الثلاثاء 16 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

«البنتاجون»: الجيش الأفغاني سيحتاج للمساعدة بعد 2014

«البنتاجون»: الجيش الأفغاني سيحتاج للمساعدة بعد 2014
1 أغسطس 2013 00:53
كابول (وكالات) - اعتبرت وزارة الدفاع الأميركية “البنتاجون” في تقرير لها إن الجيش الأفغاني يزداد فاعلية في توفير الأمن، لكنه سيحتاج إلى دعم دولي كبير بعد انسحاب القوات الأميركية في نهاية 2014. وفي هذا التقرير المخصص للنواب الأميركيين، والذي ينشر مرتين في العام، شددت وزارة الدفاع الأميركية على التقدم الذي أحرزته القوات الأفغانية التي تتولى إدارة عمليات إحلال الأمن في غالبية الأراضي الأفغانية وتقاتل متمردي حركة “طالبان”. لكن وزارة الدفاع قالت إنه “يصعب التأكيد على أن هذا التقدم سيكون دائما طالما لم يتحدد الحجم الدقيق وبنية الوجود الأميركي والأطلسي بعد 2014”. ويشن الجيش الأفغاني في الوقت الراهن “كل العمليات القتالية تقريبا”. وأصبحت المناطق الأكثر اكتظاظا بالسكان أكثر أمنا، بحسب تقرير “البنتاجون”. لكن لمواجهة تهديد متمردي “طالبان”، سيحتاج الجيش الأفغاني “لمساعدة متواصلة ودعم عسكري” حتى نهاية مهمة قوة إيساف في ديسمبر 2014، وفقا للتقرير. وقالت وزارة الدفاع الأميركية أيضا إنه “ما بعد هذا التاريخ، سيحتاج الجيش الأفغاني لتدريبات وإرشادات ودعم، بما في ذلك دعم مالي، لتعويض ضعفه”. على صعيد متصل كشف تقرير للأمم المتحدة أن عدد الضحايا المدنيين في النزاع الأفغاني، سجل ارتفاعا بنسبة 23% خلال النصف الأول من العام الجاري، مقارنة مع الفترة ذاتها من العام الماضي، ما يثير شكوكا في قدرة القوات الأفغانية على ضمان أمن البلاد، بعد رحيل القوات التابعة لحلف شمال الأطلسي نهاية 2014. وقالت بعثة الأمم المتحدة في أفغانستان في هذا التقرير الذي نشر أمس، إن “ارتفاع عدد القتلى والجرحى من رجال ونساء وأطفال أدى إلى زيادة بنسبة 23% في عدد الضحايا المدنيين خلال الأشهر الستة الأولى من عام 2013 ، مقارنة بالفترة نفسها من 2012”. ويشير التقرير إلى أن النزاع بين متمردي “طالبان” الذين طردوا من الحكم عام 2001 والقوات الأفغانية والدولية أوقع 1319 قتيلا (بزيادة 14% عن النصف الأول من 2012) و2533 جريحا (+28%) بين الأول من يناير و30 يونيو 2013. و74% من هذا المجموع ضحايا هجمات أو اعتداءات شنها المتمردون مباشرة. كما أشار تقرير البعثة إلى “تزايد أعداد النساء والأطفال” الذين يسقطون ضحايا. وأوضح أنه “خلال الأشهر الستة الأولى من عام 2013 أدت أعمال العنف إلى مقتل 106 نساء وإصابة 241، أي بزيادة بنسبة 61% عن الفترة نفسها عام 2012”. وفي الفترة نفسها، قتل 231 طفلا وأصيب 529 (+30%). وأنتقد التقرير بأسف أن “الحكومة الأفغانية لم تتخذ بعد الإجراءات الملموسة للحد من سقوط ضحايا مدنيين ولم تعمل على أن تتخذ القوات الأفغانية كل الإجراءات اللازمة لحمايتهم”. وقالت القوة الدولية لحلف شمال الأطلسي في أفغانستان في بيان إن “هذه الأرقام تعكس استهتار “طالبان” بحياة البشر” وتشكل دليلا على أن “المتمردين لا يفون بوعودهم بشأن حماية المدنيين”. وعبرت وزارة الداخلية الأفغانية عن موافقتها على هذه النقطة موضحة أن مقاتلي “طالبان” يستخدمون المدنيين “دروعا بشرية”. من جهتهم، قال المتمردون “نرفض بشدة هذه الوثيقة التي لا أساس لها”. وأضافوا “كالعادة أعدت بعثة الأمم المتحدة ونشرت التقرير بطلب من الأميركيين.. وهو منحاز كليا”. وكما في عام 2012، لا تزال العبوات اليدوية الصنع السبب الرئيسي في سقوط العدد الأكبر من الضحايا المدنيين. وهذه القنابل والعمليات الانتحارية، هما الوسيلتان المفضلتان لدى متمردي “طالبان”. وقد أوقعتا 443 قتيلا و917 جريحا خلال الأشهر الستة الأولى من العام بزيادة قدرها 34% عن النصف الأول من عام 2012. وذكرت البعثة مثالا مروعا عن قنبلة أخفيت في “هاتف لعبة” أدت إلى مقتل فتاة في العاشرة من العمر في 12 يونيو الماضي في ولاية ننغرهار شرق البلاد. إلا أن بعثة الأمم المتحدة حذرت أيضا من “اتجاه جديد” وهو زيادة عدد القتلى والجرحى من المدنيين في المواجهات المتزايدة بين القوات الأفغانية والمتمردين، والتي تشكل السبب الثاني لسقوط الضحايا. وقتل خلال هذه المواجهات قتل 207 مدنيين، وأصيب 764 خلال معارك عام 2013 (+42%). وتواجه قوات الأمن الأفغانية التي يبلغ قوامها 350 ألف عنصر (شرطة وجيش وفرق شبه عسكرية) هجمات متزايدة من المتمردين منذ أن تولت المسؤولية الأمنية في البلاد محل قوة حلف شمال الأطلسي “إيساف” التي أصبحت مهمتها تقتصر على الدعم وخاصة الجوي والتدريب. ويفترض أن يغادر الجزء الأكبر من قوات التحالف التي تضم مئة ألف رجل أفغانستان تدريجيا حتى نهاية 2014 في ختام مهمة “إيساف” القتالية. لكن هناك شكوكا في قدرة القوات الأفغانية الأقل تدربا وتجهيزا وتواجه مشاكل فرار عناصرها، على تولي مهام هذه القوات في مواجهة حركة “طالبان” التي حققت تقدما في السنوات الأخيرة. وقالت المحللة كيت كلارك من المركز الفكري أفغانستان اناليستس نتوورك إنه “من الواضح أن العنف تفاقم هذه السنة”. وأضافت “ليس هناك ما يؤكد فرضية الرئيس كرزاي أن المتمردين سيهدأون برحيل القوات الأجنبية”. وأوصت بعثة الأمم المتحدة ايساف “بتعزيز دعمها” للقوات الأفغانية. ورأت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) بنفسها في تقرير الثلاثاء أن الجيش الأفغاني يزداد فاعلية “لكنه سيحتاج إلى مساعدة متواصلة ومساعدة عسكرية” حتى نهاية 2014.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©