الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

سمير الجندي يبحث عن التراث الحداثي في الفن الإسلامي

سمير الجندي يبحث عن التراث الحداثي في الفن الإسلامي
4 أغسطس 2011 22:50
ارتبط الفنَّان التشكيلي سمير الجندي في سنوات شبابه الباكرة بالعمارة الإسلامية بعد أن نصحه مدرس التربية الفنية في مدرسة القنطرة شرق الثانوية بسيناء في مصر الالتحاق بكلية الفنون التطبيقية قسم الخزف، فوجد ذلك الارتباط بين الإنسان والعمارة الإسلامية، وأثارت إعجابه المباني الأثرية القديمة والمساجد، لما تحمله من قيم معمارية وزخرفية، وزينة المبنى بالوحدات النباتية والهندسية الإسلامية، والكتابات العربية، التي تتداخل بأساليب منوعة لتجميل السطح الخارجي والداخلي. يقول الجندي إنه حينما التحق بكلية الفنون التطبيقية عام 1964، لم يكن هناك أثر لتواجد فن الخزف في التعليم العام، وأثناء الدراسة كان يميل إلى الفن الإسلامي لما وجد فيه من ليونة في الخطوط، وكان أستاذه سعيد الصدر متبحراً في ذلك التراث، وهو ما جعله يتجه أكثر إلى الفنون الإسلامية، وبدأ مشروعه للتخرج وكان عن منشأة رياضية، استلهم الفن الإسلامي في عمارتها وجدارياتها، فأكد إمكانية استخدام التراث بأسلوب حداثي في منشأة رياضية لها نشاط خاص. النشاط الخزفي وأضاف أنه عقب تخرجه عُين في وزارة الثقافة، مشرفاً على أقسام الخزف بوكالة الغوري، وكان النشاط الخزفي موجوداً في وكالة الغوري وبيت السناري، ومركز الخزف في الفسطاط الذي كان يديره الفنان سعيد الصدر، الذي كان هدفه المحافظة على التراث وأحيائه، ولذلك عمل على تلك الفكرة أيضاً، وحاول تطويرها، وكان مبنى وكالة الغوري يغمره بجدرانه وأعمدته وحجراته ذات الطابع الإسلامي المطبوع بعصره وتاريخ بنائه، وحينما أدخل فيه الأفران الكهربائية، أو ما يخالف هدوء الحرفة والصنعة أو الفن، أعطى ذلك انطباعاً معاكساً، وقد صادفه رفض البعض، وعندما أنتج أشكالاً تتماشى مع هذا الكيان المعماري تغير الأمر. وأشار إلى أن تلك الوظيفة كانت تقيد طموحاته الفنية، فأقام مكاناً خاصاً لذلك النشاط، الهدف منه التعايش مع البيت المصري والنشاط الموجود في الأبنية، مع إحياء التراث وتطويره، فأدخل الخزف كوظيفة لها بصمة إسلامية، إلا أنه لا ينكر استفادته من تجربة العمل بوكالة الغوري، حيث كان دوره الأساسي الحفاظ على الأعمال الخزفية الإسلامية التي تحتاج إلى ترميم، مما مكنه من الاطلاع عن قرب على آلاف القطع الإسلامية لمعرفة عناصر القوة فيها، ومدى ما وصل إليه الفنان المسلم من الإبداع، وبدأ مشواره الابداعي مع الخزف معتمداً على الخبرة بالتراث والتجريب في التقنية. جائزة الدولة وكان للأعمال الأولى للخزاف سمير الجندي شكل فني جمالي لا يخدم الوظيفة النفعية للقطعة الخزفية، فحاول البحث عن الوظيفة في الأعمال اللاحقة حتى تعيش القطعة في البيت المصري، وكذلك البيوتات الأجنبية، لنشر الفنون الإسلامية عن طريق توظيف الأعمال الخزفية في الخارج، واعتقاداً منه أن ذلك امتداد للفنان المُلهم سعيد الصدر، الذي علمه كيف يعشق فن الخزف الإسلامي. وقال الجندي إنه حصل على جائزة الدولة التشجيعية على 3 مبان معمارية خزفية تعلوها المآذن، وتشغل جدرانها الزخارف الإسلامية، وأنه استخدم عناصر الزخرف الإسلامي في تجميل الأواني والأشكال الخزفية، وكان ينهي القمة في تلك الأواني المستمدة من شكل البرامق الإسلامية، بما يشبه النبتة، التي تدل على توالد النبات، والجسم يمثل الجذور الإسلامية، فتكون النبتة امتداداً لها ضماناً لأن تلك الجذور موجودة دائماً، طالما ظلت النبتة تنمو. وأشار إلى أن اهتمامه بالحروف العربية كان في الخط الكوفي، الذي تفوق فيه أثناء دراسته الجامعية، مع خط النسخ، وتبحر فيه، لوجود التوريقات الزخرفية النباتية الإسلامية التي تتلاءم مع المضمون والجسم في الآنية والشكل الإسلامي المستوحى من خلال العمائر الإسلامية القديمة. الشكل الإسلامي وقال إن هناك بعض الخزافين يقلدون الشكل الإسلامي بنقله كما هو باعتبار أنه يعيد التراث بطبيعته القديمة، لكن ما حاول عمله هو تأكيد أنه إذا اختلف الخط الخارجي نفسه، يمكن أن نجد مفهوماً أو شكلاً جديداً في النواحي التكنيكية وعمليات الحرق، والاستخدام الذي يجب أن يتناسب مع الوظيفة، ولذلك حاول الاستلهام من خلال الروح الموجودة في الفنون الإسلامية، وتوظيفها في إنتاج أو إبداع أشكال جديدة توحي بالروح الإسلامية، أو هي تومئ ولا تفصح مباشرة، من خلال العناصر القديمة التي كانت موجودة في الشكل الإسلامي القديم للإيحاء بالشكل نفسه، ولكنه تبسيط لما هو قديم بحيث يظهر التراث ولكنه يختلف عنه في الوظيفة أو التشغيل. وقال إن أساس بحثه هو إيحاء الشكل بما يتناسب مع تغطيته بالزخرف، وربما يُتهم خطأ الفن الإسلامي بكثرة الزخرف، لكنه ثراء جمالي لاهتمام الفنان المسلم بتغطية الشكل بالكامل بالزخارف، ولذلك قيل إن الزخرف الإسلامي يعتبر زائداً، وأنه مع أخذ أبسط الزخارف الإسلامية إيحاء بالروح الإسلامية التي تدخل ضمن استلهام الفنان الباحث عن التراثية الحديثة، ومن الممكن أن يكون هناك شكل للزخرف نفسه يخرج منه شكل الآنية أو العمل الفني المستمد من التراث، مؤكداً أن الفن الإسلامي لا يمكن أن يموت وسيستمر في الأشكال الحديثة والمعاصرة. وعن لقب الخزاف الإسلامي قال إنه حُصر في نوعية معينة من الإنتاج الفني، وهي قيد، وأنه ينتج أعماله الفنية بشكل متكامل من خلال فكرة إحياء التراث المصري أو الشعبي أو الإسلامي، في محاولة للمحافظة على التراث بأنواعه إلا أن التراث الإسلامي هو ما يحسه أكثر. ويفضل الجندي العمل بطريقة الشرائح، وأحياناً يستعمل الدولاب كمساعد، كونه دائماً يعطي عملاً إسطوانياً، وهو ما يبتعد عنه كثيراً في أعماله الخزفية، أما التشكيل بالشرائح أو الحبال وهو ما يكون الأشكال الحرة التي يمكن إبداعها، حيث إن الإبداع الخاص لا يستجيب للشكل الثابت، وذلك دون الإخلال بالجمال الزخرفي. الإقبال على الفن الخزفي تأكد من خلال المعارض الخارجية التي أقامها منذ عام 1975 في البلدان الأوروبية وأميركا أن الإقبال على هذا الفن الخزفي الذي يتسم بالطابع الإسلامي يتزايد، حيث إنهم يقتنون الأعمال الخزفية عن حضارة كانت موجودة، وأن هذا الإنتاج الحديث ربما يكون إشعاعاً جديداً لإحيائها ثانية وتواجدها في البلدان، لجمال الزخرف واللون وخاصة الألوان الجديدة التي أضافت الكثير للبصمة الزخرفية الموجودة على الأعمال الخزفية، وأن أغلب الأجانب والسفارات في مصر يطلبون اقتناء تلك الأعمال الخزفية للرجوع بها إلى بلدانهم كجزء معرفي عن الخزف في المنطقة.
المصدر: القاهرة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©