أين يقطن القلب وتولد المشاعر والأحاسيس، لا نعلم إن كانت مشاعرنا صادقة، ولا نعلم أيضاً إن كانت أحاسيسنا ترتدي أقنعة الكذب والنفاق أم هي بريئة منها براءة الذئب من دم يوسف –عليه السلام-.
المشاعر في القلب لا في المظاهر الخادعة، لذلك ليس كل من يبتسم سعيد في حياته، وليس كل من دمعت عينه حزين، فالكثير من الدموع (دموع التماسيح) تخدع الكثير من البشر.
والإحساس بالذنب نعمة لا نقمة كما يظن الكثير من البشر، نادرون من يملكونها وعلى الرغم من ندرتهم قلة منهم من يستخدمها، وقلة من القلة من يتقن استخدامها ويُسخرها لنفسه متى ما شاء وكيف ما شاء وأين ما كان.
إلى كل من يحمل في قلبه الهموم الكثيرة، المميتة، لا تقلق، فمشاعرك إن صدقت ووجدت فإنها تعني أن لك قلباً يشعر ويحس، وكما لك جسد يتأذى فإن لك قلباً يحس.
يا سادة.
.
المشاعر لا تخون كخيانة الحبيب أو غدر الثعلب، بل تفي إن وعدت، فإنها وفية كوفاء الكلاب على الرغم من قبحهم وأذاهم.
تفاءلوا واعتنوا بأنفسكم جيداً، ومثلما أن العقل السليم في الجسم السليم، فإن القلوب الحية تتواجد وتحيا إن صدقت المشاعر وتبادلت الأحاسيس، حتى ولو جفت مياه الآبار فأصبحت الآبار عجفة، فإن القلب لا يقسو على مشاعر في داخله تسكن، وأحاسيس تُشعرك بقيمة نفسك، وقيمة ما تملك.
عبدالله المسكري
عدد اليوم
