الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

التهديدات الإرهابية.. من «القاعدة» إلى «داعش»

31 يوليو 2015 22:21
أكد مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي «جيمس كومي» أن قدرة تنظيم «داعش» على التودد للشباب الأميركي المضطرب، من خلال وسائل التواصل الاجتماعي، تشكل الآن تهديداً إرهابياً خطيراً بالنسبة للولايات المتحدة، أكبر من هجوم يشنه تنظيم «القاعدة». وقال «كومي» أثناء مؤتمر أسبين للأمن، إن الحملة التي شنها «داعش» لمدة عام عبر وسائل التواصل الاجتماعي لتشجيع المسلمين المقيمين خارج منطقة الشرق الأوسط على «القتل حيثما كنت»، ألهمت عدداً كبيراً من الأميركيين وحفزتهم على اعتناق ميول عنفية، وفقاً لتقارير أوردتها شبكة «إن بي سي نيوز». وأضاف أن هناك أكثر من 21 ألف متابع في جميع أنحاء العالم لحسابات «داعش» على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» باللغة الإنجليزية. وربما يكون الآلاف من هؤلاء المتابعين من سكان الولايات المتحدة. وبسؤاله عما إذا كان تنظيم «داعش» ووجوده على شبكة الإنترنت يمثل خطراً أكبر على الولايات المتحدة من الجماعة الإرهابية التي خططت لهجمات 11 سبتمبر على الولايات المتحدة، قال كومي: «نعم». إن نجاح تنظيم «داعش» في تجنيد الشباب عبر الإنترنت هو «اتجاه آخذ في الزيادة بشكل واضح ولا يتناقص»، بحسب ما أكد «جون كارلين»، مساعد وزير العدل المسؤول عن إدارة الأمن القومي، مشيراً إلى أن صدى أيديولوجيتهم يزداد بين الأميركيين. واستطرد في حديث لشبكة «سي إن إن»، قائلا: «هناك الآلاف من الرسائل التي تبث عبر الأثير، أملا في الوصول إلى شخص يكون عرضة لهذا النمط من الدعاية الإرهابية». وقال: «في كثير من الأحيان، يكون الأفراد الأكثر عرضة لهذه الرسائل من الشباب المضطرب ومتعاطي المخدرات، وهم أشخاص لا يمكن لتنظيم (القاعدة) استخدامهم كعناصر فعالة». وتعد العزلة الاجتماعية والوحدة من أكثر العوامل وراء تجاوب الأميركيين الذين يسقطون فريسة لجهود تنظيم «داعش» لتجنيد الأفراد. ومن جانبه، قال «ناصر ودادي»، وهو خبير في شئون الشرق الأوسط، ويجري أبحاثاً حول كيفية مكافحة الدعاية المتطرفة، لصحيفة «نيويورك تايمز»، إن كلا منا لديه جدار حماية طبيعي يبعدنا عن الأفكار السيئة. إنهم يبحثون عن نقاط الضعف في الجدار، ومن ثم يهاجمون من خلالها». واعتقد البعض أن إطلاق النار على أربعة من مشاة البحرية وبحار في السادس عشر من شهر يوليو على يد «محمد يوسف عبد العزيز»، وهو شاب مسلم قال عنه أفراد أسرته إنه كان يعاني من الاكتئاب وتعاطي المخدرات، يمكن ربطه بجماعة إسلامية إرهابية مثل تنظيم «داعش». ورغم ذلك، يقول «كومي» إنه من السابق لأوانه القول إن عبد العزيز كان قد أصبح متطرفاً. ومن ناحية أخرى، فإن مكافحة جهود التجنيد عبر الإنترنت شاقة للغاية، بحسب ما يقول الخبراء، نظراً لأن الطبيعة العنيفة والصادمة لرسائل ومقاطع الفيديو التي يبثها تنظيم «داعش» تؤدي إلى رواج تلك المواد وتداولها بشكل سريع عبر شبكة الإنترنت. وقال «شاهد أمان الله»، وهو مستشار سابق رفيع المستوى لدى وزارة الخارجية الأميركية، لمجلة «نيوزويك»، إن «المتاعب التي نقابلها لمواجهة ذلك (يعني جهود مكافحة الرسائل التي تبذلها حكومة الولايات المتحدة) لا تنفذ من خلال الإنترنت بنفس الطريقة. وهذه الرسائل لا تنتشر عبر شبكة الإنترنت بنفس الطريقة التي تنتشر بها مقاطع الفيديو التي تصور قطع الرقاب». وقد منع موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» آلاف الحسابات المرتبطة بـ«داعش» من موقعه على الإنترنت في السنوات الأخيرة، وهي استراتيجية ستكون فعالة في الحد من قدرة التنظيم على جذب مجندين جدد. ورغم ذلك، فإن قضايا حرية التعبير والسهولة التي يتم بها إنشاء حسابات جديدة، تجعل عمليات المنع هذه مثيرة للجدل. وقد أشارت الصحفية «آنا تيريز داي»، الموجودة على أرض الواقع في سوريا منذ عام 2012، في مقال لها بمجلة «سليت»، إلى أن حملة تنظيم «داعش» عبر الإنترنت تجعل مسلحيه أكثر قدرة على الوصول إلى وسائل الإعلام. وأضافت «داي»: إن «وجودهم العام على شبكة الإنترنت قد عرّفنا على قدر كبير من الوسائل التي يتبعونها لتجنيد الشباب، علاوة على نظرتهم للعالم ودوافعهم، وكيف يرتبطون ببعضهم البعض». جريتيل كوفمان *كاتب ومحلل سياسي أميركي ينشر بترتيب خاص مع خدمة «كريستيان ساينس مونيتور»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©