الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«منف» أول مدينة مصرية بنيت بعد الطوفان وشاهد على واقعة استغفار موسى

«منف» أول مدينة مصرية بنيت بعد الطوفان وشاهد على واقعة استغفار موسى
2 أغسطس 2013 17:39
يقول الله تعالى في سورة القصص: «ودخل المدينة على حين غفلة من أهلها فوجد فيها رجلين يقتتلان هذا من شيعته وهذا من عدوه فاستغاثه الذي من شيعته على الذي من عدوه»، وقال تعالى في نفس السورة في الآية «18»: «فأصبح في المدينة خائفاً يترقب فإذا الذي استنصره بالأمس يستصرخه قال له موسى إنك لغوى مبين»، ودللت معالم الآثار المصرية على الكثير من الأحداث التي شهدتها المدينة. أوضح فضيلة الشيخ محمود عاشور وكيل الأزهر الأسبق أن المقصود بتلك المدينة التي جاء ذكرها في الآيات السابقة مدينة منف حسبما ورد في كثير من كتب المفسرين، حيث ذُكر في تفسير الجلالين أن المقصود بهذه المدينة مدينة الحكم بمصر وهي مدينة منف، وهي مدينة من مدائن ملك فرعون وفي تفسير ابن كثير أن موسى عليه السلام لما دخل المدينة على حين غفلة من أهلها، وذلك كان بين المغرب والعشاء، وقال عطاء الخراساني عن ابن عباس قال إنه دخل في نصف النهار ووجد موسى عليه السلام أن هذا الوقت فرصة لنزوله المدينة والناس في غفلة فوجد فيها رجلين يقتتلان ويتنازعان، فكان أحدهما من شيعته والآخر من عدوه، فلما استغاثه الذي من شيعته عمد إلى الآخر فوكزه فقضى عليه من شدة الطعنة بيده، وقال قتادة وكزه بعصا كانت معه، فكان فيها حتفه فمات فتيقظ موسى عليه السلام أن هذا من عمل الشيطان فاستغفر ربه، وقال: «ربي إني ظلمت نفس فاغفر لي فغفر له»، وقال: «ربي بما أنعمت عليّ فلن أكون ظهيراً للمجرمين». غرب النيل ويضيف الشيخ عاشور: مدينة منف هي من مدائن مصر القديمة وأول عاصمة لمصر وقيل إنها شيدت في عهد الملك نعرمر. وزارها الإسكندر الأكبر، واستقرت مومياؤه فيها لأكثر من عام، حتى يتم تجهيز مقبرته في الإسكندرية. وفيها «بتاح - سخمت - نفرتوم» وبها أشهر وأكبر جبانة، وهي جبانة منف. تُعرف مدينة منف حالياً باسم ميت رهينة في مركز البدرشين بمحافظة الجيزة، وتقع في غرب النيل على مسافة اثنى عشر ميلاً من مدينة فسطاط مصر، وهي أوّل مدينة عمرت بأرض مصر بعد الطوفان، وصارت دار المملكة بعد مدينة أمسوس، وقد ذكرها الله تعالى في القرآن بقوله: «ودخل المدينة على حين غفلة من أهلها‏». وقال الإمام أبوجعفر محمد بن جرير الطبري في كتاب جامع البيان في تفسير القرآن عن السديّ‏ إنه قال‏:‏ كان موسى «عليه السلام» حين كبر يركب كما ركب فرعون ويلبس مثل ما يلبس وكان إنما يدعى‏:‏ ابن فرعون ثم إنّ فرعون ركب مركباً وليس عنده «موسى عليه السلام» فلما جاء «موسى عليه السلام» قيل له‏:‏ إنّ فرعون قد ركب فركب في إثره فأدركه المقيل في أرض يُقال لها‏:‏ منف فدخلها نصف النهار، وقد تغلقت أسواقها وليس في طرقها أحد، وهي التي يقول اللّه جلّ ذكره عنها «ودخل المدينة على حين غفلة من أهلها». قوم نوح وقال «ابن عبد الحكم عن عبدالله بن لهيعة‏»: أوّل من سكن مصر بعد أن أغرق الله قوم نوح عليه السلام بيصر بن حام بن نوح فسكن «منف»، وهي أوّل مدينة عمرت بعد الطوفان وسكنها هو وولده، وهم ثلاثون نفسًا منهم أربعة أولاد قد بلغوا وتزوّجوا، وهم‏:‏ مصر وفارق وماج وياج وبنو بيصر وكان مصر أكبرهم فبذلك سميت‏:‏ مافه ومافه بلسان القبط ثلاثون، وكانت إقامتهم قبل ذلك بسفح المقطم ونقروا هناك منازل كثيرة‏.‏ وقال «ابن خرداذبه» في كتاب المسالك والممالك: ومدينة منف هي مدينة فرعون التي كان ينزلها، واتخذ لها سبعين باباً من حديد وجعل حيطان المدينة من الحديد والصفر وفيها كانت الأنهار تجري من تحت سريره، وهي أربعة ويروى أنّ مدينة منف كانت قناطر وجسوراً بتدبير وتقدير حتى إنّ الماء ليجري تحت منازلها وأفنيتها فيحبسونه كيف شاءوا ويرسلونه كيف شاءوا فذلك قوله تعالى حكاية عن فرعون‏: «أليس لي ملك مصر وهذه الأنهار تجري من تحتي أفلا تبصرون». جاء الحق وكان بها كثير من الأصنام لم تزل قائمة إلى أن سقطت فيما سقط من الأصنام في الساعة التي أشار فيها النبيّ صلى الله عليه وسلم إلى الأصنام يوم فتح مكة بقضيب في يده، وهو يطوف حولها ويقول‏: «جاء الحق وزهق الباطل إنّ الباطل كان زهوقاً». فما أشار إلى صنم منها في وجهه إلا وقع لقفاه ولا أشار لقفاه إلا وقع لوجهه حتى ما بقي منها صنم إلا وقع، وفي تلك الساعة سقطت أصنام الأرض من الشرق إلى الغرب وبقي أصحابها متعجبين لا يعلمون لها سببًا أوجب سقوطها، وبقيت أصنام مدينة منف ساقطة من ساعتها وفيها الصنمان الكبيران المجاوران للبيت الأخضر الذي كان به صنم العزيز، وكان من ذهب وعيناه ياقوتتان ثم قطعت الأصنام والبيت الأخضر من بعد سنة ستمائة،‏ ويُقال‏:‏ كانت منف ثلاثين ميلاً طولاً في عشرين ميلاً عرضاً وإنّ بعض بني يافث بن نوح عمل في أيام مصرايم آلة تحمل الماء حتى تلقيه على أعلى سور مدينة منف، وذلك أنه جعلها درجًا مجوّفة كلما وصل الماء إلى درجة امتلأت الأخرى حتى يصعد الماء إلى أعلى السور ثم ينحط فيدخل جميع بيوت المدينة ثم يخرج من موضع إلى خارج المدينة‏.
المصدر: القاهرة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©