الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

قونية.. حاضرة الأناضول القديمة

قونية.. حاضرة الأناضول القديمة
25 يناير 2014 19:00
القاهرة (الاتحاد) -قونية واحدة من أقدم مدن هضبة الأناضول وأوسعها شهرة، وتجسد بآثارها حقيقة التراتب التاريخي الذي مرت به هذه المدينة العتيقة. فقد خضعت المدينة لمملكة ليديا إحدى أشهر الممالك اليونانية في آسيا الصغرى في القرن السادس قبل الميلاد، قبل أن يتمكن الساسانيون الفرس من الاستيلاء عليها في القرن الرابع قبل الميلاد. كما خضعت المنطقة بأسرها لسيطرة الإسكندر المقدوني فحكمت من قبل الجيوش المقدونية، ثم سيطرت عليها الدولة السلجوقية ودولة برجاما، وانتهى بها المطاف إلى الدخول تحت حكم الرومان ثم الفرع الشرقي من الدولة الرومانية وظلت تحت سيطرة البيزنطيين إلى القرن الرابع الهجري «10م»، رغم اجتياح معاوية بن أبي سفيان لها في بدايات الفتوحات الإسلامية. ومع نجاح السلاجقة في هزيمة البيزنطيين في موقعة ملاذكرد الشهيرة، خضعت قونية للسلاجقة وصمدت أمام هجمات الحملات الصليبية وتحولت تحت حكم سلاجقة الروم إلى أهم مدن آسيا الوسطى وأغناها بالعمائر والمنشآت العامة. وبعد سقوط دولة سلاجقة الروم واصلت المدينة ازدهارها المعماري تحت حكم القرامانيين الأتراك، إلى أن استولى عليها الأتراك العثمانيون في عام 1467م. وتحتفظ قونية بآثار يونانية وكنائس بيزنطية قديمة، وكذلك بعدد كبير من المساجد والمدارس والخانات والحمامات التي شيدت بها خلال العصور الإسلامية. ولا تعدم المدينة أيضاً المعالم الطبيعية الرائعة التي تتميز بها المناطق الجبلية بالأناضول، فالخضرة تغطي المرتفعات كما تنساب المياه في فصل الصيف من قممها الشاهقة، لتصب في البحيرات بالمناطق المنخفضة ومن أجمل هذه البحيرات بحيرة مكا الواقعة بوسط الصحراء، ويبلغ عمقها نحو 12 متراً وهناك أيضاً بحيرة ميرام الشهيرة خارج المدينة مباشرة. منتجات فنية وكانت قونية موضعاً لأهم المنتجات الفنية التي ازدهرت في عصر السلاجقة، وخاصة السجاد والتحف المعدنية كالشماعد والمرايا المعدنية. أما المنشآت الإسلامية، فأهمها وأقدمها جامع علاء الدين كيقباذ أشهر ملوك السلاجقة بالأناضول، وكذلك مدرسة إنجي منار وخان السلطان. ورغم كثرة العمائر السلجوقية بقونية وجمالها الفني بما تضمه من مقرنصات حجرية ومآذن شاهقة وزخارف متنوعة، يبقى مجمع جلال الدين الرومي الصوفي الكبير أشهر تلك المعالم التاريخية، خاصة بعد أن تحول إلى متحف بقرار حكومي منذ عام 1926م. الخزف الأزرق وأصل المتحف هو بناء القبة المخروطية المكسوة ببلاطات من الخزف الأزرق الفيروزي التي شيدت في العصر السلجوقي، عقب وفاة جلال الدين الرومي، وأضيفت لها عدة قبور تخص أحفاد الشاعر الصوفي، ثم مجموعة من الغرف للدراويش المتصوفة، وقد عرف في البداية بمتحف قونية إلى أن تغير اسمه في عام 1954م ليعرف إلى اليوم باسم متحف مولانا. ويحتل متحف مولانا مساحة قدرها 100 متر مربع تشمل حدائق وقاعات، ويشهد الرقصات الخاصة بالمولوية كما يجري به الاحتفال السنوي بالصوفي جلال الدين الرومي، والذي يحضره الآلاف من كافة أرجاء العالم. ويقصد الزوار قونية أيضاً للتمتع بحماماتها القديمة والتي يعمل بعضها حتى وقتنا هذا بنفس الأسلوب التقليدي المعروف عن الحمامات الشرقية، وأهم الحمامات النشطة الآن ثلاثة هي حمام السلطان وحمام المحكمة ثم حمام مرام.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©