الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

تدريبات أولية في ورشة الإخراج على خشبة مسرح دبي الشعبي

تدريبات أولية في ورشة الإخراج على خشبة مسرح دبي الشعبي
20 أغسطس 2014 23:10
محمد وردي (دبي)ثلاثة وعشرون منتسباً، بينهم مخرجون، بعضهم من المخضرمين وآخرون من الشباب، وبينهم ممثلون محترفون وهواة، وبينهم كتاب وشعراء ومذيعون ومقدمو برامج واعلاميون. . اجتمعوا على خشبة «مسرح دبي الشعبي» بالممزر. وكانت «حبال المودة» ممتدة، وكان يحلو للجميع الكلام، وأكثر من الابتسام وتبادل «القفشات» بهرج ومرج. إلا أن المشرف على الورشة وقف أمامهم صامتاً للحظات، ربما طالت قليلاً، حتى وصلت الرسالة للجميع، بأنه لن ينطق بحرف قبل أن يسود الصمت. فساد السكون وملأ المكان خلال هنيهات قصيرات. حينذاك قال برفق لايخلو من حزم: الضحك، الدردشات، الهمسات، هذا ليس مكانها. فمن لا يتوحد مع المكان، ويتماهى مع غواية «أبوالفنون»، يستطيع المغادرة من الآن. فتَسَمَّرَ الجميع بأماكنهم، وكأن على رؤوسهم الطير كما يقال. هكذا أستهل المخرج المصري انتصار عبد الفتاح أولى محاضراته بعنوان «الاستجابة»، في ورشة الإخراج المسرحي التي يشرف عليها في «مسرح دبي الشعبي» في الممزر بدبي، وينظمها «مسرح الشباب للفنون»، بالتعاون بين هيئة «دبي للثقافة» و«الهيئة العامة لرعاية الشباب والرياضة». طلب عبد الفتاح من الجميع البدء بوصلة قصيرة من الشهيق والزفير، لتفريغ شحنات التوتر أو القلق، بغرض الاسترخاء، ومن ثم الانغماس في ما يمكن أن نسميه «لعبة التلقي الواعي» باستعداد يتيح التماهي مع الفكرة الواردة بحساسية عالية، أو «كسر الإيقاع» بشكل مفاجئ، حسب تعبيره، بهدف الانتقال من حالة شعورية، إلى أخرى بتناغم وانسجام. بعدها طلب منهم الحذر والانتباه إلى يديه، حيث رسم حركات بكفيه مختلفة الأشكال ومتفاوتة بمدتها الزمنية، تبدأ بالإشارة إلى شخص بعينه، ويتعين على هذا الشخص أن يقول اسمه، كلما انفتحت كفه، وأن يمد بصوته طالما لم يقبضها. وراحت حركة يديه تتنقل من شخص لآخر بإيقاعات منتظمة، ولكنها مباغتة لمدة تزيد عن عشر دقائق. بعدها طلب من المخرج مروان صالح أن يأخذ دوره ويعيد ما قام به مع المنتسبين، حتى تأكد من نجاحه، وتكرر الطلب من الآخرين، فبعضهم استجاب بحدود الجيد والمقبول، والبعض الآخر احتاج لوقت أطول حتى تمكن من الأمر. انتقل بعدها المخرج عبد الفتاح إلى ما سماه فقرة «تفعيل المعنى» فرسم لهم ثلاث حركات صوتية، منغمة إيقاعياً، بمستويات مختلفة: «أوو آليه» و«ديدي ديدي دو» و«أوو آليه قالوا إيه قالوا آه». وراح يكررها بمستويات نغمية وإيقاعية مختلفة، طالباً منهم مسرحتها من خلال حوار بين رجل وامراة وكأنه «خطاب حب»، أو مغازلة، أو مواعدة، يتخلله رفض في البداية، ومن ثم ليونة، فموافقة أو توافق. ومع كل مستوى يتراجع الطرف المتلقي خطوة واحدة إلى الوراء، حتى تصل الاستجابة في خطاب الحب إلى الذروة ولكن بشكل معكوس أو متباعد. ما يعكس أن الذروة المطلوبة هي ذروة مختلفة بإيقاعاتها ونغماتها الصوتية، بحيث تتشخص لدى كل شخصية بمعنى مختلف عن الآخرين، أو ما سماه «كسر المعنى». عقب ذلك قسمهم إلى ثلاث مجموعات، وجعل لكل مجموعة «مايسترو»، وطلب منه أن يعيد الحركات الممسرحة مع مجموعته بشكل منفصل ومختلف عن الآخرين، في محاولة لتقديم مشهدية صوتية مختلفة كتعبير ذاتي لدى كل شخص، ولكنها منسجمة في رسالتها الشعورية أو النغمية وإيقاعاتها، في عملية المَسّرَحَة، ما يجعل العرض يصل إلى ما سماه «تفتيت المعنى»، ولكن بتناغم وانسجام يلخص التنوع أو التعدد الإنساني، الذي يتيح لكل فرد أو جماعة أن تتعايش بخصوصياتها الثقافية بسلام مع الآخرين. وهو جوهر مسرح المخرج انتصار عبد الفتاح، حيث يطمح إلى تقديم الخصوصيات العربية المحلية في بوتقة واحدة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©