الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«خباب بن الأرت» انصفه القرآن

1 أغسطس 2013 20:59
(القاهرة) - خباب بن الأرت بن جندلة التميمي، سُبي في الجاهلية فبيع في مكة، فكان مولى أم أنمار الخزاعية، والتي دفعته إلى أحد الحدادين في مكة ليعلمه صناعة السيوف، وفي وقت يسير أتقن الصنعة، وتمكن منها، ولما اشتد ساعده وصلب عوده استأجرت أم أنمار له دكاناً، واشترت له عدة، وجعلت تستثمر مهارته في صنع السيوف، ولم يمض سوى وقت قليل حتى اشتهر في مكة. الحكمة ورغم حداثة سنه كان خباب يتحلى بحكمة العقل، فكان كثيراً ما يفكر في هذا المجتمع الجاهلي الذي غرق في الفساد، وكان ينتظر أن يرى بعينه مصرع الظلام، ومولد النور، ولم يطل انتظاره كثيراً، فسمع عن محمد بن عبد الله الذي يدعو إلى دين جديد، فمضى إليه وسمع منه فغمره سناه، فبسط يده إليه وشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، فكان سادس ستة أسلموا على ظهر الأرض. ولم يكتم خباب رضي الله عنه إسلامه عن أحد، فما لبث أن بلغ خبره أم أنمار فاستشاطت غضباً وغيظاً، وصحبت أخاها سباع بن عبد العزى، وقال: لقد بلغنا عنك نبأ لم نصدقه. فقال خباب: وما هو؟ فقال سباع: يشاع أنك صبأت، وتبعت غلام بني هاشم. فقال خباب في هدوء: ما صبأت، وإنما آمنت بالله وحده لا شريك له، ونبذت أصنامكم، وشهدت أن محمداً عبد الله ورسوله. يروى أن أم أنمار كانت تأخذ الحديد المحمى وتضعه فوق رأسه وخباب يتلوى من الألم، ولكنه يكظم أنفاسه حتى لا يرضي غرور جلاديه، ومر به الرسول صلى الله عليه وسلم والحديد المحمى فوق رأسه، فطار قلبه رحمة وأسى، فدعا له قائلاً: «اللهم انصر خبابا». ومع كل ما تعرض له من التعذيب الشديد على يد مشركي مكة، فإنه رضي الله عنه ثبت على الحق كالجبال، ورفض جميع أنواع الإغراءات ليرتد عن دينه، ويروى عنه أنه كان له على العاص بن وائل دينٌ، فأتاه يتقاضاه، فقال العاص: لن أقضيك حتى تكفر بمحمد. فقال خباب: لن أكفر به حتى تموت ثم تبعث. وقال العاص: إني لمبعوث من بعد الموت؟ فسوف أقضيك إذا رجعتُ إلى مالٍ وولد، فنزل في هذه الواقعة قول الله تعالى: (أفَرَأيْتَ الذَي كَفَرَ بِآياتنا وقال لأوتَيَنَّ مَالاً وَوَلَداً، أَطَّلَعَ الغَيْبَ أمِ اتَّخَذَ عند الرحمنِ عَهْداً، كلاّ سَنَكتُبُ ما يقول ونَمُدُّ له من العذاب مَدّا، َنَرِثُهُ ما يقولُ ويَأتينا فرداً). «مريم: الآيات 77 - 80». اجتماع بيت الصفا وكان خباب بن الأرت سببا في إسلام عمر بن الخطاب رضي الله عنهما، حيث كان يذهب إلى فاطمة بنت الخطاب يقرئها القرآن، وذات يوم خرج عمر يوماً متوشحاً سيفه يريد قتل رسول الله، فذكروا له أنهم اجتمعوا في بيت عند الصفا، فلقيه نعيم بن عبد الله فأخبره بإسلام أخته فاطمة بنت الخطاب وزوجها سعيد بن زيد بن عمرو، فرجع عمر عامداً إلى أخته وزوجها وعندهما خباب بن الأرت معه صحيفة فيها سورة طه يقرئهما إياها، فلما سمعوا صوت عمر تغيب خباب في بعض البيت، فأخبرهما بما سمع وبطش بزوج أخته سعيد بن زيد، فقامت إليه أخته فاطمة فضربها فشجها، فلما فعل ذلك قالت له أخته وزوجها: نعم، لقد أسلمنا وآمنا بالله ورسوله، فاصنع ما بدا لك. فلما رأى عمر ما بأخته من الدم ندم على ما صنع، وطلب من أخته الصحيفة ليقرأها، فقرأها، فلما قرأ منها صدرا، قال: ما أحسن هذا الكلام وأكرمه. فلما سمع ذلك خباب بن الأرت خرج إليه فقال له: والله يا عمر، إني لأرجو أن يكون الله قد خصك بدعوة نبيه، فإني سمعته أمسِ وهو يقول: «اللهم أيد الإسلام بأبي الحكم أو بعمر بن الخطاب»، فاللهَ الله يا عمر. فقال عند ذلك: فدلني يا خباب على محمدٍ حتى آتيه فأسلم.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©