الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

تركيا تنضم لنادي صناع اليخوت الفاخرة

تركيا تنضم لنادي صناع اليخوت الفاخرة
19 سبتمبر 2006 00:01
إعداد - أيمن جمعة: في أحد أيام صيف هذا العام، تابع عشاق الرياضات البحرية، اليخت ''مالتيزي فالكون'' الذي يبلغ سعره 80 مليون دولار، وهو يتهادى في مياه مضيق البوسفور بعد اكتمال تشييده في أحد المرافىء التركية·· بدا الحدث وكأنه مجرد تدشين ليخت فاخر يبلغ طوله 88 مترا ومزود بما لم تشهده تكنولوجيا اليخوت حتى الآن·· لكنه في الواقع كان أحدث مؤشر لطفرة صناعة اليخوت، التي صارت نبراسا لنهضة اقتصادية شاملة تحول تركيا الى نجم اقتصادي اقليمي بل وعالمي··! ويقول باكي جوكبايارك المصمم البحري التركي: ''قبل فترة ليست بالبعيدة كان من يفكر في استخدام تركيا كقاعدة لبناء يخت متقدم جدا مثل مالتيزي فالكون، كمن يتحدث عن بناء سيارة فيراري في افغانستان·'' لكن الصورة تغيرت تماما· فقد تم تصنيع اليخت بالكامل في تركيا وبتصميم فريد ورائع، لدرجة ان مالكه وهو رجل الاعمال الاميركي المعروف توماس بيركينز وصفه بأنه ''قطعة فنية يتعين وضعها في متحف للفنون·'' وتشير صحيفة ''وول ستريت جورنال'' في تقرير الى ان نشوء مركز عالمي لصناعة اليخوت في تركيا يكشف النقاب عن تيارات أوسع نطاقا للتوسع الاقتصادي هناك، فهذه الصناعة الوليدة التي تحتضنها مدينة ''توزلا'' تتزامن مع تطور مشاريع اقتصادية متخصصة للغاية، تدعم النمو وتساهم في حل مشكلة العمالة في الداخل، وتعطي للدولة صورة براقة على الساحة العالمية· وهذا التوسع الذي شهدته صناعة القوارب واليخوت، غير معالم مدينة ''توزلا'' تماما كما فعل في الاقتصاد التركي· فقبل نحو عقدين كانت المدينة يسكنها 50 الف نسمة يعملون أساسا في صيد الاسماك والزراعة·· واليوم تحولت المدينة من مكان هادىء على بحر مرمرة الى مركز صناعي منتعش يضم حوالي 40 حوضا لعمليات بناء القوارب واليخوت فيما ارتفع عدد السكان الى 150 الف نسمة· وتظهر الاحصائيات ان المدينة توفر وظائف عمل لنحو 30 الف شخص· وبهذا التخصص نجحت ''توزلا'' في تحويل بلادها الى لاعب اقتصادي عالمي، رغم ان غالبية اليخوت الفاخرة لا تزال تشيد في ايطاليا وهولندا والمانيا· والطريف ان كثيرا من مهندسي البحرية في ''توزلا'' تلقوا تعليمهم في ''معهد اسطنبول للتكنولوجيا'' الذي درس فيه غالبية المهندسين المهرة الذين يقفون خلف باقي قصص النجاح في الاقتصاد التركي· وتدريجيا امتدت ملامح الطفرة التصنيعية في بناء اليخوت لتشمل باقي قطاعات الاقتصاد وتصل الى مناطق غير متوقعة أحيانا· فتجار المجوهرات المتمركزين في اسطنبول هم حاليا في المرتبة الثانية بعد الايطاليين في صادرات المشغولات الذهبية عالميا وذلك حسب بيانات مجلس الذهب العالمي· وهناك صناعة فتية في مجال الاثاث في منطقة الاناضول التي يشار اليها احيانا باسم ''نمور الاناضول'' لان معدلات نموهم السريعة والزيادة في صادراتهم تشبه ما حققته ''النمور الاسيوية'' في الثمانينيات والستعينيات· وتزايد تركيز الشركات التركية على الصناعات المتخصصة التي تتطلب مهارات وخبرات هندسية متقدمة بدلا من الاعتماد على المشاريع التي تحتاج لعمالة غير ماهرة، وذلك في اطار جهودها لاجتذاب أنشطة ومشروعات من اسواق العمل الاكثر تكلفة في الغرب· وكانت المحصلة ان تفوق قطاعا الخدمات والتصنيع على القطاع الزراعي ليصبحا أكبر المساهمين في اجمالي الناتج المحلي· ويعتقد المراقبون ان هذه الطفرة ''الصناعية المتخصصة'' ستوفر قوة الزخم المطلوبة لكي يستمر النمو في تركيا التي تنعم حاليا بأطول فترة نمو في تاريخها مدعوما بإصلاحات نقدية ومصرفية بعد الازمة المالية التي عصفت بالبلاد عام 2001 عندما سجل معدل النمو سالب سبعة في المئة تقريبا مقارنة مع سبعة في المئة عام ·2000 وتجلت الانتعاشة الاخيرة في تسجيل نمو في اجمالي الناتج المحلي بما متوسطه 7,5 % خلال السنوات الاربع الماضية·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©