الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

«هيئة الثقافة» تعد 200 عنصر تراثي إماراتي لتسجيله في منظمة اليونسكو

«هيئة الثقافة» تعد 200 عنصر تراثي إماراتي لتسجيله في منظمة اليونسكو
4 أغسطس 2011 01:01
أعد الخبراء والباحثون في التراث المعنوي في هيئة أبوظبي للثقافة والتراث قوائم جرد لما يزيد عن 200 عنصر من بين عناصر التراث الثقافي غير المادي في الدولة ضمن الإجراءات التي تتطلبها اليونسكو لاعتماده في القائمة التمثيلية لديها. كما وتواصل الهيئة تعزيز تعاونها مع منظمة اليونسكو، والتعريف بأهم إنجازاتها في مجال صون التراث الثقافي غير المادي، حيث بادرت إدارة التراث المعنوي في هيئة أبوظبي للثقافة والتراث إلى ترجمة موسوعة اليونسكو حول قائمة التراث الثقافي غير المادي للبشرية الذي يحتاج إلى صون عاجل. ويأتي ذلك في إطار استراتيجية هيئة أبوظبي للثقافة والتراث لصون التراث الثقافي المادي وغير المادي لإمارة أبوظبي ودولة الإمارات، وبعد نجاحها العالمي المميز في قيادة جهود تسجيل الصقارة نوفمبر 2010، وفي تسجيل مدينة العين يونيو 2011، تُعزّز الهيئة من جهودها لتسجيل عدد من ركائز التراث الوطني المتفردة في القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي في اليونسكو، وفي مُقدّمتها حرفة السدو “مهارات النسيج التقليدية في دولة الإمارات”، والألعاب الشعبية، وفن العيّالة، وتراث التغرودة. وأكد محمد خلف المزروعي مستشار الثقافة والتراث بديوان سمو ولي عهد أبوظبي مدير عام هيئة أبوظبي للثقافة والتراث أن دولة الإمارات وبتوجيهات من قيادتنا الرشيدة لم تألُ جهداً في دعم مشاريع الحفاظ على التراث، وما تزال دولتنا تواصل جهودها الحثيثة في دعم خطط وبرامج منظمة اليونسكو الرامية للحفاظ على التراث الثقافي والإرث الإنساني للبشرية. وأشار المزروعي إلى أن نجاح جهود تسجيل كل من الصقارة كتراث معنوي ومدينة العين كتراث مادي هو نجاح لدولة الإمارات في جعل العاصمة الإماراتية مركزاً ثقافياً هاماً يتوازى وأهميتها الاقتصادية العالمية المعروفة، ولتمتد العطاءات الإماراتية للإسهام في التنمية الثقافية العالمية. وكانت دولة الإمارات قد وقعت وسلطنة عمان في مارس الماضي على الملف الخاص بالتغرودة والعيالة لرفعه لمنظمة اليونيسكو بهدف تسجيله في القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي، وتمّ تقديم الملف لليونسكو على أن تبحثه لجنة الخبراء وفق جدول أعمالها لتقييمه، والمتوقع أن يتم الإعلان عن نتائج التقييم في نوفمبر المقبل في جزيرة بالي بإندونيسيا. ولعبت الإمارات الدور الرئيسي في نجاح جهود إدراج عنصر الصقارة في القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي في اليونيسكو خلال الاجتماع الذي عقد في نيروبي في نوفمبر 2010. كما نظمت هيئة أبوظبي للثقافة والتراث مؤخرا ورشة عمل بخصوص إعداد ملفي تسجيل كل من “السدو” الذي يمثل مهارات النسيج التقليدية في دولة الإمارات، وملف آخر يتعلق ببعض ألعاب الأطفال التقليدية في دولة الإمارات العربية المتحدة ومنها الصقلة والتيلة والجحيف والدسيس والنشابة والمريحانة وخوص بوصة، وغيرها. ولعلّ ما يسترعي الاهتمام في الجهود التي تبذلها هيئة أبوظبي للثقافة والتراث لتسجيل عناصر التراث الثقافي لدولة الإمارات العربية المتحدة لدى اليونسكو، أهمية هذا التسجيل والعائد الثقافي والاجتماعي والاقتصادي الذي يمكن تحقيقه على المدى القريب والبعيد جراء إدراج أي عنصر تراثي في منظمة اليونسكو. وسبق أن وضعت اتفاقية 2003 العالمية، تعريفا محددا ضمن النصوص الأساسية لهذه الاتفاقية جاء فيه “يقصد بعبارة التراث الثقافي غير المادي الممارسات، والتصورات، وأشكال التعبير، والمعارف والمهارات، وما يرتبط بها من آلات وأدوات ومصنوعات، وأماكن ثقافية، تعتبرها الجماعات والمجموعات وأحيانا الأفراد جزءاً من تراثهم الثقافي، المتوارث جيلا عن جيل، هذا التراث الذي تبدعه الجماعات والمجموعات من جديد بصورة مستمرة بما يتفق مع بيئتها وتفاعلاتها الطبيعية والاجتماعية والتاريخية، وبما ينمي لديها الإحساس بهويتها وبما يعزز لديها احترام التنوع الثقافي والقدوة الإيداعية البشرية”. ويشتمل التراث الثقافي غير المادي على خمسة عناصر وهي: أشكال التعبير الشفهي، بما في ذلك اللغة كأداة للتعبير، وفنون وتقاليد أداء العروض، والممارسات الاجتماعية، والطقوس والاحتفالات، والمعارف والممارسات المتعلقة بالطبيعة والكون، والمهارات المرتبطة بالفنون الحرفية التقليدية. ومن جانبه يقول د.ناصر الحميري مدير إدارة التراث المعنوي في هيئة أبوظبي للثقافة والتراث، عن الفوائد التي يمكن أن تجنيها دولة الإمارات العربية المتحدة من وراء تسجيل عناصر تراثها الثقافي غير المادي في اليونسكو، “إن من أبرز هذه الفوائد هي التعريف بالعنصر الثقافي محلياً وعالمياً، عبر هيئات وقنوات، ومؤسسات منظمة اليونسكو، وعبر وسائل الإعلام الحديثة، وتضمين هذا العنصر أو العناصر الثقافية في محتوى المناهج الدراسية المحلية، أو مناهج الدول الأخرى، كمعلم من معالم التراث الحضاري للبشرية، وإن تسجيل أي عنصر تراثي لدى اليونسكو يضع الدولة التي تمتلك هذا العنصر، بما فيها من مؤسسات ومنظمات تراثية حكومية وأهلية أمام مسؤولياتها لممارسته اجتماعيا، وللحفاظ عليه وصونه، بدلا من أن يكتفى بالاحتفاظ به في كتب التراث، والمتاحف، كشيء من مخلفات الماضي. وجدير بالذكر أن لدى اليونسكو سياساتها ووسائلها لتحقق من الإجراءات التي تتخذها الدول والهيئات في هذا المجال، ونشر الوعي بأهمية التراث عامة، وبعناصره المسجلة لدى اليونسكو بخاصة، في إبراز البعد التاريخي والثقافي للدولة، وفي بناء الهوية الوطنية، وتعزيز أسسها، وتعزيز التنمية الاجتماعية والاقتصادية المستدامة، إذ يتوجب توظيف عناصر التراث المتاحة في إقامة المشاريع الاقتصادية، ومنها على وجه الخصوص الاقتصاد السياحي بكافة أشكاله، وهذا ما يتفق مع رؤية اليونسكو للتراث في مجال تعزيز التنمية المستدامة لدى الشعوب، وإبراز التراث بقيمه الرمزية والإنسانية التي تجسر الهوة بين الحضارات، وتوحد رؤاها وطرقها نحو عالم يسوده التآخي، والحوار الثقافي، والأهداف الإنسانية المشتركة، كما تمثل في مشروع ملف الصقارة الدولي الذي قادته دولة الإمارات العربية المتحدة، ومشاريع تراثية أخرى مشتركة في طريقها للتسجيل لدى اليونسكو”.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©