الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

تكامل الأدوار الأسرية يثري المتابعة الدراسية للأبناء

تكامل الأدوار الأسرية يثري المتابعة الدراسية للأبناء
1 نوفمبر 2010 12:34
يعتبر تواصل أولياء الأمور مع المدرسة من العوامل الأساسية لتحقيق النجاح والتفوق وتقوية العلاقة بين أفراد الأسرة أيضاً، ومن المقومات الأساسية التي تساعد المدرسة على القيام بدورها وتحقيق أهدافها التربوية والتعليمية. فتربية الأبناء مسؤولية مشتركة بين الأسرة والمدرسة ومؤسسات المجتمع، وتخلي أي عنصر من هذه العناصر يؤدي بالضرورة إلى إخفاق الأبناء في التوافق ودراستهم ومستوى تحصيلهم العلمي والتربوي. خورشيد حرفوش (أبوظبي) - الأسرة بصفة عامة تعيش حالة من التعبئة والاهتمام طيلة العام الدراسي، وذلك عبر تقصي احتياجات الأبناء المتعلقة بالمدرسة ومتابعة ما يمكن عمله يومياً، وتمثل المدارس لكثير من الأسر حالة اهتمام قصوى تتطلب من الأهل متابعة الشؤون الدراسية والاتصال بالمعلم والمدرسة ومعرفة نقاط الضعف الدراسي ودراسة أفضل الوسائل التي يمكن أن تحقق نجاحاً أوسع. وحينما تتعدد مراحل الأولاد الدراسية في البيت الواحد تتعدد الحاجيات والوسائل والمواد المطلوبة. ويبدو دور الأم متميزاً في هذه الحال، إذ أنها اكثر الأطراف متابعة لهذه الشؤون والاهتمامات كما أن عملية التشجيع والمتابعة تترك آثاراً حسنة على الأولاد إذ تشعرهم بأهمية دورهم بالنسبة لهم ولغيرهم. إن هناك رابطة وثيقة وهدفا مشتركا بين المدرسة والبيت، وقد أصبح الإرشاد النفسي للآباء والأمهات مسؤولية مهمة من مسؤوليات الإرشاد التربوي. ويعتبر هذا الاتجاه ثمرة من ثمرات النظريات الحديثة في علم نفس الطفولة، والبحوث المتعلقة بنمو الطفل، فالعملية التربوية بكل أبعادها معادلة متفاعلة العناصر تتقاسم أدوارها أطراف عدة أهمها الأسرة والبيت والمجتمع بحيث تتعاون جميعها في تأدية هذه الرسالة على خير وجه للوصول للنتائج المرجوة ولا يتحقق ذلك إلا من خلال توثيق الصلات بين البيت والمدرسة. مجالس الآباء يقول أحمد بن سليم الطنيجي "الأخصائي الاجتماعي": "ثمة أسباب مهمة تتطلب إقامة التعاون الوثيق بين البيت والمدرسة. فالطالب يشارك في توجيه العملية التربوية داخل مدرسته من زوايا كثيرة لأنه محورها لذلك فإن احتياجاته وقدراته وبيئته الاجتماعية التي يعيش فيها (البيت والمجتمع المحلي) تدخل في إطار توجيه عملية التربية، وعدم أخذ هذا الجانب في الاعتبار يجعل التربية تعمل بعيدة عن أهدافها المرسومة. ويمكن للمجتمع أن يلبي ذلك من خلال عدة وسائل وأساليب من أهمها مجالس الآباء والأمهات، حيث إن هذه المجالس لم تأت من فراغ وإنما جاءت كضرورة ملحة لربط المدرسة بالأسرة والمجتمع المحيط، لذا تعتبر مجالس الآباء والأمهات لها دور كبير وريادي في العملية التعليمية لخدمة الطلاب والمساهمة في حل العديد من المشاكل، وان تشجيع وتعريف الآخرين بدورهم كل في مجاله مع توعيتهم بأهمية التعاون بينهم وبين المدرسة لاشك سيؤدي إلى رقي التعليم حتى يتمكن الطلاب من الإحساس بالمتابعة المستمرة، والاهتمام بهم لإزالة جميع العوائق والعراقيل التي تعوقهم من تحقيق أهدافهم وتفوقهم. يأتي مفهوم البيت والأسرة دائماً مع وجود الأبناء فالهدف من تكوين الأسرة هو حصول الوالدين على أبناء. وبمعنى آخر فالأسرة كيان يتم بناؤه من أجل الوصول إلى أهداف معينة أهمها إنجاب الأبناء وتربيتهم، والواقع أن تربية الأبناء ليس بالأمر السهل بل هي مسؤولية كبيرة تقع على عاتق الأسرة حيث يتطلب الأمر الكثير من الجهد والتخطيط فإذا ابتغى الوالدان التوفيق في تربية أبناء صالحين وبناء مستقبل واعد لهم ينبغي عليهما تحديد أهداف تربوية معينة ومعرفة الوسائل والطرق اللازمة للحصول على تلك الأهداف حيث يشكل ذلك برنامجاً تربوياً متكاملاً وعلى الوالدين تربية أبنائهم وفق هذا البرنامج. فالوالدان اللذان لا يفكران في تربية أبنائهم لا يحق لهما انتظار المعجزة والمستقبل من أبنائهم فكما نسمع في الزراعة اصطلاحات الري والغرس وجني الثمار". توصيات عامة يشير أحمد الشكيلي "من أولياء الأمور" الذين يحرصون دائماً على متابعة أطفاله بنفسه بالتردد وزيارة مدارسهم إلى أن هناك توصيات عامة لكل الآباء والأمهات، في مقدمتها العناية بتغذية الطفل في البيت والمدرسة ومتابعة وتشجيع الطفل الصغير على الدراسة وترغيبه فيها بكل الأساليب، وتنمية الكفاءة التنظيمية للأولاد عبر تخصيص مكان خاص للكتب والدراسة ومراجعة الدروس في بيئة مناسبة. وعلى الوالدين تهيئة كل ما يساعدهم على تحقيق النجاح، وتقليل السفرات والزيارات العائلية التي تضر بوضع الأبناء الدراسي. وتشجيعهم على الحوار والتواصل والبحث عن الجواب النافع لأسئلتهم أو للمادة التي لم يفهموها بالصف، ويمكن للوالدين تقديم هذا العون، ويمكن بالاستعانة بالمقربين تجاوز هذه الحالات. وعي الآباء والأمهات تشير علياء الدرمكي "موظفة" وأم لثلاثة طلاب في مراحل تعليمية مختلفة إلى عدم وعي بعض أولياء الأمور بدورهم، وتقول: "البعض لا يدرك الدور الكبير الذي يجب عليهم القيام به والمسؤولية الكبيرة التي يتحملونها تجاه أولادهم، وما يفترض منهم من السؤال عن أولادهم ومتابعتهم والتقصي عن أوضاعهم، بما يحقق مصلحتهم، كما لا يدركون الأثر السلبي الذي ينعكس على الأبناء جراء عدم المتابعة لشؤون الأبناء المدرسية. فقد يدرك بعض الآباء ما عليه من مسؤولية وما يتوقع منه من دور، لكنه قد يكون لديه ما يشغله عن الاهتمام العلمي بأولاده، وكثيرا ما يكون هذا الانشغال بأمور غير ضرورية في الحقيقة، وقد يسهم في هذا الاهتمام القليل الذي نوليه عادة لإدارة الوقت، وما ينتج عن ذلك من اختلال في الأولويات وترتيب الأعمال. أو عدم وضوح القيم لدى أولياء الأمور، القيم هي ما يقدرها الفرد وتؤثر في اتخاذ قراراته أو تحديد خياراته، وقيمة الاهتمام بالأولاد لها أولوية عند كل شخص، لكن كثيراً من الآباء قد تغيب عنهم هذه القيمة، أو لا تكون واضحة، بحيث ينشغل عنها بأشياء قد تكون ملحة، لكنها ليست أكثر أهمية، وعندما يخسر الوالدان ولدهما يشعران بندم كبير ويتبين لهما أن ترتيبهما لأولويات القيم لم يكن واضحاً، حيث قدَّما على الاهتمام بأولادهما أشياء هي في الحقيقة أقل بكثير منهم. كيفية المتابعة وتضيف سهيلة مهران "موظفة"، إن البعض يخفى عليه سبل المتابعة من قبل المدرسة، فأحيانا تكون طرق التواصل مع المدرسة غير متاحة أو غير متيسرة. وهنا يكون السبب بالدرجة الأولى ناتجاً عن قصور دور المدرسة في هذا المجال. ويتمثل الإهمال التعليمي في صور عدة، مثل عدم الاتصال بالمدرسة أو الاستجابة لدعوتها عند عقد مجالس الآباء أو الأمهات، فمن الملاحظ أن كثيراً من المدارس تعاني ضعفاً واضحاً في تجاوب أولياء الأمور مع دعوات الحضور لمجالس الآباء والأمهات. وكثيراً ما يقتصر الحضور على أولياء أمور الطلبة المجدين. بينما الحاجة الماسة هي لأولياء أمور الطلبة الضعاف. أو عدم تشجيع الأولاد على بذل مزيد من الجهد في الدراسة. وعدم سؤالهم عن تحصيلهم ونتائج اختباراتهم، وعدم إظهار القلق من تدني مستواهم العلمي أو التربوي". وترى هنادي صالح "ربة أسرة" أهمية المتابعة الأسرية للأبناء دراسياً، وتقول: "أحرص على متابعة أطفالي حتى في أدق التفاصيل، وتنظيم الأوقات بين الدراسة والمطالعة والترفيه. ومن المفيد "أن نوفر للأبناء أسس النجاح والتفوق إلى أن تصبح عادة لديهم ثم تنسحب من مسؤولياتها شيئاً فشيئاً لتعزيز الاعتماد على الذات والبحث عن المعلومة، مشيرة إلى أنها تساعدهم في الحالات المستعصية عليهم وتحتاج إلى تبسيط وشرح". وحول تحمل الأب معها مسؤولية متابعة دراسة الأبناء تؤكد أنها وحدها من تتحمل المسؤولية والسبب أن الأب عصبي سرعان ما يتذمر من متابعته لدراسة أبنائه كما أنه يرى أن التربية والتنشئة هي من المسؤوليات الجليلة التي تفلح فيها الأم بينما تكمن مسؤوليته في الإشراف والمحاسبة حين الإخفاق بالعقاب وحين التفوق بالمكافأة، تصمت قليلاً، لتؤكد أن المناهج الجديدة أجبرته في الآونة الأخيرة على متابعة دراسة الأبناء، خاصة في مادة الرياضيات، فكثير من المسائل الحسابية متشعبة التفاصيل يعمد إلى متابعتها مع أبنائه وفقاً لتخصصه". يقول صالح النيادي "رجل أعمال": إن مسؤولية متابعة الأولاد دراسياً مشتركة بين الأم والأب لا يستأثر بها طرف دون الآخر مؤكداً أن ذلك يعمق الترابط الأسري ويشيع السعادة في قلوب أفراد الأسرة، فرغم انشغالي إلا أنني أتابع أبنائي دراسياً، خاصة بينما زوجتي تتولى مسؤولياتها الأخرى، فاهتمامنا مناصفة بيننا، فالأبناء يسعدون كثيراً ويشعرون باهتمامنا وحبنا لهم أثناء متابعتهم لدراستهم، ونحن نشعر بقلق الأبناء أيام الامتحانات وكأننا من سيؤدي الامتحان، ومخطئ من يعتقد أن مسؤولية متابعة دراسة الأبناء هي من مهام الأم فقط كأي مهمة في المنزل بل إنها مهمة تربوية تحتاج من الزوجين تكامل الأدوار".
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©