الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

مقتل خيار الأمة بعد الصحابة في وقعة الحرة

1 أغسطس 2013 20:58
القاهرة (الاتحاد) - من دلائل النبوة والمعجزات ما أخبر الرسول صلى الله عليه وسلم عما يحدث في الحرة، وهي الأرض ذات الحجارة السوداء كأنها أحرقت بالنار، وتنتشر في أماكن عدة قرب المدينة المنورة، فنقل البيهقي عن أيوب بن بشير أن رسول الله خرج في سفر من أسفاره فلما مر بحرة زهرة وقف فاسترجع فساء ذلك من معه وظنوا أن ذلك من أمر سفرهم، فقال عمر بن الخطاب يا رسول الله ما الذي رأيت فقال «أما إن ذلك ليس من سفركم هذا قالوا فما هو يا رسول الله قال يقتل بهذه الحرة خيار أمتي بعد أصحابي». قال ابن حجر في فتح الباري، اجمع المؤرخون على وقوع وقعة الحرة، وسببها أن أهل المدينة خلعوا بيعة يزيد بن معاوية لما بلغهم ما يتعمده من الفساد فأمّر الأنصار عليهم عبد الله بن حنظلة بن أبي عامر وأمّر المهاجرون عليهم عبد الله بن مطيع العدوي وأرسل يزيد إليهم مسلم بن عقبة المري في جيش كثير فهزمهم واستباحوا المدينة. أمور عظيمة وقال شيخ الإسلام ابن تيمية، وجرت في إمارة يزيد أمور عظيمة، منها أن أهل المدينة النبوية نقضوا بيعته وأخرجوا نوابه وأهله، فبعث إليهم جيشاً، وأمره إذا لم يطيعوه بعد ثلاث أن يدخلها بالسيف ويبيحها ثلاثاً، فصار عسكره في المدينة النبوية يقتلون وينهبون. وقال ابن كثير في البداية والنهاية، قدم وفد أهل المدينة على يزيد، فأكرمهم ثم عادوا من عنده بالجوائز فخلعوه، وأظهروا شتمه وعيبه، وقالوا قدمنا من عند رجل ليس له دين، يشرب الخمر، وتعزف عنده القينات بالمعازف، وإنا نشهدكم أنا قد خلعناه، فتابعهم الناس على خلعه، أظهروا ذلك واجتمعوا عند المنبر، وجعل الرجل منهم يقول قد خلعت يزيد، كما خلعت عمامتي ويلقيها عن رأسه، ويقول الآخر قد خلعته، كما خلعت نعلي حتى اجتمع شيء كثير من العمائم والنعال، ثم اجتمعوا على إخراج عامل يزيد من بين أظهرهم، وهو عثمان بن محمد بن أبي سفيان، وعلى إجلاء بني أمية من المدينة، فاجتمعت بنو أمية وهم قريب من ألف رجل في دار مروان بن الحكم، وأحاط بهم أهل المدينة يحاصرونهم. الجوع والعطش كتب بنو أمية إلى يزيد بما هم فيه من الحصار والإهانة، والجوع والعطش، وأن يبعث إليهم من ينقذهم مما هم فيه وإلا استؤصلوا عن آخرهم، فلما قرأ الكتاب انزعج، فبعث إلى مسلم بن عقبة المري، وهو شيخ كبير ضعيف، فانتدبه لذلك، وأرسل معه عشرة آلاف فارس أو اثني عشر ألفاً ويقال في سبعة وعشرين ألفاً، وأعطى كل واحد مئة دينار، وقال له إذا قدمت المدينة ولم تصد عنها، وسمعوا وأطاعوا فلا تتعرض لأحد منهم، وإن صدوك فادعهم ثلاثاً، فإن رجعوا إلى الطاعة فاقبل منهم وكف عنهم، وإلا فاستعن بالله وقاتلهم، وإذا ظهرت عليهم فأبحها ثلاثاً، ثم اكفف عن الناس. وسار مسلم بالجيوش، وجاءه عبد الملك بن مروان فقال له إن كنت تريد النصر فانزل شرقي المدينة في الحرة، فنزل ودعا أهلها ثلاثة أيام، ثم اقتتلوا قتالاً شديداً، وقتل من الفريقين خلق من السادات والأعيان. أباح مسلم بن عقبة المدينة وقتل خلقاً من أشرافها وقرائها، وانتهب أموالاً كثيرة، ووقع شر عظيم وفساد عريض، واختلف المؤرخون حول ما ذكره البعض من استباحة الأعراض. ولم يشترك في الفتنة أحد من الصحابة ولا وافقوا على الخروج. وقد قتل في المعركة عدد منهم رضوان الله عليهم، وذكر سعيد بن المسيب قال وقعت الفتنة الأولى «مقتل عثمان» فلم تبق من أصحاب بدر أحداً، ثم وقعت الفتنة الثانية «يعني الحرة» فلم تبق من أصحاب الحديبية أحداً. حملة القرآن وقال عبد الله بن وهب عن الإمام مالك: قتل يوم الحرة سبعمئة رجل من حملة القرآن، حسبت أنه قال، وكان فيهم ثلاثة من أصحاب رسول الله. وقال الزهري كان القتلى يوم الحرة، سبعمئة من وجوه الناس من المهاجرين والأنصار والموالي، وممن لا يعرف من حر وعبد وغيرهم عشرة آلاف. وخرج أبو سعيد الخدري حتى دخل كهف الجبل فتبعه رجل من أهل الشام فاقتحم الغار فانتضى أبو سعيد سيفه يخوفه به فلم ينصرف عنه فعاد أبو سعيد وأغمد سيفه وقال‏ ‏«‏لئن بسطت إليَّ يدك لتقتلني ما أنا بباسط يدي إلي لأقتلك»، ولما عرف أنه صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم تركه ومضى‏، وقيل أنهم نتفوا لحية عمرو بن عثمان بن عفان.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©