الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

وأصلحوا..?

4 أغسطس 2011 22:46
لا يخفى على أحد مقام عبادة الصلاة والصيام ومالها من أجر عظيم وفضل كبير، ولكن استوقفني حديث عن نبينا صلى الله عليه وسلم يبين عملاً يفضل عبادات كثيرة يقول صلى الله عليه وسلم: «ألا أخبركم بأفضل من درجة الصلاة والصيام، والصدقة؟»، قالوا: بلى، قال: «إصلاح ذات البين؛ فإن فساد ذات البين هي الحالقة» (رواه أحمد والمراد بقوله: (الحالقة): أي الخَصْلة التي من شأنها أن تَحلِق: أي تُهْلِك وتَستأصِل الدِّين كما يَسْتَأصِل المُوسَى الشعر، وقيل: هي قَطِيعة الرَّحم والتَّظالُم. وعن أبي هريرة رضي الله عنه، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «ما عمل ابن آدم شيئاً أفضل من الصلاة، وصلاح ذات البين، وخلق حسن» (رواه البيهقي في شعب الإيمان). إن قضية الإصلاح بين الناس قد اعتنى الشرع الحكيم بها غاية الاهتمام، وذلك أن وقوع الشقاق بين الناس واقع بين كثير منهم فنرى من يخاصم والديه أو أبناءه أو إخوانه أو أهله أو أصحابه أو ما سوى ذلك لعرض من الدنيا، سواء كان ذلك بحق أو بغير حق، ولذا كان من رحمة الله تعالى بالناس أن شرع لهم ما يزيل أثر الخصام، ويخفي معالمه لتبقى الإنسانية والكون كله في حب ووئام. قال الله تعالى: (لا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَـجْوَاهُمْ إِلاَّ مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلاحٍ بَيْـنَ النَّاسِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ مَرْضَاةِ اللَّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا) «النساء، 114». قال الطبري في تفسير الآية: «يعني جل ثناؤه بقوله: (لا خير في كثير من نجواهم): لا خير في كثير من نجوى الناس جميعًا، (إلا من أمر بصدقة أو معروف) والمعروف: هو كل ما أمر الله به أو ندب إليه من أعمال البر والخير، (أو إصلاح بين الناس)، وهو الإصلاح بين المتباينين أو المختصمين، بما أباح الله الإصلاح بينهما، ليتراجعا إلى ما فيه الألفة واجتماع الكلمة، على ما أذن الله وأمر به، ثم أخبر جل ثناؤه بما وعد مَنْ فعل ذلك، فقال: (ومن يفعل ذلك ابتغاء مرضاةِ الله فسوف نؤتيه أجرًا عظيمًا)، يقول: ومن يأمر بصدقة أو معروف من الأمر، أو يصلح بين الناس (ابتغاء مرضاة الله) يعني طلب رضا الله بفعله ذلك (فسوف نؤتيه أجرًا عظيمًا) يقول: فسوف نعطيه جزاءً لما فعل من ذلك أجراً عظيمًا، ولا حدَّ لمبلغ ما سمى الله (عظيمًا) يعلمه سواه». قال ابن عطية: «والمعروف لفظ يعم الصدقة والإصلاح، ولكن خُصَّا بالذكر اهتماماً بهما، إذ هما عظيما الغناء في مصالح العباد». ولكن لا بد للمصلح بين المتخاصمين أن يكون معتمدا على الفهم والعلم قاصدا العدل. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الصلح جائز بين المسلمين إلا صلحاً حرم حلالاً أو أحل حراماً، والمسلمون على شروطهم إلا شرطاً حرم حلالاً أو أحل حراماً، رواه أحمد.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©