وائل بدران (أبوظبي)
بينما تتأهب مصر باستعدادات مكثفة تجري على قدم وساق لافتتاح قناة السويس الجديدة، في السادس من أغسطس المقبل، يرى محللون أن إنجاز المشروع في الموعد المحدد يعزز شعبية الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، ويدعمه في مواجهة تنظيم «الإخوان المسلمين» والجماعات الإرهابية في سيناء.
وأعلنت مصر أول من أمس انتهاء العمل في القناة في عام واحد قبل المدة المحددة، وتضمن المشروع إنشاء قناة جديدة موازية لقناة السويس بطول 72 كيلومتراً، تسمح بمرور السفن في الاتجاهين، وزيادة القدرة الاستيعابية للسفن المارة في القناة.
وأوضح عمرو عادلي، الباحث لدى «مركز كارنيجي» للشرق الأوسط في تصريحات لـ «الاتحاد»، أن افتتاح قناة السويس في الموعد المقرر سينعكس بالتأكيد إيجاباً على شعبية الرئيس السيسي ويعزز «تفويضه الشعبي الجارف دستورياً الذي حصل عليه بالاستفتاء على الدستور والانتخابات الرئاسية التي حصل فيها على 97?».
وأضاف «عادلي»، الذي درّس الاقتصاد السياسي في الجامعة الأميركية وجامعة «ستانفورد»: «إن المشروع يدعم أيضاً شرعية (الإنجاز) للنظام السياسي في مصر، خصوصاً بعد النجاح النسبي والكبير في تخفيض حدة انقطاعات الكهرباء في الصيف الجاري».
وعانت المحافظات المصرية من أزمة حادة في الوقود وانقطاع الكهرباء خلال العام الذي حكمت فيه جماعة الإخوان المسلمين مصر، والتي صنفتها الحكومة المصرية «منظمة إرهابية».
وقال «عادلي»، «إن هذه الإنجازات تعزز شرعية النظام على المدى القصير إلى المتوسط، لحين الوقوف على الأثر الاقتصادي لهذه المشروعات وانعكاساتها على فرص خلق وظائف وتحقيق نمو اقتصادي، وتحسين مستويات المعيشة، وهو أمر معلق بعدد من العوامل السياسية المحلية والإقليمية وصحة الاقتصاد العالمي ككل».
وعلق الفريق «مهاب مميش» رئيس هيئة قناة السويس على انتهاء العمل بالقناة الجديدة، مؤكدًا أنها باتت «أسرع وأكثر قناة قادرة على استقبال السفن العملاقة».
وقال: «إن الحسابات التقديرية للوحدة الاقتصادية في هيئة قناة السويس تتوقع أن تصل الإيرادات في عام 2023 إلى أكثر من 13 مليار دولار»، مقارنة بنحو 5.4 مليار دولار العام الماضي.
واعتبر «مميش» أن إنجاز القناة الجديدة «ملحمة تلاقت فيها السواعد المصرية والخبرات الدولية في التكريك، في سباق مع الزمن لصنع التاريخ».
وفي هذه الأثناء، نوّه «عادلي» بأن إنجاز المشروع يدعم الرئيس المصري في مواجهة الإخوان المسلمين، التي تنتهج استراتيجية وحيدة هي محاولة تعطيل التعافي الاقتصادي المصري، مؤكداً أن «الإخوان» فشلوا فشلاً ذريعًا في توسيع قاعدة الاحتجاج منذ 2013.
وأعرب عن اعتقاده أن محاولات تحطيم القدرات الاقتصادية كاستهداف أبراج الكهرباء أو القطارات ومحطات الأوتوبيس يؤثر سلباً على قبولهم الشعبي، وتضعهم في مواجهة المصلحة العامة. وأفاد «عادلي» بأن إنجاز المشروع له تأثير إيجابي كبير على فرص التعافي الاقتصادي في مصر لأن هناك تصديراً لصورة قدرة الحكومة على إتمام المشروعات في مواعيدها، وأن هناك قدرة على تمويلها، إذ تم تمويل قناة السويس بمدخرات محلية، وأن المشروعات القومية الكبرى تفتح الباب أمام المستثمرين الخاصين مصريين كانوا أو أجانب.
ومن المقرر أن يشارك في تأمين حفل افتتاح قناة السويس نحو 220 ألف عنصر من قوات الجيش والشرطة، في خطة تشمل سيناء بالكامل ومحافظات القناة الثلاث الاسماعلية وبور سعيد والسويس.
وستتولى القوات الخاصة وقوات «777» و «999»، المتخصصة في مكافحة الارهاب تأمين مكان الحفل بشكل مباشر، بينما ستقوم طائرات الأباتشي وأف 16 بعمليات تمشيط ومراقبة جوية لمسرح الاحتفال ومحيطه، فيما ستتولى القطع البحرية عمليات المسح البحري.
عدد اليوم
