجيك وميامي هيت دوايت هاورد وكريس بوش على التوالي، إضافة إلى النجمين الكبيرين ديريك روز (شيكاغو بولز) ودواين وايد (ميامي) ونجم لوس أنجلوس كليبرز بلايك جريفين، واضطر كرشيشفسكي إلى الاستعانة مجدداً بانطوني ديفيس، نجم الجامعات الذي تم اختياره من قبل نيو أورليانز هورنتس كالخيار رقم 1 في “درافت 2012”، لكي ينضم الى المنتخب في لاس فيجاس بعد أن كان أقصاه عن التشكيلة النهائية التي ستسافر إلى لندن 2012. ولن يكون مشوار تأهل المنتخب الأميركي إلى الدور ربع النهائي من لندن 2012 صعباً، كون المجموعة الأولى التي وقع فيها تضم المنتخبين التونسي بطل أفريقيا الذي يشارك للمرة الأولى، والنيجيري الذي تأهل عبر الدورة تأهيلية التي أقيمت في كاراكاس، ويتأهل إلى ربع النهائي أصحاب المراكز الأربعة الأولى في المجموعتين، لكن المنافسة ستكون حامية مع كل من الأرجنتين (تضم لاعب سان أنطونيو سبيرز مانو جينوبيلي ولاعب فينيكس صنز لويس سكولا ولاعب نيويورك نيكس بابلو بريجيوني ولاعب مليووكي باكس كارلوس ديلفينو) وفرنسا (تضم لاعبي سان انطونيو طوني باركر وبوريس دياو وناندو دي كولو ولاعب بورتلاند نيكولا باتوم ولاعب ميامي روني تورياف ولاعب واشنطن ويزاردز كيفن سيرافين) وليتوانيا (تضم لاعبي تورونتو رابتورز يوناش فالانشيوناس وليناس كليزا، إضافة الى نجم باناثينايكوس اليوناني ساروناس ياسيكيفيشيوس). وستكون الأنظار موجهة إلى ليبرون جيمس المنتشي من إحرازه لقب الدوري الأميركي مع ميامي هيت، وإلى ثنائي اوكلاهوما سيتي ثاندر راسل وستبروك وكيفن ديورانت، إضافة إلى نجم ليكرز كوبي براينت الذي انتقد بشدة مشروع الإصلاح الذي ينوي الدوري الأميركي للمحترفين اعتماده بحصر المشاركة في الألعاب الأولمبية على اللاعبين تحت 23 عاماً. وقال براينت “إنها فكرة غبية، لأنه على اللاعبين الاختيار وليس الدوري”، مضيفاً “الألعاب الأولمبية هي بالتأكيد مسابقة تجمع أفضل اللاعبين في العالم ضد أفضل اللاعبين في العالم، وإذا أخذنا بعين الاعتبار كرة السلة فان (إصلاحاً من هذا النوع) يمكن أن يضعف قيمة الألعاب الأولمبية”. وتابع براينت “لا أعتقد أنهم (المسؤولون عن الدوري الأميركي للمحترفين) تحدثوا معنا في هذا الصدد، لكن في المقابل، تحدثنا نحن (اللاعبون) فيما بيننا بهذا الخصوص ورأينا بأنها فكرة غبية”. وكان شتيرن ألمح إلى أن كرة السلة للرجال يجب أن تقتصر المشاركة فيها بعد دورة لندن 2012 على اللاعبين تحت 23 عاماً على غرار مسابقة كرة القدم، حيث يسمح لكل منتخب إشراك 3 لاعبين فقط فوق السن القانونية. ويعاني شتيرن من ضغوطات كبيرة يمارسها أصحاب أندية الدوري الأميركي الذين يمنون النفس بالتخفيف من أخطار الإصابات التي قد يتعرض لها نجوم أنديتهم، وإذا كانت المنتخبات المرشحة لبلوغ الدور ربع النهائي عن المجموعة الأولى معروفة منطقياً، فإن التنافس سيكون نارياً في المجموعة الثانية التي تضم خمسة منتخبات متقاربة المستوى على رأسها إسبانيا إضافة إلى روسيا والبرازيل وأستراليا والصين، فيما تعتبر بريطانيا المضيفة الحلقة الأضعف. قيادة الثلاثي وستكون إسبانيا بقيادة ثلاثي الدوري الأميركي الشقيقان باو ومارك جاسول ونجم أوكلاهوما سيرج ايباكا، إضافة إلى القائد خوان كارلوس نافارو (برشلونة) وخوسيه كالديرون (تورونتو رابتورز) ورودي فرنانديز (ريال مدريد)، المرشحة الاقوى لحسم صدارة المجموعة لمصلحتها نظراً لحجم النجوم في صفوفها. لكن لا يمكن الاستهانة بالبرازيل التي تعول على لياندرو باربوزا (انديانا بيسرز) وتياغو سبليتر (سان انطونيو سبيرز) ونيني هيلاريو (واشنطن ويزاردز) واندرسون فارجاو (كليفلاند كافالييرز)، وروسيا التي تبقى من المدارس الأساسية في عالم كرة السلة رغم افتقادها حالياً إلى الأسماء الرنانة باستثناء نجم يوتا جاز السابق اندري كيريلنكو (سسكا موسكو حاليا) وزميله الحالي فيكتور كريابا (دافع عن ألوان بورتلاند وشيكاغو سابقاً) يضاف إليهما اليكسي شفيد (مينيسوتا تمبروولفز) وتيموفي موزجوف (دنفر ناجتس). وتأخرت منافسات السيدات 40 عاماً عن الرجال وانطلقت من دورة مونتريال عام 1976، وسيطرت الأميركيات عليها سيطرة شبه مطلقة فأحرزن اللقب 6 مرات من أصل 9 دورات، وكان الاتحاد السوفييتي المنافس الوحيد فأحرز لاعباته الذهب في الدورات الثلاث الأخرى. وأحرز الاتحاد السوفييتي اللقب في الدورتين الأوليين في مونتريال وموسكو (1980) التي قاطعتها الولايات المتحدة ومعظم الدول الغربية احتجاجاً على اجتياح أفغانستان، وفازت الولايات المتحدة بالذهب مرتين متتاليتين في لوس أنجلوس (1984) التي غاب عنها الاتحاد السوفييتي والدول الشرقية عملاً بمبدأ المعاملة بالمثل، وسيؤول (1998).
المصدر: لندن
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©