الثلاثاء 19 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

موت الملا عمر.. هل يقوض الحوار الأفغاني؟

31 يوليو 2015 22:19
من المرجح أن يؤدي مقتل «الملا محمد عمر»، زعيم ومؤسس حركة «طالبان» الأفغانية، إلى تعقيد عملية إحلال السلام في أفغانستان. وقد جاء في تصريح منقول على البريد الإلكتروني صادر عن مكتب الرئيس الأفغاني «أشرف غاني»، مساء الأربعاء الماضي، أن «الملا عمر» توفي في باكستان في شهر أبريل 2013 استناداً إلى «معلومات وثيقة». ولم يتم تحديد سبب الوفاة أو الإشارة إلى الدوافع وراء نشر هذه الأخبار في الوقت الحالي بالذات. ورفضت حركة «طالبان» الحديث عما إذا كانت ستواصل عملية السلام أم لا عقب توارد هذه الأنباء، خاصة بعد أن فقدت الحركة بعض قادتها الرئيسيين الذين انشقوا عنها والتحقوا بتنظيم «داعش» الإرهابي. وفيما حقق مقاتلو «طالبان» نجاحات متلاحقة في أرض المعارك خلال السنتين الماضيتين اللتين أعقبتا موت «الملا عمر»، فإن من شأن الكشف عن اختفائه عن الساحة الآن أن يدفع الحركة للتراجع عن مواصلة محادثات السلام إلى أن يتم تعيين قيادة جديدة ويتم حل الخلافات حول تشكيلها داخل الحركة ذاتها. وقال «جرايم سميث»، كبير المحللين في مركز «الفريق الدولي للأزمة» الذي يوجد مقره في كابول، عبر البريد الإلكتروني: «سوف يؤدي غياب الملا عمر إلى المزيد من الانشقاقات في حركة طالبان، ويمثل هذا الحدث خبراً سيئاً بالنسبة للمهتمين بمحادثات السلام. وذلك لأن كابول تريد التفاوض مع خصم منفرد، أما الآن فقد أصبحت محاولة المساومة على الصفقة مع عدة فصائل أصغر حجماً أكثر صعوبة. كما أن موته يفتح الباب أمام فصائل مسلحة أخرى للتشويش على عملية السلام الهشة، مثل تنظيم (داعش) الذي يُعرف عنه عدم اهتمامه بمبدأ التفاوض». وقد قيل في البداية إن «طالبان» تخطط للإعلان رسمياً عن وفاة الملا عمر وتنصيب نجله «محمد يعقوب» خلفاً له وقائداً للتنظيم، وفقاً لتصريح هاتفي أدلى به «الملا أختار محمد» القائد العسكري في إقليم هلمند عن طريق الأقمار الصناعية الأربعاء الماضي. ولفت «أختار محمد منصور» نائب الملا عمر، إلى أنه يعارض مبدأ التوريث العائلي، وخاصة لأن ابن الملا عمر لم يكن من المؤيدين لمحادثات السلام مع الحكومة الأفغانية، وأشار إلى أنه شخصياً يؤيد مواصلة تلك المحادثات. لكن مجلس شورى الحركة انتخب الملا «أختار» نفسه زعيماً للحركة. ونقلت وكالة «رويترز» عن قيادييْن أفغانييْن حضرا اجتماعاً لأهم الشخصيات في «طالبان»، أن الحركة عينت «أختار» زعيماً لها. وقال أحد القيادييْن اللذين حضرا اجتماع الأربعاء، إن مجلس الشورى الذي عقد خارج كويتا انتخب بالإجماع الملا «أختار محمد منصور» أميراً جديداً لـ«طالبان». وكانت أولى جلسات الحوار الرسمية بين «طالبان» والحكومة الأفغانية قد انطلقت في مدينة «مورّي» الجبلية الباكستانية مطلع يوليو الماضي. وعززت تلك المبادرة الآمال باقتراب التوصل إلى حل سياسي للصراع الذي أودى بأكثر من 100 ألف شخص منذ عام 2001، وكلف أكثر من 680 مليار دولار. ومثلت مشاركة باكستان في المحادثات إشارة لجدّية المحاولات الهادفة إلى إحلال السلام في أفغانستان. ومن المنتظر أن تنعقد جلسات جديدة بين الجانبين خلال الأيام المقبلة. ويُعرف عن «الملا عمر» أنه «القائد الخفي» الذي لم يظهر على الملأ منذ غزو القوات الحليفة بقيادة الولايات المتحدة لأفغانستان عام 2001 وإسقاط حكم «طالبان». وخلال السنوات القليلة الماضية، راجت إشاعات تتحدث عن مقتله لكنها سرعان ما تتلاشى. وأصدرت «طالبان» في أبريل الماضي نشرة تتحدث عن سيرة حياة الرجل الذي وصفته بأنه «المجاهد ذو العين الواحدة»، وقالت إنه يقوم بواجباته في قيادة الحركة. ويبدو أن هذا الإعلان لم يكن أكثر من محاولة لوضع حد للانشقاقات داخل الحركة. وقال المحلل السياسي الخبير في الشؤون الأفغانية «أسعد علي»، والمقيم في لندن: «لو أنك كنت أحد مقاتلي طالبان، وكنت منشغلاً بالتفكير لمدة طويلة بالتوصل إلى اتفاقية سلام لتعود إلى الساحة السياسية، فلن يشعر قائدك بالعزلة بعد ذلك. وهناك حاجة ماسة لأن يمتلك الممثلون المفاوضون من قوة التأثير على طالبان ما يكفي لتنفيذ اتفاقية السلام مهما كانت طبيعة ما تتضمنه من بنود». ألطاف نجفي زاده * * محلل سياسي متخصص بالشؤون الأفغانية مقيم في كابول ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©