السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

كلينتون: المنطقة على برميل بارود مرشح للانفجار

كلينتون: المنطقة على برميل بارود مرشح للانفجار
20 أغسطس 2014 23:10
تأليف: هيلاري كلينتون ترجمة وعرض: عدنان عضيمةفي كتابها المعنون بـ»خيارات صعبة»، تفتتح هيلاري كلينتون حديثها حول أحداث «الربيع العربي» بجملة استشرافية تشبه تنبؤات العرّافين نطقت بها أمام حشد من مستشاريها ومساعديها أثناء التحضير لزيارة كانت تعتزم القيام بها إلى منطقة الشرق الأوسط، حيث وصفت الأوضاع التي يعيشها بعض الحكام العرب بقولها: «إنهم يجلسون فوق براميل من البارود. وإذا لم يغيروا سياساتهم وأساليبهم في حكم شعوبهم فسوف تنفجر بهم». حدث ذلك قبل اندلاع ثورات «الربيع العربي» بقليل، وبالضبط في شهر يناير 2011. وهي تقول إنها كانت قد أعدت خطة لهذه الزيارة تخرج عن الأجندات السياسية المألوفة للقاء الرؤساء وأصحاب القرار، وصممت على الخوض معهم في أحاديث مفصلة حول ضرورة الإسراع في إجراء الإصلاحات السياسية والاقتصادية في العالم العربي. وعرضت الأمر على مساعدها لشؤون العلاقات مع الشرق الأدنى «جيف فيلتمان»، الذي تصفه بأنه أفضل مستشاريها على الإطلاق، فوافقها على الفكرة وشجعها على طرح الموضوع. وتقول إنها كانت تعلم حق العلم أن «محاولتك لتحقيق تغيير سياسي حقيقي في الشرق الأوسط لا بدّ أن يدفعك إلى الشعور بأنك تناطح حائطاً صلباً»، وهذا هو بالضبط ما كان «جيف» يحاول فعله منذ سنوات عندما عمل في هذا المنصب في ظل إدارات أميركية متعاقبة. وهو يعي ذلك حق الوعي من خلال عمله كسفير للولايات المتحدة في لبنان عندما كان يجتاز أشد الأوقات توتراً، وحيث عايش هناك الأحداث العاصفة التي أعقبت اغتيال رئيس الوزراء الراحل رفيق الحريري واندلاع «ثورة الأرز» وانسحاب الجيش السوري من لبنان. «حانت لحظة التغيير»! وتذكر كلينتون أنها تحادثت في الموضوع أيضاً مع كاتبي خطاباتها وتصريحاتها الصحفية «ميجان روني» و»دان شويرين»، وقالت لهما: «لقد تعبت من إعادة تكرار نفس الأمور في كل مرة أقوم فيها بزيارة لتلك الدول. وأنا أعتزم أن أقول لهم هذه المرة كلاماً يمكنه أن يكسر القاعدة، ويكون له أبلغ الأثر في نفوسهم وضمائرهم». وكانت كلينتون في ذلك الوقت تستعد للمشاركة في «منتدى المستقبل» في الدوحة الذي ينعقد سنوياً ويشارك فيه قادة ورؤساء من دول العالم، وقررت اغتنام الفرصة لتوجيه رسالة إلى العديد من الحكام والسياسيين ورجال الأعمال ونشطاء الحقوق المدنية العرب مفادها «أن لحظة التغيير قد حانت». وتضيف قولها إنها ليست السياسية الأميركية الأولى التي تحث الحكام العرب على الإسراع في إجراء الإصلاحات السياسية الشاملة، بل إن وزيرة الخارجية السابقة كوندوليزا رايس سبقتها إلى ذلك عام 2005. صورة مأساوية ولم تأتِ هذه الحماسة للدفع نحو تغيير الأوضاع في العالم العربي من فراغ، بل كانت تستند إلى تقارير ودراسات جادة من بينها «تقرير التنمية البشرية في العالم العربي» الذي رسم صورة مأساوية للمنطقة العربية ووصفها بأنها لا تتوقف عن التراجع والانحدار السريع. وبالرغم من الثروات النفطية والموقع التجاري الاستراتيجي للعالم العربي، فلقد كان معدل البطالة في أوساط الشبان العرب من الجنسين أكثر من ضعف المعدل العالمي. وكُتب لأعداد متزايدة من العرب أن يعيشوا دون خط الفقر وهم محرومين من أبسط متطلبات العيش كتوفير الماء والكهرباء والمياه النظيفة والخدمات الصحية فيما استأثرت حفنة صغيرة من القابضين على السلطة بكل مقومات ومصادر الأرزاق والثروات. وفوق هذا وذاك، لم يكن غريباً أن تكون مشاركة النساء العربيات في النشاطات السياسية والاقتصادية هي الأخفض في العالم من دون منازع. وتشير كلينتون إلى أن سبب الضغط الذي مارسته الإدارة الأميركية على بعض الحكام العرب من أجل ضرورة الإسراع في إجراء الإصلاحات السياسية والاقتصادية يعود لاعتقادها بأن ذلك سيضمن تحقيق الاستقرار السياسي والرفاهية لشعوب المنطقة على المدى البعيد. ولهذا السبب فهو يندرج ضمن المصالح الاستراتيجية الأميركية. وبالرغم من هذه المواقف الناقدة، فإن الإدارة الأميركية واصلت تعاونها مع شركائها من الحكام العرب في شتى الأمور ذات العلاقة بالأمن الوطني، ولم تلجأ إلى قطع علاقات التعاون العسكري معهم على الإطلاق على اعتبار أن هذه الشراكة ليست ظرفية، بل تقوم على أسس استراتيجية متكاملة. الشرارة التونسية ولقد حدث ما توقعته كلينتون بالضبط عندما اندلعت تظاهرات تونس الشهيرة التي أطاحت زين العابدين بن علي ثم امتدت شرارتها وانتشرت في بلدان أخرى. وبدأ الغليان الشعبي هناك بالحادث الفردي الشهير عندما عمد الشاب التونسي طارق الطيب محمد البوعزيزي ذو العشرين عاماً إلى إحراق نفسه احتجاجاً على الظلم والفساد الذي استشرى في كل مرافق الحياة حتى أصبح لا يُطاق. ولقد كان هذا الشاب جزءً من طبقة اجتماعية واسعة من الشعب التونسي كُتب لها أن تعيش على هامش الدورة الاقتصادية الوطنية، وتكافح من أجل الحصول على لقمة العيش. حدث ذلك يوم الجمعة 17 ديسمبر 2010 في بلدة «سيدي بوزيد» عندما عمدت الشرطة البلدية إلى مصادرة عربة البوعزيزي المتجولة لبيع الخضار والفواكه، والتي كان يكسب منها قوت يومه. وعندما تقدم بشكوى رسمية أملاً في استعادة عربته، نال صفعة على وجهه من شرطية تونسية، فعمد إلى إحراق نفسه في ساحة البلدة من دون أن يعلم أن النار التي أتت على جسده سيمتد لهيبها إلى أكثر بكثير من الآفاق التي أرادها. مساعدات أميركية وفضلت كلينتون أن تستشعر بنفسها قوة الموجة الزلزالية الثورية التي انطلقت من «بؤرة سيدي بوزيد» وانتشرت ارتداداتها الاهتزازية إلى العاصمة التونسية ومنها إلى مصر وليبيا واليمن وسوريا لتطيح بزعامات الحرس القديم، فقررت القيام بزيارة إلى موقع الحدث. وبعد نحو سنتين من عزل بن علي، وفي شهر فبراير 2012، عادت إلى تونس للوقوف على الأوضاع هناك. ولاحظت أن شرطة مكافحة الشغب اختفت تماماً، ولم يعد هناك خراطيم لرش الماء ورذاذ الفلفل بعد أن ساد الهدوء وعمّ شوارع المدن والقرى. وتم تنظيم أول جولة من الانتخابات الحرة في تاريخ تونس فاز فيها حزب «النهضة» الإسلامي بزعامة راشد الغنوشي بأغلبية الأصوات، وألّف أول حكومة في العهد الجديد (أزيحت عن السلطة فيما بعد). ووعد القادة التونسيون الجدد بإطلاق الحريات المدنية والدينية ومنح النساء الحقوق الكاملة. وبناء على هذه النتائج المشجعة، قررت الولايات المتحدة تقديم مساعدة مالية كبيرة ومهمة لتونس، وبدأت العمل على تطوير العلاقات التجارية والاستثمارية معها وبما يضمن عودة الاقتصاد التونسي إلى الانتعاش والنمو. مخاوف ما بعد الانتفاضة صحيح أن الحكومة الجديدة واجهت تحديات كثيرة، إلا أن تونس أثبتت أن «الربيع العربي» يمكن أن يكون ناجحاً. وفي قصر تاريخي يطل على شواطئ تونس الساحرة، اجتمعت كلينتون بأكثر من 200 من الشبان الذين ساهموا في الانتفاضة وكانوا على استعداد لتقديم كل التضحيات من أجل إحلال الديموقراطية في تونس. وتحدثت معهم عن العمل الشاق الذي ينتظرهم من أجل تحقيق الانتقال الديموقرطي الحقيقي، والدور الذي يُنتظر منهم أن يلعبوه في هذا المهمة المعقدة. وكانت بداية الحوار عندما طلبت كلينتون من المشاركين طرح أسئلتهم. فتقدم محام شاب من روّاد الثورة وقال: «هناك شعور عميق لدى الغالبية العظمى من الشعب التونسي ومعظم الشعوب المجاورة بانعدام الثقة بمواقف الغرب بشكل عام والولايات المتحدة بشكل خاص من قضاياهم. ويفسر بعض المعلقين والمحللين السبب الذي أدى إلى بروز ظاهرة التطرف الديني في المنطقة كلها إلى هذه الحقيقة بالذات. وحتى بين المعتدلين الذين ينبذون التطرف والشبان ذوي الميول الغربية، يسود شعور طاغٍ باليأس والقنوط عندما يتعلق الأمر بإمكان بناء علاقة شراكة حقيقية مع الغرب بحيث تكون قادرة على الصمود والبقاء وقائمة على أساس تحقيق المصالح المشتركة. فهل تولي الولايات المتحدة أي اهتمام بهذه القضايا؟ وما هي الطريقة التي يمكننا أن نتعامل بها مع هذه الحقيقة؟». ثقة غائبة وتعلق كلينتون على هذه التساؤلات بالقول إن هذا المحامي أشار إلى أحد أهم التحديات التي تشغل بال الولايات المتحدة وهو الافتقاد للثقة بسياساتها عند بعض الشعوب بالرغم مما تبذله من تضحيات لمساعدتها. وكان جوابها: «نحن نأسف لهذا الوضع، ونشعر بأنه لا يعكس بصدق القيم والسياسات الحقيقية التي تؤمن بها الولايات المتحدة». وهي تقول إنها حاولت من خلال إجابتها تبرير السبب الذي دفع أميركا إلى التعاون مع الأنظمة الديكتاتورية في المنطقة منذ فترة طويلة على اعتبار أنه لا بديل عن العمل مع الحكومات القائمة بالفعل باعتبارها مرجعيات رسمية لا أكثر ولا أقل. وهذا ما تفعله مع الحكومات غير الديموقراطية والاستبداية في كل دول العالم بالرغم من الاختلافات الكبيرة في المناهج السياسية القائمة بينها وبين الولايات المتحدة. ولقد شعرت كلينتون بأن جوابها لم يكن شافياً، إلا أنها ترى أنه ينطوي على الحقيقة. فأميركا سوف تفعل على الدوام كل ما يمكنه أن يضمن مصالحها وتحقيق الأمن والتقدم والرفاهية لشعبها. وقد يتطلب ذلك من حكومتها أن تتعامل مع شركاء لا تتفق معهم حول الكثير من القضايا. وتضيف إلى كل ذلك قولها: «لقد قدمت الولايات المتحدة عبر تاريخها القديم والحديث تضحيات جساماً بالأرواح والأموال لمساعدة الشعوب المضطهدة عبر العالم أجمع حتى تتمكن من نيل حرياتها. وقدمت المساعدات لشعوب أوروبا الشرقية وبعض دول آسيا لإخراجها من نير «الستارة الحديدية» للنظام الشيوعي ووضعها على المسار الديموقراطي الذي يضمن لها مستقبلها السياسي والاقتصادي. وكل هذا لا يمنعني من الاعتراف بأننا ارتكبنا الكثير جداً من الأخطاء إلا أن من المهم النظر إلى المحصلة العامة لما فعلناه في مجال العمل لصالح حرية الشعوب». العلاقات الأميركية- الخليجية تعتقد هيلاري كلينتون أن أهم عمل دبلوماسي أميركي في الشرق الأوسط هو الذي يرتبط بتحسين العلاقات بين الولايات المتحدة والدول الصديقة في الخليج العربي البحرين والكويت وقطر والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة(ص 351). ولقد حرصت على إقامة علاقات اقتصادية واستراتيجية متينة مع هذه الدول الغنيّة بثرواتها والمحافِظة في سياساتها. وبالرغم من هذه الصداقة، فإن الولايات المتحدة لم تتردد عن إظهار قلقها حول حقوق الإنسان في بعض تلك الدول وخاصة فيما يتعلق بالتعامل مع المرأة والأقليات، وتصديرها للأيديولوجيات الداعمة للإرهاب. وتشير كلينتون إلى أن جميع الإدارات الأميركية المتعاقبة كانت تشتكي من تعقد الخلافات حول سياسة الولايات المتحدة مع دول الخليج. ولم تكن الخيارات المتعلقة بهذا الموضوع في يوم من الأيام أكثر صعوبة مما أصبحت عليه بعد هجمات 11 سبتمبر 2001 الإرهابية على بعض المدن الأميركية. فلقد أحس الأميركيون بالصدمة عندما علموا أن خمسة عشر من بين التسعة عشر إرهابياً ومعهم أسامة بن لادن الذين شاركوا في تلك الهجمات ينحدرون من أصول سعودية. وكان من الغريب أيضاً أن تكون جلّ الأموال التي يوظفها الإرهابيون في نشاطاتهم آتية من بعض دول الخليج. وفي الوقت نفسه، لم تدّخر حكومات الخليج العربي جهداً لمساعدة الولايات المتحدة ومشاركتها في تحقيق مصالحها الأمنية المهمة في المنطقة والعالم. فلقد عملت المملكة على طرد أسامة بن لادن منذ بدأ بممارسة نشاطه الإرهابي، وأصبحت قوات الأمن السعودية شريكاً قوياً في الحرب ضد تنظيم «القاعدة» ومعظم دول الخليج شاركت الولايات المتحدة مخاوفها من السعي الإيراني الحثيث لامتلاك الأسلحة النووية. شراكة ضد «القاعدة» وتقول كلينتون إنها كانت حريصة على إقامة علاقات شخصية مع حكام دول الخليج منذ تقلدت منصبها وزيرة للخارجية. وتعاونت معهم في تأسيس منتدى الحوار الأمني الأميركي- الخليجي من أجل تعزيز التعاون بين الطرفين. وكان جلّ الاهتمام منصبّاً على الخطر الإيراني ومكافحة الإرهاب، إلا أنها لم تخفِ قلقها من أوضاع حقوق الإنسان المتردية هناك. وتقول إنها حثّت بعض حكام الخليج على ضرورة تحقيق مستوى مقبول من الانفتاح الاجتماعي ومنح فرص أفضل للأجيال الجديدة من الشباب والنساء. وهي تروي العديد من القصص المؤلمة التي دفعتها إلى إعطاء هذا الموضوع الأسبقية في خلال محادثاتها مع بعض الحكام الخليجيين. ومنها قصة طفلة سعودية تبلغ الثامنة من عمرها أجبرها والدها على الزواج من رجل في الخمسين من عمره مقابل مبلغ 13 ألف دولار. ورفضت المحكمة السعودية المتخصصة دعوى تقدمت بها والدتها لمنع إتمام الزواج. وهي القصة التي أثارت لدى كلينتون الكثير من الحزن والقلق. وكان لها موقف أقل وضوحاً من قضية منع المرأة من قيادة السيارة في المملكة العربية السعودية، ولكنها تأثرت كثيراً عندما تابعت فيلم فيديو بثّه ناشط حقوقي على مواقع التواصل الاجتماعي يدور حول امرأة سعودية قادت سيارة في شارع عام بمدينة الرياض، وما لبثت الشرطة أن ألقت القبض عليها وتم حبسها لمدة تسعة أيام. وكانت هذه الأحداث كافية لأن تدفع بكلينتون للتحادث مع وزير الخارجية الأمير سعود الفيصل عن طريق الهاتف لتعبر له عن بالغ قلقها من هذه الأوضاع. وهي تعترف بأن الخوض في هذه القضايا الحساسة ينطوي على قدر كبير من «عدم الكياسة الدبلوماسية»، إلا أنها شعرت بضرورة التحاور حولها مع أولي الأمر وصُنّاع القرار السياسي في بعض دول الخليج نظراً لما تجمعها بهم من علاقات شخصية قوية. حرب ضد الإرهاب وتحت عنوان (الحرب والسلام)، تتناول كلينتون بتفصيل وتوسع الجهود العالمية التي تقودها الولايات المتحدة لمكافحة الإرهاب وتجفيف مصادر تمويله. وتقول إنها شعرت في عام 2010 بالحاجة الماسة لضرورة تجنيد «قوة ذكية» لمجابهة هذا الخطر، وهو المصطلح الذي استخدمته عند مناقشة الموضوع مع أوباما. وكان فريقها يعمل بصمت في مكاتب وزارة الخارجية من أجل ابتداع الوسائل والأدوات اللازمة وتأمين الإمكانات المادية الضرورية لإنجاح هذا المسعى بما في ذلك توسيع «مكتب مكافحة الإرهاب» ليتحول إلى قسم متكامل تام التجهيز والاستعداد يرأسه بشكل دائم مساعد وزير الخارجية. وكانت مشكلة إنشاء مثل هذا القسم تكمن في أن التعاون مع بقية المؤسسات الحكومية سوف يكون بطيئاً جداً. ولقد كان على الولايات المتحدة وبقية الدول المتعاونة معها أن تقاتل بشراسة من أجل تجفيف كل «مليم» أو «فلس» من الأموال التي تصب في خزائن الإرهابيين. وتطلّب الأمر الخوض في نقاشات كُتب لها أن تتواصل لمدة تزيد عن العام الكامل مع أوباما لإقناع البيت الأبيض بإصدار أمر تنفيذي لتأسيس «المركز الاستراتيجي لاتصالات مكافحة الإرهاب» CSCC. وفي 9 سبتمبر 2011 صدر هذا الأمر الذي طال انتظاره. وبعد 11 يوماً من صدور الأمر، وعلى هامش اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة، أشرفت هيلاري كلينتون على افتتاح «المنتدى العالمي لمكافحة الإرهاب» الذي شاركت فيه 30 دولة بما فيها دول الشرق الأوسط والدول ذات الأغلبية الإسلامية. وكانت النتائج المترتبة عنه مشجعة. وما لبثت دولة الإمارات العربية المتحدة أن أعلنت عن ترحيبها باستضافة مركز دولي متخصص بمكافحة التطرف المؤدي إلى العنف بكل صوره وأشكاله. كما تقرر إنشاء مركز متخصص بالشؤون القانونية المتعلقة بالإرهاب في مالطا. وتعنى هذه المراكز والمؤسسات بتدريب وتأهيل رجال الشرطة والمثقفين ورجال الدين والنخب الاجتماعية وصنّاع القرار السياسي على طرق التصدي للأجندات والمخططات الإرهابية وتوظيف العملاء الأمنيين المتخصصين بتوجيه المدنيين وحمايتهم من شرور الإرهاب. معركة بطيئة الإيقاع وتتحدث كلينتون عن تحقيق تقدم على مستوى جبهة الاتصالات وتبادل المعلومات حول الإرهاب. وعندما اندلعت أحداث «الربيع العربي» في الشرق الأوسط، بذل «المركز الاستراتيجي لاتصالات مكافحة الإرهاب» جهوداً إعلامية جبارة على المستوى العالمي لإقناع الرأي العام بأن «تنظيم القاعدة» يوجد على الجانب الخاطئ من مسيرة التاريخ. وترى كلينتون أنه فيما تبدو هذه المعركة بطيئة الإيقاع ومحدودة التأثير على المدى القريب، إلا أنها ستكون مهمة جداً على المدى البعيد. وذلك لأن «القاعدة» وبقية التنظيمات الإرهابية التابعة لها، لا يمكنها أن تواصل نشاطاتها من دون تعويض مقاتليها الذين يقتلون أو يتم أسرهم. وبعد. . وفي خاتمة هذا العرض، تجدر الإشارة إلى أن هذا الكتاب يمثل تدويناً أميناً ومفصلاً ليوميات السياسة الخارجية الأميركية خلال السنوات الأربع التي قضتها كلينتون على رأس الدبلوماسية الأميركية، ويطرح وجهة النظر الولايات المتحدة في مختلف القضايا السياسية، التي يشهدها العالم بالرغم من أننا ركزنا فيه على قضايا تهم منطقة الشرق الأوسط.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©