الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

الغصة قديمة

31 أكتوبر 2010 22:43
البطل عمر جمعة السالفة ليس أول موهوب إماراتي في لعبة فردية تسلط عليه العقوبات، ويتهم بـ”لي الأذرع”، والبحث عن مكاسب شخصية، فقبله الكثير والكثير، ممن نشرت قصصهم طوال السنوات الماضية، منهم من أصر على موقفه، وترك اللعبة التي يمارسها، فأراح واستراح، ومنهم من هالته الاتهامات، فاستمر مفضلاً التضحية، ليبدأ مستواه في الانحدار إلى أن ينهار وينتهي في غياب التكريم المناسب والتحفيز الذي بدونه لا يمكن أن يتطور أي عامل أو موهوب في أي مجال. مشكلة البطل عمر ومن سبقه من الأبطال المتوجين أو الموهوبين الواعدين مشكلة بسيطة وواضحة جداً، وهي أنهم ينظرون حولهم ويقارنون أنفسهم بلاعبي كرة القدم، فيجد أن لاعب كرة قدم احتياطيا في نادٍ يحصل على مقابل مادي يعادل أضعاف أضعاف ما يحصل عليه هو ، ويجد أن أعضاء مجلس إدارة النادي وإدارة الاتحاد تسعى إلى أن يحصل لاعب كرة القدم على ما يريد من مزايا ومكاسب، سواء طالب بها أم لم يطالب، دون أن توصف مطالبه بالمكاسب الشخصية، ودون أن يقال إنه يلوي ذراع أحد. وهو البطل الذي رفع علم بلاده وأسمع الناس نشيدها الوطني، لا يحصل إلا على الوعود التي تصف أمامه قبل كل بطولة وتتبخر بعد عودته منها. هل سألنا أنفسنا؟ لماذا تقتصر الاتهامات والعقوبات على أبطال الألعاب الفردية؟ لم يرفض لاعب في منتخبات كرة القدم التي حققت البطولات الانضمام لمعسكر أو المشاركة في بطولة ؟ الإجابة بسيطة لأنهم دائماً يحصلون على التكريم المناسب والتحفيز اللازم. ولماذا يحصلون على هذا التكريم؟ أيضاً الإجابة بسيطة فأحد الأسباب أن هناك من يحرص على المطالبة لهم بهذا التكريم وعلى إبراز إنجازاتهم وجهودهم. اتحادات الألعاب الفردية مطالبة بتوفير المكافآت والحوافز لأبطالنا وبذل المزيد من الجهد والتحرك في أكثر من اتجاه بدلاً من اختيار الخيار الأسهل والجلوس في الغرف المغلقة والمفتوحة لعقد الاجتماعات والمؤتمرات الصحفية لإقرار العقوبات وإعلانها. فالأبطال والموهوبون الذين اعتزلوا يائسين لم يخسروا الكثير لو دققنا وأمعنا النظر في الموضوع بل رياضتنا هي التي تخسر، فنحن في بلد الخير والعطاء وهذا البطل الذي يطالب بتوفير حاجاته المعيشية والاجتماعية فيستكثرها اتحاد اللعبة عليه بإمكانه بصفته العادية كمواطن أن يحصل على البيت الذي يطالب به، والوظيفة التي يبحث عنها أو حتى على هبة مالية دون الحاجة إلى اتحاد أو نادٍ شأنه في ذلك شأن غيره من المواطنين!. “فلاش باك “ لو عدنا إلى أرشيف الصفحات الرياضية قبل ثلاثين عاماً أو يزيد سنقرأ قصة بطل عالمي “أكرر عالمي” في الشطرنج اسمه سعيد أحمد سعيد ترددت في قصته يومها نفس العبارات التي ذكرت في قصة السالفة، مكاسب شخصية، لي ذراع، منزل، درهم!. ذلك المواطن بالتأكيد حصل من الدولة على تعليم وسكن وعلاج .... الخ، أضعاف أضعاف ما طالب به يومها، وهو بالتأكيد رد الجميل وخدم وطنه في مجال آخر، لكن رياضة الإمارات خسرت بطلاً عالمياً!. نفس القصة، نفس الغصة!. Waleed67@eim.ae
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©