السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الإسلام أعظم نعم الله على الأمة

21 أغسطس 2014 20:20
آيات ومواقف أكبر نعم الله عز وجل على هذه الأمة أن أكمل سبحانه لها دينها، فلا يحتاج المسلمون إلى دين غيره، ولا إلى نبي غير نبيهم، صلوات الله وسلامه عليه ولهذا جعله الله خاتم الأنبياء، وبعثه إلى الإنس والجن، فلا حلال إلا ما أحله، ولا حرام إلا ما حرمه، ولا دين إلا ما شرعه، وكل شيء أخبر به فهو حق وصدق لا كذب فيه، كما قال تعالى: (وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ صِدْقًا وَعَدْلًا . . . )، «سورة الأنعام: الآية 115» أي صدقاً في الأخبار، وعدلا في الأوامر والنواهي، فلما أكمل الدين لهم تمت النعمة عليهم لهذا قال: (. . . الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا . . . )، «سورة المائدة: الآية 3». قال الإمام الواحدي في أسباب النزول، نزلت هذه الآية يوم الجمعة، وكان يوم عرفة بعد العصر في حجة الوداع سنة عشر، والنبي صلى الله عليه وسلم واقف بعرفات على ناقته القصواء وقد جاء رجل من اليهود إلى عمر بن الخطاب رضي الله عنه، فقال يا أمير المؤمنين إنكم تقرؤون آية في كتابكم لو علينا معشر اليهود نزلت لاتخذنا ذلك اليوم عيدا، فقال أي آية هي؟ قال: «اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي»، فقال عمر والله إني لأعلم اليوم الذي نزلت فيه على رسول الله صلى الله عليه وسلم والساعة التي نزلت فيها عشية يوم عرفة، في يوم جمعة. وقرأ ابن عباس هذه الآية ومعه يهودي، فقال اليهودي لو نزلت هذه الآية علينا في يوم لاتخذناه عيداً، فقال ابن عباس، فإنها نزلت في عيدين اتفقا في يوم واحد يوم جمعة وافق ذلك يوم عرفة. رسوله الكريم وقال ابن كثير فارضوه أنتم لأنفسكم، فإنه الدين الذي رضيه الله وأحبه وبعث به أفضل رسله الكرام، وأنزل به أشرف كتبه، ونقل علي بن أبي طلحة، عن ابن عباس في الآية «اليوم أكملت لكم دينكم»، قال هو الإسلام، أخبر الله نبيه صلى الله عليه وسلم والمؤمنين أنه أكمل لهم الإيمان، فلا يحتاجون إلى زيادة أبداً، وقد أتمه الله فلا ينقصه أبدا، وقد رضيه فلا يسخطه أبداً. وقال الإمام السدي نزلت هذه الآية يوم عرفة، فلم ينزل بعدها حلال ولا حرام، ورجع رسول الله صلى الله عليه وسلم فمات، وقالت أسماء بنت عميس حججت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم تلك الحجة، فبينما نحن نسير، إذ تجلى له جبريل، فمال رسول الله صلى الله عليه وسلم على الراحلة، فلم تطق الراحلة من ثقل ما عليها من القرآن، فبركت فأتيته فسجيت عليه برداً كان علي. وذكر ابن جرير، وذلك يوم الحج الأكبر، بكى عمر فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: «ما يبكيك؟» قال أبكاني أنا كنا في زيادة من ديننا، فأما إذ كمل فإنه لم يكمل شيء إلا نقص فقال صلى الله عليه وسلم: «صدقت». أحكام وقال الإمام البغوي: «أكملت لكم دينكم» يعني الفرائض والسنن والحدود والجهاد والأحكام والحلال والحرام، وقال سعيد بن جبير وقتادة: «أكملت لكم دينكم» فلم يحج معكم مشرك، وقيل أظهرت دينكم وأمنتكم من العدو. «وأتممت عليكم نعمتي»، يعني وأنجزت وعدي، فكان من تمام نعمته أن دخلوا مكة آمنين وعليها ظاهرين، وحجوا مطمئنين لم يخالطهم أحد من المشركين، وعن قوله: «ورضيت لكم الإسلام دينا» قال جابر بن عبدالله رضي الله عنه: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «قال جبريل عليه السلام، قال الله تعالى في الحديث القدسي: «هذا دين ارتضيته لنفسي ولن يصلحه إلا السخاء وحسن الخلق فأكرموه بهما ما صحبتموه». وقال الإمام القرطبي: إن النبي صلى الله عليه وسلم حين كان بمكة لم تكن إلا فريضة الصلاة وحدها، فلما قدم المدينة أنزل الله الحلال والحرام إلى أن حج فلما حج وكمل الدين نزلت هذه الآية: «اليوم أكملت لكم دينكم». وقال الجمهور المراد معظم الفرائض والتحليل والتحريم، وقد نزل بعد ذلك قرآن كثير، ونزلت آية الربا، وآية الكلالة إلى غير ذلك، وإنما كمل معظم الدين وأمر الحج، إذ لم يطف معهم في هذه السنة مشرك، ولا طاف بالبيت عريان، ووقف الناس كلهم بعرفة، وأكملت لكم دينكم بأن أهلكت لكم عدوكم وأظهرت دينكم على الدين كله. الرضا وقيل في معنى الآية أيضاً أعلمتكم برضاي به لكم دينا، فإنه تعالى لم يزل راضياً بالإسلام لنا دينا ورضيت إسلامكم الذي أنتم عليه اليوم دينا باقياً بكماله لا أنسخ منه شيئاً، والإسلام في هذه الآية هو الذي في قوله تعالى: (إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ . . . )، «سورة آل عمران: الآية 19». وقال الإمام الشوكاني في فتح القدير: «اليوم أكملت لكم دينكم» جعلته كاملاً غير محتاج إلى إكمال لظهوره على الأديان كلها وغلبته لها ولكمال أحكامه التي يحتاج المسلمون إليها من الحلال والحرام والمشتبه، ووفى ما تضمنه الكتاب والسنة من ذلك.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©