الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

لا تقنع ولا تنفع ولا تشفع لها !

20 أغسطس 2014 23:35
أفعال لا تدرك عواقب الردود العكسية المغايرة عليها، وإنما تلهو في سقم وعقم ووهم، لا تعكس هالة صاحبها فقط، وإنما تجمع كل من حوله، ومن له صلة به . . نزف الاستخفاف المفعم بكم مسرف من التفاهة والبلاهة، لا يعني دليلاً على إثبات الشخص جدارة نفسه، وإبراز مكانته في المجتمع، بل إنه دليل قاطع على انحدار وانكسار سلوكه، تبعثره وتعثره في الحضيض، وتصغير نفسه دون أن يشعر . . وفي خضم الحدث بعد انتشار الكثير من المواقع الإلكترونية، وسهولة الانضمام إليها عبر الوسائل التقنية الحديثة، نرى أناساً من ذوي الفكر السقيم العقيم قد تناولوا الموضوع من دون فكر ومن دون تدبر، علامات التعجب ترتسم على جباههم ليتصرفوا تصرفات لا تقنع ولا تنفع ولا تشفع لهم. لا نمنع ولا نمانع بالتواصل الاجتماعي والمشاركة بشتى الوسائل المستحدثة والحديثة، والجميع له الحرية، ولكن حين تصل الحرية إلى السخرية المبالغ بها فوق العادة، يجب أن يقف صاحبها ويلتفت إلى نفسه ثم يدرك أنه مساءل، فلابد أن يضع حداً لذاته، ورقيباً لتصرفاته، فهنا الفرد لا يمثل نفسه فقط، وإنما يمثل مجتمعاً نشأ منه، وتربى فيه، وربما يمثل دولة على تصرف ساذج لا يعني شيئاً . . على الشخص حين يطرح أي مشاركة، سواء كانت فقرة قصيرة أو فيديو، أن يشارك بفكر رصين وعقل رزين، لابد أن يدرك جيداً العمل الذي سيبادر بطرحه، فهو عبارة عن رسالة مرسلة يستقبلها المتلقي بذبذبات شعورية، وتردد عالٍ يوضح له شخصية المرسل، عنوان ظاهره بتفاصيل ما في داخله. لذلك بعض الأشخاص يفرض علينا احترامه وتقديره، لعدم مساهمته في نشر هذه الأمور بمجرد «برودكسات» أو عمل «ريتويت» أو ضغطة زر كما شابه، بل شق طريقه بنفسه ليضع له طابعاً منفرداً يميزه عن الآخرين، فهؤلاء الذين يستحقون الشكر الجزيل حقاً، لأنهم بصمة تشرّف، وفكر ينزف مداداً ليسطر ويبهر . . هزاع المنصوري
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©