الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

محمد بن زايد يشهد محاضرة بعنوان «نحو الموازنة المثلى بين الهويتين الدينية والوطنية»

محمد بن زايد يشهد محاضرة بعنوان «نحو الموازنة المثلى بين الهويتين الدينية والوطنية»
4 أغسطس 2011 23:43
شهد الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة بقصر سموه بالبطين الليلة الماضية أولى محاضرات مجلس سموه الرمضاني والتي ألقاها الشيخ حمزة يوسف. وكانت المحاضرة تحت عنوان “نحو الموازنة المثلى بين الهويتين الدينية والوطنية”، وتناولت عدة محاور منها عناصر الهوية وما الذي يشكلها وأهمية التنوع واستشهد بدولة الإمارات العربية المتحدة كنموذج للتنوع في إطار الاتحاد إضافة إلى التفاعل بين الدين والهوية الوطنية مع تركيز خاص على الجزيرة العربية. واستهل الشيخ يوسف محاضرته بتعريف الهوية التي تشتق من المعنى اللغوي لمصطلح الهوية من هو الضمير القائم والذي يدل على ماهية الشيء وبأنها كلمة مستحدثة لا توجد في القواميس القديمة وان ابن رشد أول من نطق بها. واستعرض المحاضر مقومات تعزيز الهوية الوطنية التي تتمثل في اللغة والعادات والدين والمظهر الشخصي، واللباس، مشيداً بجهود دولة الإمارات في الحفاظ على التراث ونقله إلى الأجيال القادمة باعتباره إرثاً تاريخياً وحضارياً بكل خصائصه ومميزاته، وجزءاً لا يتجزأ من حياة الآباء والأجداد مستشهدا بمقولة المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان“ من ليس له ماض ليس له حاضر ولا مستقبل“. حب الوطن وتحدث المحاضر عن حب الوطن والالتصاق به والإحساس بالانتماء إليه وانه شعور فطري غريزي لدى الإنسان مشيرا إلى ما اشتهر على ألسنة الناس من أن حب الوطن من الإيمان ويرونه حديثاً مرفوعاً والمحدثون يأبون ذلك ويقولون إنه لا أصل له أي لا يرويه أحد عن النبي صلى الله عليه وسلم ولأن حب الوطن غريزة في المؤمن وغيره فلا يصح أن يكون دليلاً على الإيمان ومع ذلك فإن الإيمان لا يقاطع حب الوطن بل من شأن المؤمن أن يكون وفياً لوطنه محباً لأهله عاملاً في منفعته ومصلحته ودعا إلى وجوب طاعة أولي الأمر. وأكد الشيخ حمزة يوسف أن حب الوطن والالتصاق به والإحساس بالانتماء إليه شعور فطري غريزي ولعل خير دليلٍ على ذلك ما صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه وقف يُخاطب مكة المكرمة مودّعاً لها وهي وطنه الذي أُخرج منه فقد روي عن عبد الله بن عباسٍ رضي الله عنهما أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لمكة “ ما أطيبكِ من بلد وأحبَّكِ إليَّ ولولا أن قومي أخرجوني منكِ ما سكنتُ غيركِ “ ولولا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو مُعلم البشرية يُحب وطنه لما قال هذا القول الذي لو أدرك كلُ إنسانٍ مسلمٍ معناه لرأينا حب الوطن يتجلى في أجمل صوره وأصدق معانيه ولأصبح الوطن لفظاً تحبه القلوب وتهواه الأفئدة وتتحرك لذكره المشاعر وقد روى ابن شهاب الزهري قال” قدم أصَيْلٌ الغفاريّ قبل أن يُضرب الحجابُ على أزواج النبي صلى الله عليه وسلم فدخل على عائشة رضي الله عنها فقالت له: يا أصَيْل ، كيف عهدت مكة قال : عهدتها قد أخصب جنابها، وابيضت بطحاؤها. قالت : أقمْ حتى يأتيك رسول الله صلى الله عليه وسلم. فلم يلبث أن دخل عليه النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: يا أُصَيْل، كيَف عهدت مكة، قال: عهدتُها والله قد أخصب جنابها، وابيضتْ بطحاؤها وأعذق إذخرها، وأسلب ثُمامُها، وأمْشَر سَلْمُها فقال حسبك يا أصَيْل لا تُحْزِنَّا”. ومن دلائل حب النبي صلى الله عليه وسلم لوطنه كذلك أنه، كان يحرك دابته شوقاً وحنيناً، فعَنْ أنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا قَدِمَ مِنْ سَفَرٍ فَنَظَرَ إِلَى جُدُرَاتِ الْمَدِينَةِ أَوْضَعَ رَاحِلَتَهُ وَإِنْ كَانَ عَلَى دَابَّةٍ حَرَّكَهَا مِنْ حُبِّهَا. وأوضح المحاضر أن هذا الحديث يحمل كل معاني الحب للوطن وتستطيع أن تفهم معنى هذا الحديث عندما يطول غيابك عن وطنك ثم تقدم إليه فإن قلبك يهفو قبل السفر بأيام ويكاد يطير ويسبقك إلى الوطن ثم إذا ما قدمت إليه يعتريك شعور لا يستطيع أن يصفه إلا صاحبه. اسم الإمارات وتحدث المحاضر عن اسم دولة الإمارات العربية المتحدة وأنها وصفت بالعربية إنما هو اعتناء باللغة العربية وهذا من أهم المقاصد في إبقاء الهوية والمحافظة عليها، ثم استعرض التحديات التي تواجه الواقع العربي منها سيادة اللغة الإنجليزية في الحياة اليومية، مؤكداً وجوب المحافظة على اللغة العربية في ظل التحدي الكبير في عصر العولمة كونها لغة الدين الإسلامي ولغة القرآن الكريم والحديث الشريف إلى جانب أنها لغة التخاطب والتفاهم بين سائر المسلمين. وأضاف أن اللغة العربية هي الكنز الذي ينبغي على أبنائها الحفاظ عليه وإحياؤه والعمل على الرقي به والحفاظ على بقائه وازدهاره وهي من أهم المقاصد في إبقاء الهوية الوطنية والمحافظة عليها. وأكد المحاضر أن دولة الإمارات استطاعت ومن نهجها لمبدأ التعددية أن ترسخ ثقافة التسامح والإخاء والتعاون وتمثل ذلك في مساعدة المحتاجين في كل بلدان العالم من دون النظر لجنسية أو لغة حتى غدت الإمارات مكاناً مرموقاً في هذا الشأن وهذا يتجلى في الحملة الإغاثية التي تقوم بها الإمارات للمتضررين والمنكوبين في الصومال والقرن الأفريقي بسبب الجفاف والنقص الغذائي الذي يهدد أرواح الملايين من البشر. المرأة الإماراتية وأشاد المحاضر بالمرأة الإماراتية التي تمتاز بالفخر بهويتها الوطنية الخاصة بالحشمة والعفة والتي تبوأت اليوم أعلى المناصب في الدولة ما يعكس الوجه الحضاري والسياسي المتزن لدولة الإمارات العربية المتحدة التي أصبحت تحظى باحترام وتقدير دول العالم كافة، كما تحظى المرأة باحترام وتقدير من الجميع نظراً لدورها الإيجابي في غرس القيم الاجتماعية النافعة، حيث تشكل المرأة مدرسة في غرس القيم والأخلاق الفاضلة وهي صمام الأمان لأبنائنا ولبيوتنا ولمجتمعاتنا وعليها أن تحسن تربية أبنائها وأن تقوم بواجبها العظيم في توجيه سلوكهم إلى كل خير من آداب وعادات تعود بالنفع عليهم وعلى وطنهم. ودعا المحاضر إلى ضرورة المحافظة على البيئة المعمارية القديمة والاهتمام بها كونها تحفة معمارية يجب التعامل معها بشكل حذر، لافتاً إلى أهمية المواءمة بين الطرازين المعماريين القديم والحديث مع الحفاظ على خصوصية كل موقع وبناء قديم، مشيراً إلى أن بعض البلدان العربية تقوم بهدم المباني القديمة لتبني مكانها الأبراج الحديثة ما يؤدي إلى اختفاء معالم المدن القديمة. وأشاد المحاضر بإدخال لعبة الجوجيستو في الإمارات ودعا إلى الاهتمام بالرماية، مستشهداً بحديث قتيبة بن سعيد عندما قال” حدثنا حاتم عن يزيد بن أبي عبيد عن سلمة بن الأكوع رضي الله عنه قال مر النبي صلى الله عليه وسلم على نفر من أسلم ينتضلون فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ارموا بني إسماعيل فإن أباكم كان راميا ارموا وأنا مع بني فلان، قال فأمسك أحد الفريقين بأيديهم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما لكم لا ترمون فقالوا يا رسول الله نرمي وأنت معهم قال ارموا وأنا معكم كلكم”. وحول سؤال عن دور مناهج التربية في ترسيخ الهوية الوطنية قال المحاضر إن المناهج التعليمية تلعب دورا بارزا في تعزيز روح الانتماء وغرس مفاهيم وقيم الوحدة والاعتزاز بالهوية الوطنية وحب الوطن في نفوس النشء والشباب .. ودعا في هذا الإطار إلى استخدام الشخصيات الكرتونية الموجهة إلى الأطفال لزرع القيم والمفاهيم والأخلاق النبيلة النابعة من التعاليم الإسلامية في نفوسهم وعكس صورة إيجابية عن الإمارات وشعبها وعرض أسلوب الحياة الإماراتية وتراث الإمارات بطريقة مثيرة ومبسطة ينسجم ويتفاعل معها الطفل. الحضور حضر المحاضرة سمو الشيخ سرور بن محمد آل نهيان، وسمو الشيخ هزاع بن زايد آل نهيان مستشار الأمن الوطني، والفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، وسمو الشيخ نهيان بن زايد آل نهيان رئيس مجلس أمناء مؤسسة زايد بن سلطان آل نهيان للأعمال الخيرية والإنسانية، وسمو الشيخ حامد بن زايد آل نهيان رئيس ديوان ولي عهد أبوظبي، وسمو الشيخ خالد بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس إدارة طيران الاتحاد، وسمو الشيخ الدكتور سلطان بن خليفة آل نهيان مستشار صاحب السمو رئيس الدولة، ومعالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير التعليم العالي والبحث العلمي، ومعالي الشيخ حمدان بن مبارك آل نهيان وزير الأشغال العامة، وعدد من الشيوخ، ومحمد مبارك المزروعي وكيل ديوان ولي عهد أبوظبي، وعدد من الوزراء وكبار المسؤولين وأعضاء السلك الدبلوماسي والعديد من السيدات والسادة. حمزة يوسف..أميركي اعتنق الإسلام ولد الشيخ حمزة يوسف عام 1960 وكان اسمه مارك هانسون في ولاية واشنطن وهو أحد المواطنين الأميركيين الذين اعتنقوا الإسلام. وقد بدأ حمزة يوسف دراسته الإسلامية في دولة الإمارات العربية المتحدة واستمر في الدراسة لعدة أعوام على يد نخبة من علماء العالم الإسلامي. وهو باحث إسلامي ومدرس كما أنه مؤسس وشريك لأكاديمية الزيتونة في “ بيركلي” بولاية كاليفورنيا، وهو أحد الأطراف التي قامت بالتوقيع على وثيقة “ كلمة سواء بيننا وبينكم” وهي دعوة مفتوحة للقيادات المسيحية من أجل السلام والتفاهم المشترك. وتخرج في”جامعة ولاية سان خوسيه” ويعمل حالياً على إتمام رسالة ما بعد الدكتوراه في اتحاد خريجي اللاهوت بجامعة “بيركلي” في كاليفورنيا. كما احتل مركزاً مرموقاً ضمن دراسة “الخمسمائة مسلم الأكثر تأثيراً “ في العالم والتي أعدها كل من “ جون إسبوزيتو” و” إبراهيم قالين عام 2009.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©