الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الطفلة داليا الحسيني...

الطفلة داليا الحسيني...
17 سبتمبر 2006 00:54
ظن الجميع أنها فارقت الحياة بعدما توقف قلبها عن الخفقان، وجسدها عن الحراك، فوضعت جثتها في براد المستشفى بضع ساعات· لكن مشيئة الله أرادت أن تنقذها، إذ ضاق البراد بمن فيه من شهداء، فتقرر نقل عدد منهم لى مستشفى حمود الجامعي في صيدا، حركت يدها فعرفوا أن الروح لم تفارق الجسد· نزحت فاستهدفتها الغارات الإسرائيلية بيروت - هيثم زعيتر: داليا عبد الله الحسيني البالغة من العمر 7 سنوات، عادت للحياة بعد الموت، الذي نجت منه مرتين· ولكن أي مصير ينتظرها، وهل ستكتب لها الحياة السعيدة! هذا الواقع ليس فيلماً من نسج الخيال، لكنها مشيئة الله لطفلة هربت من جحيم الحقد الإسرائيلي، الذي لم يكتف باستهداف الأحياء، بل طاول قصفه تشييع الشهداء· فبعدما نزحت إبنة بلدة البازورية - قضاء صور مع عائلتها ظناً منها أن القذائف الإسرائيلية لن تُطاردها، مزقت إحدى الغارات طفولتها البريئة وجعلتها ترقد بين الحياة والموت في غرفة العناية الفائقة في ''مستشفى حمود الجامعي'' في صيدا بعدما كانت في عداد الأموات· عائلة فقيرة ولدت داليا في عائلة فقيرة، وبعدما توفيت والدتها وهي في الثالثة من عمرها، إزدادت تمسكاً بوالدها عبد الله الحسيني الذي يعمل سائقاً بالأجرة، ويسعى بجهد إلى كسب قوت يومه بعرق جبينه، فيما شقيقها مصطفى ما زال فتى يافعاً يتلقى دروسه· في ذلك اليوم المشؤوم، كانوا جميعاً هدفاً لأداة الإجرام الإسرائيلية· لم تغادر العائلة البلدة عندما شنت ''إسرائيل'' حربها في 12 يوليو على لبنان، ولكن حين بدأ العدو بارتكاب المجازر والقصف العشوائي، توجهت شمالاً إلى أن وصلت في 8 أغسطس إلى بلدة الغازية - قضاء صيدا للإقامة عند أحد أقارب العائلة، ويومها كان أهالي البلدة يشيعون كوكبة من شهدائهم الذين سقطوا خلال العدوان الإسرائيلي الأول عليها، وأثناء موكب التشييع أغارات الطائرات الحربية الإسرائيلية مجدداً على البلدة، فأصيبت داليا بجروح خطيرة في رأسها، ونزفت دماؤها، قبل أن تترجل من السيارة، فيما أصيب والدها عبد الله وشقيقها مصطفى· كتبت لها الحياة سارع رجال الإنقاذ بنقل الجميع إلى احدى مستشفيات المنطقة· كانت داليا تلفظ أنفاسها الأخيرة، وظن الجميع أنها فارقت الحياة بعدما توقف قلبها عن الخفقان وجسدها عن الحراك، فوضعت جثتها في براد المستشفى بضع ساعات· لكن مشيئة الله أرادت أن تنقذها، اذ ضاق البراد بمن فيه من شهداء، فتقرر نقل عدد منهم مع بعض الجرحى الى مستشفى آخر، فنقلت داليا الى ''مستشفى حمود الجامعي'' في صيدا· وكان المشهد مؤثراً في قسم الطوارئ، حين لفت انتباه أحد الأطباء أنها تُحرك إحدى يديها، وكأنها تنشد الحياة بعد الموت· سارع الطبيب إليها، فحصها فتبين له أنها ما زالت على قيد الحياة، نبضها يئن وتعاني من نقص حاد في ''الأوكسجين''، إضافة إلى إصابة الرأس، حيث تدلى جزء من الدماغ على شعرها· أدخلت داليا الى غرفة العمليات، لتخضع لعملية جراحية تكللت بالنجاح بعدما أزيل جزء من دماغها ورمم رأسها، ونقلت الى غرفة العناية الفائقة في حالة الخطر الشديد· لكن ابنة البازورية اليتيمة بقيت متمسكة بالدنيا، مصممة على العودة الى الحياة· داليا بدأت تتحسن تدريجياً ولكن ببطء شديد· بين الحين والآخر تحرك يدها، تفتح عينيها، تنظر الى وجوه من حولها، وسط تساؤلات عن مصيرها وهل ستنجو، وهل ستعود إلى طبيعتها والعابها واترابها وبيتها وقريتها؟ وعلم أن هناك مساعٍ لنقلها إلى الخارج لإستكمال علاجها، علها تحظى بفرصة حياة أكبر· ويقول المشرف على علاجها الدكتور محمد ياسين: أصيبت داليا بنزيف حاد وضربة خطرة في الرأس وكسور في الجمجمة، والأذى الذي لحق بها لم يكن من الإصابة فقط، إنما من نقص الأوكسجين، حيث ماتت بعض خلايا الدماغ، فدخلت في غيبوبة طويلة· ويؤكد الطبيب أنه ''كان ممكناً أن يكون وضع داليا الصحي أفضل لو قدمت لها الإسعافات الأولية فوراً، بدلا من إعتبارها ميتة ووضعها في البراد· واعتبر الدكتور ياسين أن الأطفال عادة يتجاوبون مع العلاج بشكل أفضل من الكبار وان النتيجة النهائية لن تظهر الآن، إنما بعد 6 أشهر·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©